كأس العالم دروس وعبر

حسن الوريث

 

 

شاهدنا في بطولة كأس العالم في قطر مستويات رائعة لمنتخبات كانت نظرة الجميع إليها أنها منتخبات صغيرة بينما كانت المنتخبات الكبيرة تعاني الأمرين أمام هذه الفرق، كما رأينا وتابعنا مستويات أكثر من رائعة لنجوم مازالوا في بداية أعمارهم الرياضية استطاعوا أن يتغلبوا على لاعبين يعتبرون أنفسهم أنهم أكبر من الآخرين وبالتأكيد فإن النتيجة كانت خروج مذل لبعض المنتخبات الكبيرة من الدور الأول والدور الثاني، وكذا مستويات ضعيفة للاعبين كانوا يعتبرون نجوماً كبار وبمقدورهم الفوز بالبطولة مع منتخباتهم حتى ولو لم يقدموا أي مستويات وهنا تأتي نتيجة المعادلة من جد وجد ومن زرع حصد أما من اعتمد على تاريخه دون أن يعمل من أجل الحفاظ عليه فكان عقابه الخروج والإقصاء وربما على يد منتخبات أقل منها بكثير لكنها اجتهدت وفي الأخير انتصرت كما غادر أولئك الذين اعتمدوا فقط على تاريخهم ونجوميتهم دون أن يجتهدوا ويعملوا من أجل الحفاظ على ذلك التاريخ وتلك المستويات.
مما لا شك فيه أن ما جرى في بطولة كأس العالم في قطر درس ينبغي على الجميع الاستفادة منه، فليس الإنسان فقط بتاريخه ونجوميته بل عليه أن يبذل الجهد والعرق من أجل الاستمرار في القمة وهذا الأمر يجعلنا أيضاً نستقي الدرس من أي فشل ونتعلم منه حتى ننجح لان الأخطاء والإخفاقات الواضحة هي التي تتضمن على الأغلب معلومات عملية مفيدة بشكل أكبر تساعد على تحسين الأداء، شريطة أن نكون على استعداد لدراسة هذه العثرات بدقة ويرى بعض علماء النفس أننا لا نستطيع في أغلب الأحيان، أن نتعلم بشكل كافٍ من تجاربنا غير الناجحة ولكن من يدرسها فإنها تكون منطلقا أساسيا لأي نجاح، وربما هذا ما عملته الأرجنتين وفرنسا في هذه البطولة فقد تعلمت من إخفاقها في البداية لتصل إلى المباراة النهائية وكلاهما كان الأحق بينما خرجت ألمانيا والبرازيل واسبانيا والبرتغال.
تعلمنا دوما من بطولات كاس العالم لكرة القدم عدم التقليل من شأن الخصم، فاللاعبون المُتميزون هم الذين يحترمون كل منافس يواجهونه ولا يعتبرون الفوز أمرا مُسلما به مهما كان مُستوى الفريق المنافس ضعيفا، ولذلك من الحكمة ألَا تُبالغ في الإعجاب بذاتك لأنَ ذلك بلا شك هو أول طريق التعثُر والفشل وهذا ما حدث وبالتأكيد أن بطولة كأس العالم تمثل مصدر متعة لعدد كبير من الناس حول العالم، لكن بالإضافة إلى ذلك فهي تمثل أيضا مصدر إلهام عبر الدروس الكثيرة التي يمكن استخلاصها من خلالها.
ومما لاشك فيه أن هذه النسخة من كأس العالم قدمت أداءً كرويا ممتعا ونتائج غير مُتوقعة ولكن الأهم أنها قدمت عددا من الدروس المهمة التي ينبغي الاستفادة منها لتحقيق النجاح، كما أن هناك درساً مهما وهو أن دولة قطر نجحت في التنظيم بل وتفوقت بشكل غير مسبوق في ذلك رغم أن هناك من كان يراهن على فشلها وعلينا أن ندرس سبب هذا النجاح ليكون ملهما لنا في كافة أعمالنا كدول وكمجتمعات وأفراد، أيضا ويجب أن نعرف أن الإرادة ودراسة أين نجحنا وأين أخفقنا وأخذ الدروس والعبر هي منطلقات ليس للنجاح فقط ولكن للتفوق.

قد يعجبك ايضا