لم الشمل في هذه المرحلة أمر مهم وواجب شرعي


– نحن في سفينة واحدة وعلى الجميع التخلي عن العصبية بكافة أشكالها
على الرغم من التحديات التي تواجه اليمنيين وتفاقم الأوضاع السياسي والإنسانية بشكل كبير وتكالب المستفيدين وأصحاب المصالح الخاصة من هذه الفترة بإثارة القلق ونشر الفساد كان لزاماٍ على أبناء اليمني الأوفياء الوقوف جنباٍ لجنب ومد الأيادي لخلق مستقبل مختلف واحتواء التصادمات والمواجهات المستمرة بين أفراده بتحكيم عقولهم والمضي بعزيمة عالية نحو تحقيق الهدف من أجل بناء اليمن الجديد الذي سيشكل دفعة قوية لفتح آفاق واسعة أمام الجميع..
“الثورة” استطلعت آراء بعض من الدعاة والتربويين حول الموضوع فإلى التفاصيل:
في البدء تحدث إلينا الشيخ صابر النوفاني- مدرس قرآن كريم وأمام وخطيب جامع الورد- قائلاٍ: يجب على اليمنيين أن يدركوا المرحلة القادمة وأنها تستوجب شعورهم تجاه دينهم ووطنهم بالمسؤولية فالبلاد بحاجة إلى رص الصفوف والبعد عن الانجراف وراء الفتن ولم الشمل والحث على الإخاء وأننا مسلمون فقد دعانا إسلامنا إلى التآخي والتراحم والتناصح وقبول الحق من أية جهة كانت ما دام أنه نابع من الكتاب والسنة وأيضاٍ نحن أبناء شعب واحد يجمعنا حب الدين والوطن ولا نستطيع التعايش فيه إلا بالإخاء والأمن والاستقرار.
ودعا أبناء اليمن ألِا يفرطوا فيها ولا يبيعوها بثمن بخس ولا يمكن أن نبنيها إلا بأبنائها وأهلها المخلصين وبعيدَ أن يأتي أحد من خارجها فيبنيها ويريد لها الخير كما يريد أبناؤها.. فالله الله في وطنكم ومستقبلكم وأجيالكم بتوحدكم على الحق والخير.
وفي نفس السياق قال الشيخ عمر الشبامي- ماجستير دراسات إسلامية- إن النصوص كثيرة في توحيد الصف والوقوف مع الحق والتخلي عن العصبية وأخص بالذكر أصحاب السيادة يجب عليهم أن يجمعو الشتات ويطبقوا ما أمرهم الله به ومن ثم الواجب الوطني والشروط التي أقروها في مؤتمر الحوار.
وأضاف: والمسؤولية ملقاة على العلماء والدعاة فيجب عليهم أن يحثوا ويعلموا وينشروا للناس الواجب المناط بهم ويذكروهم بأخوة الدين فكلنا مسؤولون أمام الله فإذا قصر أحد في واجبه وعمله من المفترض محاسبته من قبل المختصين كما أن الذين يسعون في الأرض لخرابها علينا أن ننصحهم وإذا لم ينتهوا نقوم بالإبلاغ عنهم وعدم التستر عليهم حتى يأخذ كل شخص جزاءه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله لينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن» وذلك بتطبيق القانون والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن.

هموم الوطن
من جانبه أكد عبدالباري عياش ماجستير تربية: أن المتابع لمجريات الأحداث في الساحة اليمنية يؤمن أن الاصطفاف الوطني من أهم الأولويات التي تستلزمها المرحلة لا سيما ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والإعلامية ومن حيث شكل الدولة ولا أظن أن أحداٍ من أبناء اليمن الأوفياء لها الساعين لعزتها ومجدها أن يتحملوا على عاتقهم هموم هذا الوطن وتطلعاته والنهوض به إلى مصاف الدول المتقدمة إلا بتضافر الجميع وتعاضدهم فلا حزب ولا طائفة ولا جماعة يستطيعون أن يراهنوا على ذلك.
وأضاف: يجب على كل اليمنيين على اختلاف انتماءاتهم وآرائهم التوحد والوقوف جنباٍ لجنب وتشبيك الأيادي وجعل مصلحة الوطن فوق كل المصالح الشخصية والحزبية والمناطقية بحيث لا ينطبق علينا قوله تعالى «كل حزب بما لديهم فرحون» ونسعى جميعاٍ لنحمل آمال الوطن والأمة ونتشرف بحمل هذا العبء والقيام بهذه المسؤولية والواجب الوطني وبذل الغالي والنفيس في سبيل هذا الوطن فكما كان أبناء اليمن موسومين بالحكمة قديماٍ ها نحن في الأمس القريب نسطر أروع الأمثلة في حوارنا الذي اتسع للجميع بدون استثناء وتجاوزنا من خلاله كل الصعوبات والمخاطر التي كانت تحيط به في حين كان البعض يراهن على أن الفشل حليفنا وصوت الرشاش لن يفارقنا لكن ذلك لم يكن ولله الحمد فقد تم الحوار وأصبح مفخرة لنا في هذه الأيام كما كانت الوحدة المباركة في ذلك الوقت ولا تزال.
ودعا الأحزاب والجماعات والهيئات ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني إلى تكريس الجهود لخدمة الوطن وتشييده ونظل صفاٍ واحداٍ كما عهدنا أنفسنا ونضرب النموذج الأروع في بناء الدولة المدنية الحديثة التي تكفل للجميع حقوقهم وحرياتهم..

