الغرب من الداخل..أوكرانيا "بئر" لا يدرك قعره.. القارة السمراء ساحة صراع

31 تريليون دولار ديون أمريكا وميزانية ضخمة لصالح البنتاجون – أوروبا منقسمة – تظاهرات في بروكسل وكيشناو وإضرابات تشل بريطانيا – وقوانين قاسية لتقنين الطاقة

 

 

الثورة / متابعات / محمد الجبلي

قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: لو امتلكت الولايات المتحدة الأمريكية وسيلة للسيطرة على ما في الكون من نفط وغاز وذهب والماس ومياه شرب، لكانت اتخذتها فوراً، حديث الدبلوماسية الروسية جاء بعد أن تواترت الأنباء عن تعرض مدير عام البيت الروسي لمحاولة اغتيال في جمهورية أفريقيا الوسطى.
عودة التواجد الأمريكي في القارة السمراء، يتزامن مع توجه روسي صيني ايراني للإستثمار والبناء هناك.
بايدن قبل أن يتوجه في زيارة رسمية، أعلن عن تخصيص 55 مليار دولار كمساعدات لأفريقيا عبر ثلاث دفعات.
السباق نحو دول العالم الثالث يثير المخاوف لدى الأوروبيين الذين نهبوا الثروات واستعبدوا الأفارقة، فخلال الشهر المنصرم أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا إنهاء مهام قواتهما ضمن بعثة الأمم المتحدة، بعد أن واجهت تلك القوات صحوة أفريقية وهجمات على مقارها الاستيطانية.
وسائل الإعلام الغربية تناقلت تصريحا مصوراً للنائب الايرلندي في البرلمان الأوروبي ميك والاس قال فيه ” حلف الناتو ليس تحالفاً دفاعيا، بل آلة عسكرية، اسألوا سكان أفغانستان والعراق وليبيا”.
الطامعون فيما بينهم – خيانات وانعدام الثقة
ميزانية البنتاجون الضخمة تشير بحسب الأصوات المعارضة إلى أن واشنطن تتجه لإشعال العالم بالحروب.
أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون الإنفاق الدفاعي للعام المقبل تقدر بنحو 850 مليار دولار بما في ذلك 10 مليارات مساعدات أمنية لتايوان و 800 مليون لأوكرانيا.
الميزانية الضخمة للبنتاجون قوبلت بانتقادات ساخطة، حيث يقول الأمريكيون: حان الوقت للاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم والوظائف والإسكان وليس في أسلحة الدمار، يبدو أن حكومة الولايات المتحدة تهتم بإشعال نيران الحروب في كل أنحاء العالم.. وتأتي هذه الإقرارات في الوقت الذي بلغت مديونية الولايات المتحدة رقماً قياسياً، حيث تقول البيانات الحكومية إن الدين العام لواشنطن بلع 31 تريليون دولار، النائية الأمريكية وصفت الوضع بالمخيف وقالت مارغوري ” إن واشنطن تتجاهل حجم الديون الأمريكية ولا تفكر بدافعي الضرائب لدى رصد الأموال لأوكرانيا.
من إنفلونزا الخنازير إلى الطيور وأخيراً إلى الكلاب، البيطريون الأمريكيون دقوا ناقوس الخطر، بشأن تفشي انفلونزا الكلاب في تسع ولايات أمريكية بما في ذلك نيويورك وتكساس.
فإلى ارتفاع معدل البطالة، ومشاكل التضخم والغلاء، تضيف قناة فوكس نيوز مشكلة كبرى تعتقد أنها وراء مأساوية الوضع.
