تعتبر الحرب النفسية إحدى الركائز الأساسية التي يعتمدها معسكر الشر الأمريكي – الغربي وحلفاؤه في استراتيجية حروبه وصراعاته ضد الدول الخصوم واستهداف الشعوب والمجتمعات وخصوصا العربية والإسلامية التي يحاول السيطرة عليها .
حيث يعتمد على هذه الحرب كوسيلة محورية جوار آلته الحربية وذلك في ترهيب وتطويع الشعوب والمجتمعات وتدمير قوتها المعنوية والسيطرة على عقول أبنائها.
والشائعات الوسيلة التي يعتمد عليها الأعداء اليوم على رأسها أمريكا وإسرائيل كوسيلة لتحقيق التأثير والفوضى النفسية داخل المجتمعات وجرفها إلى واقع من التناقض والصراع والهزيمة المعنوية، كما هو حاصل في مضمار العدوان على اليمن الذي يعد نموذجاً حياً لهذه الحرب والتي كرست لاستهداف الشعب اليمني وضرب صموده بسقف عالٍ من الاهتمام والعمل والتمويل .
فقوى العدوان “أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات ” تدير حربا نفسية مركزة ومنظمة وذات مسارات مختلفة على الشعب والمجتمع اليمني وقد أخذت سياسات عمل واسعة في محاولة اختراق البنية المعنوية للشعب وتفجيرها بأساليب وأسلحة نفسية وسايكلوجية مؤثرة كنشر الشائعات والدعايات والتهويل الإعلامي المنظم” التي كان ولازال الأسلوب الأكثر أهمية بالنسبة له في تحقيق أهدافه ومآربه والتي يلقي فيها اهتماماً في مسالة تطوير برامجها ومساراتها وفقا لدراسات ومعطيات تتوافق مع الميدان وبما يلبي تحقيق اكبر نتيجة للتأثير النفسي على الشعب والمجتمعات وتفكيك وعيها وإدراكها للحقائق وضرب صمودها الاستراتيجي.
حيثُ تفعيل استخدام الشائعات كأداة مهمة وتعزيز فاعليتها بالتكنولوجيا والترسانات الإعلامية اللازمة والمتعدّدة الوظائف لتحقق أكبر مستوى من التأثير في سلوكيات وقيم ووعي الشعب اليمني، حيث كان لمكائن الإعلام ومواقع التواصل وطبقة العملاء والطابور الخامس والمنافقين في الداخل دورٌ محوريٌّ ورئيسيٌّ في هذه الحرب .
وقد لوحظ تعرض شعبنا اليمني منذ بداية العدوان للكثير من حملات نشر الشائعات الكاذبة والمختلفة سواءً على الصعيد العسكري والأمني أو على الصعيد السياسي والاقتصادي فقد حاولت قوى العدوان أن تشن حملات منظمة لنشر الشائعات الكاذبة والمضللة التي تستهدف عقول المواطنين وتضليلها بالدرجة الأولى وتشويه الأجهزة الحكومية وشيطنتها وبالمقدمة الأجهزة الأمنية وقد اعتمدت في ذلك على مسارين..
الأول :عبر مكائن الإعلام المختلفة سواءً قنوات أو مواقع ووكالات إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي التي يتم من خلالها نشر الشائعات بأفق واسعة.
والثانية: عبر عملائها والطابور الخامس الذين يغوصون في أعماق المجتمعات والذين يقومون بنشر الشائعات في المجالس والمناسبات وفي كل تجمع للناس هنا وهناك.
لذا كان هناك نشر منظم للشائعات وقد طورها العدو مع مراحل العدوان إلى أن وصل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإنشاء حسابات مزيفة وهمية للنشر عليها معلومات مزيفة و شائعات ودعايات مضللة.
وبالنسبة لطبيعة أهداف حرب الشائعات
1 – تركيزها حول تناول القضايا الداخلية والطائفية والعرقية والقومية .
2 – زيادة تأثير وسائل مواقع التواصل الإلكترونية بالتزامن مع تنشيط بعض العملاء والمنافقين في صناعة وتوجيه الرأي العام بما يفكك الوعي الجمعي للناس وشيطنة أجهزة الدولة وعرقلة عملها سيما الجانب الأمني وذلك عبر نشر قضايا ودعايات وشائعات ليس لها واقع وصناعة حملات من الزيف والتضليل الممنهج والانتقادات التي ليس هدفها سوى تثبيط الناس وتدمير معنوياتهم وجرفهم إلى مربع خارج قضاياهم الاستراتيجية وأولويات مواجهه العدوان .
3 – ضرب وهدم المنظومة الأمنية والجبهة الداخلية للشعب اليمني بصورةٍ عامة ومحاولة تفريغ البيئات الشعبيّة المقاومة من وحدة الموقف الواحد والمناهض للعدوان.
4 – استغلال الخلافات والثغرات ومحاولة تسعيرها وإشعالها عبر الإعلام والعملاء الذي يعملون على تحفيز الناس بعناوين وإشاعات للخوض في صدامات كلامية تقود إلى مربع التفكك وانهيار محور الكلمة الواحدة المناهضة للعدوان
خطورةُ الشائعات والدعايات وما تمثله من تداعيات وآثار تعتبر خطيرة على واقع الشعب اليمني خُصُوصاً وان تحالف العدوان بقيادة أمريكا وصلت إلى حالة الفشل والإخفاق في الحرب العسكريّة على مدار السنوات الماضية والذي جعلها تنتهج حروباً جديدة غير عسكرية منها الحرب النفسية والإعلامية وحرب المعلومات ” التي يلقي فيها اليوم كل ثقله وطاقاته.