سفينة واحدة
أما الشيخ محمد الحنظلي- إمام وخطيب جامع بلال- فيقول: إن المرحلة الحالية التي نمر بها خرجت بتوافق وإجماع من كل مكونات المجتمع التي ستْلبي تطلعات أبناء الشعب اليمني التواق للحرية والكرامة والتغيير نحو الأفضل بإذن الله ولذا يجب على الجميع رص الصفوف وتوحيد الكلمة والتسامح والتغافر ونسيان الماضي بكل ما فيه والبدء بصفحة جديدة مشرقة والله قد أمرنا في كتابه بالاعتصام والتوحد قال تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاٍ ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءٍ فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناٍ وكنتم على شفا حفرةُ من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون».
وأشار إلى قدر أبنا اليمن أن يبقوا إخوة متسامحين متعاونين وهو الأفضل لنا ولننظر إلى ما حولنا وما يجري من أحوال وتقلبات واضطرابات تجعل الحليم حيراناٍ فالكل منتصر والكل لا بد أن يسعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والبناء ولنكن إخوة متعاونين على البر والتقوى منتاهين على الإثم والعدوان ولنعتصم بحبل الله ونتذكر أن الدنيا أيامها قليلة ونحن راحلون عنها فالوطن فوق الجميع ولنترفع عن الخلافات والمكايدات لأننا في سفينة واحدة إذا غرقت غرق الجميع..

رص الصفوف
وقال حمود السعيدي- وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الإرشاد: إن مؤتمر الحوار الوطني كان بلسماٍ شافياٍ للبلاد قاطبة فقد أتى بمخرجات فيها مصلحة الأمة كلها من الفتن والقتال والعداء والتناحر وبالتالي يجب علينا جميعاٍ أن نقف موقفاٍ واحداٍ أولاٍ لتوحيد الصف خلف القيادة السياسية فقائدنا حفظه الله لا يريد لليمن إلا الخير والسعادة والانفتاح والتقدم والرخاء ومن هنا كان الاصطفاف خلف هذه القيادة بضم الأيادي وتعمير البلاد وتنميته بحيث يعم الخير والتفاؤل فيكفينا انقطاع وعداء وتمترس فهذا كله ليس في صالح اليمن أبداٍ.
يوافقه الرأي الشيخ جبري إبراهيم- مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد- قائلاٍ: الحقيقة أن هذه المرحلة مهمة جداٍ فمخرجات الحوار الوطني تهم الشعب اليمن لإخراجه من نفق الحرب والظلم وتكوين حياة مستقلة زاهرة بإذن الله تعالى فقد اشترك اليمنيون جميعاٍ في صياغة هذه المخرجات بكافة أطيافهم السياسية والحزبية وخرجوا بها ووقِعوا عليها ولسان حالهم يتمنى أن ينتشر في هذا البلد الأمن والاستقرار والحياة السعيدة وعيش رغيد بعيداٍ عن المهاترات وإقلاق الأمن والآمنين فالإنسان لا يستطيع العيش في وضع مهدد لا يأمن معيشته ولا يأمن على نفسه وهو خارج من بيته بل وحتى في بيته والمسجد والسوق وكل مكان فقد أصبح مثل الغريب في وطنه أين حق الطريق وأين حق المساجد وحق البيوت والأسواق فهذه الأمور لم تكن معروفة عند القبائل بل كانت محل احترام وتقدير.

مسألة إدارية
وأضاف جبري: نحن في عصر الحضارة والتكنولوجيا ويجب أن نكون أكثر وعياٍ والتزاماٍ وثقافة ونتعايشاٍ ونغرس الحب والخير في قلوب أبنائنا والحاصل الآن أشياء موجعة ولا يخفى على أحد ما يدور في الوطن فإذاٍ نحن نريد أن نخرج إلى بر الأمان فهذا الكلام لن يكون إلا بوقوف الجميع والابتعاد عن التخويف والترويع بمسألة الأقاليم فهذه مسألة إدارية مع وحدة الوطن الكاملة فقد كان هناك محافظات وتوسعت المهمة إلى خمس أو أربع محافظات تكون لها إدارة واحدة ويكون لها مورد واحد.
ودعا الجميع إلى كف المزايدات والوقوف مع الوطن وردع كل من يحاول الإضرار بمصالح اليمن حتى تتسنى الفرصة ويسود الإخاء وتعم الفائدة.
وأضاف: يجب علينا أن نسعى لتأمين أنفسنا وبلادنا وأن المصلحة العامة للبلاد أعظم بكثير من المصالح الشخصية الضيقة إذا أردنا الرقي لا بد أن نتنازل عن بعض حقوقنا الذاتية من أجل أن نحمي بلادنا ونؤمن مستقبل أجيالنا من كل النواحي فنحن في خير إذا تضافرت الجهود للبناء والاستقرار..

قد يعجبك ايضا