القناة وصفت بايدن بالدمية، وقال مذيع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، غريغ غاتفيلد: إن الرئيس جو بايدن وقع تحت تأثير أفراد أصغر سنا في حاشيته يتّخذون القرارات باسمه في البلاد، وأضاف: بايدن يحيط به شباب منفصلون عن واقع حياة الناس.. متعجرفون وعديمو الخبرة وأشرار، هم يريدون تغيير أمريكا ولكن ليس نحو الأفضل”، السياسة الخارجية لواشنطن تختلف تماماً عن الوضع الداخلي، هناك مشاكل اقتصادية مع دول أوروبا والصين وروسيا.. وتقول وزارة الخارجية الروسية: إن أمريكا هي المستفيد الرئيسي من حزمة العقوبات التاسعة التي سيفرضها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، لكن الدول الأوروبية سيطرت عليها التبعية العمياء على الرغم من الأزمات والغلاء والتضخم الذي فرضته على نفسها.
تجلى ذلك بوضوح من خلال فرض العقوبات ضد روسيا، حيث كانت الدول الغربية أكثر تضرراً من غيرها، فإلى أين تتجه أوروبا…؟
السياسيون في فرنسا يعبِّرون عن انزعاجهم من سياسة حكومتهم، حيث يقول برلماني معارض “لقد تحولت أوكرانيا إلى “بئر بلا قرار”. كلما واصلنا دعمها وتسليحها، كلما طال أمد الكابوس الذي نعيشه”، وأشار إلى وجود مشاكل خطيرة في قطاع الرعاية الصحية في فرنسا، وبالرغم من ذلك نجد ماكرون يدعو للتبرع بالمال لصالح المستشفيات الأوكرانية.
الدول الأوروبية منقسمة حول هذا الملف، فكثير من القضايا خلقتها الأزمة الأوكرانية وبعثت عداوات تاريخية، المتابعون للوضع الداخلي والخارجي في أوروبا يرجعون السبب في كل مشاكل القارة العجوز إلى واشنطن.
نجحت بولندا في إيقاف خطة أوروبية لدعم أوكرانيا بـ 18 مليار يورو بسبب اعتراض وارسو على عدم المساواة في توزيع اللاجئين، وقالت إنه يجب دعم الدول المستضيفة أولا، رئيس الوزراء البولندي اتهم المفوضية الأوروبية بالتنصل عن تسديد الجزء الأكبر من المساعدات للدول المواجهة والمنفقة أكثر.. لكن كما يبدو أن بولندا لديها أولويات مختلفة بشأن الصراع الأوكراني، واشنطن تدفع بوارسو للسيطرة على الأراضي الأوكرانية المحاددة لها بمزاعم تاريخية وحق عائد لبولندا.
العلاقات الأوكرانية- البولندية معاكسة تماماً لما يظهر في الإعلام، فمصدر الصواريخ التي استهدفت قرى بولندية- حسبما كشفت نتائج التحقيقات -كييف، وبينما ذهب قائد الشرطة البولندي إلى أوكرانيا ليتحقق من الأمر، كانت أمامه هدية تنتظره من نظيره الاوكراني ، حيث أن الطرد انفجر بقائد الشرطة البولندي، وعلى الفور فهمت بولندا طبيعية السلوك المتخذ مع نظام كييف.
– في جنوب غرب البلقان قرر قادة الاتحاد الأوروبي، منح البوسنة والهرسك صفة دولة مرشحة لعضوية الاتحاد، فيما تجري دراسة طلب كوسوفو لطلب الانضمام.
سفير روسيا في بلغراد، ألكسندر خارتشينكو، أعلن أن سلطات كوسوفو في بريشتينا تواصل السيطرة على مناطق صرب شمال كوسوفو وميتوخيا، ويجيز الغرب لها فعل ذلك فيما يضغط على قيادة صربيا.. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما الهدف الحقيقي للغرب؟ يبدو مرة أخرى أنهم يسعون إلى ليّ ذراع بلغراد”.
ومن الواضح أن واشنطن ومن خلفها دول الاتحاد الأوروبي تسعى للضغط على صربيا لفرض عقوبات على روسيا، توقيت التوتر بين الصرب والألبان يشير إلى فعل فاعل.
في ظل الأزمة التي تمر بها ليتوانيا، أعلنت بعد توقيع اتفاق لشراء ثمان منظومات هيمارس الأمريكية بقيمة 495 مليون دولار.
وفي سلوفاكيا سقطت الحكومة الائتلافية على تصويت البرلمان الذي أعلن حجب الثقة عنها، ويتوقع أن تقود هذه الخطوة لانتخابات مبكرة، لكن المخاوف تتمثل في صعود حكومة يسارية تؤثر على قرارات الدولة الخارجية.
وعلى مستوى المساعدات والتسليح كشف القائد العام للقوات الأوكرانية أن صواريخ هيمارس الأمريكية لا تلبي طبيعة المعركة، يشكو من أن قواته لا تستطيع إصابة مواقع القوات الروسية بسبب قصر الصواريخ.
ومع هذا، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، عن خطة لتدريب 500 جندي أوكراني شهرياً.
إضرابات وأزمات وتظاهرات
في عاصمة القرار الأوروبي بروكسل، تجمع حوالي 20 ألف متظاهر وسط البرد القارس، للمطالبة بوضع حد لارتفاع أسعار الطاقة وزيادة الأجور، بما تتماشى مع التضخم الجامح.
في المملكة المتحدة نفذ الآلاف من العاملين في قطاع التمريض إضرابا عن العمل، مطالبين بتحسين الأجور، في إطار الإضرابات التي تشهدها بلادهم، ووصف الإضراب بأنه الأكبر منذ عام 48.
تقرير اقتصادي بريطاني كشف عن القلق الذي يبديه أكثر من 58% من المستأجرين جراء عدم قدرتهم على تحمل تكلفة الإيجارات.
إلى ذلك تجددت المظاهرات في العاصمة المالدوفية كيشناو احتجاجاً على الأوضاع المتردية في البلاد، جرّاء ارتفاع الأسعار وتدني الأجور والخدمات، مطالبين باستقالة الحكومة.
من جهة أخرى، أعلنت شركة الطاقة المولدة للكهرباء في لاتفيا، أنها مضطرة لتقنين الكهرباء في البلاد بسبب النقص الشديد في احتياطيات إنتاج الطاقة، في ظل موجة البرد القارس التي تواجهها دول شمال أوروبا، حيث يبدو الوضع حرجا في جنوب السويد وفنلندا بسبب الزيادة في طلب الطاقة مع تعطل محطات الطاقة النووية عن العمل.
أما في أوكرانيا ، فإن سلاح الجو الروسي والقوة الباليستية يواصلان نسف وتدمير البنية التحتية، حيث صرح قائد القوات الأوكرانية صرح لصحيفة الايكونوميست بأن بلاده على وشك الانهيار في مجال الطاقة.
فيما أعلن مكتب الرئيس الأوكراني عن انقطاع طارئ للتيار الكهربائي في جميع أنحاء أوكرانيا، ما يعني هجرة جماعية نحو أوروبا الغربية هرباً من التجمد وبحثاً عن الدفء، بينما تتحمل أعباء ثقيلة في النفقات على اللاجئين، أثرت بشكل كبير على معيشة المواطن الغربي، ولكن زيلينسكي لا يكترث للوضع ، فهو منشغل في مفاوضات مع الفيفا.. قناة سي إن إن أفادت بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” رفض طلب رئيس أوكرانيا زيلينسكي بث كلمته المصورة بالملعب قبل المباراة النهائية لكأس العالم في قطر، لكن الرئاسة الأوكرانية أكدت أن المفاوضات مستمرة.
وفي هولندا أحبطت السلطات تهريب أكثر من طن من مخدر الكوكايين مخبئة في حاويات الموز، وقدر المحققون بأن القيمة السوقية للمضبوطات بنحو 95 مليون يورو، حالة واحدة تكشف نسبة ما تستهلكه دولة أوروبية واحدة من المخدرات يومياً، التقارير الاستقصائية كشفت في وقت سابق أن الطلب على المخدرات أكثر من الطلب على سمك السلمون في أوروبا.
حوادث
في جنوب تركيا انفجرت سيارة مفخخة أمام دورية للشرطة، ما أسفر عن إصابة ثمانية ضباط، فيما أعلنت السلطات عن اعتقال شخصين يشتبه بتورطهما في الحادثة.
آراء كثيرة تشكك في حقيقة الأحداث الأخيرة التي تشهدها تركيا، ترجح بأنها مدبِّرة من قبل عناصر مخابراتية لتبرير تحركات الحكومة التركية في حربها مع المعارضين في الداخل والخارج خصوصاً قبل الانتخابات.
الإعلام الغربي لا ينقل الواقع كما هو.. إلا أن اشتداد الأزمة سيغيِّر وجه البوصلة، المجتمع المفطور على الرفاهية والفجور ينكشف عند أول أزمة.

قد يعجبك ايضا