الغرب "أمام الصورة"

نفاد الغذاء في بريطانيا – أمريكا تشفط المحفظة الأوروبية – قرار الحرب وشركات السلاح – مخاوف وتكاشف

 

 

متابعات / محمد الجبلي

اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل يفشل في الخروج بقرار موحد.
رئيس الدبلوماسية الأوروبية اكتفى بشكر الدول التي قدمت 8 مليارات يورو كمساعدات لأوكرانيا ولم يذكر أي مساعدات جديدة، لكنه أكد أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الجهود لعزل روسيا.
كييف غاضبة، تتخوف في نفس الوقت من تراجع المواقف الغربية المائلة نحو خيار التفاوض وإنهاء الصراع، نتيجة الإرهاق الذي أصابها وآذى مواطنيها.
المسؤولون الأوكران ليسوا وحدهم متحمسين مع خيار الحرب، شركات السلاح الكبرى هي أيضاً متضررة، وتدفع با الأمور نحو التصعيد وفتح جبهات جديدة.
صحيفة « آسيا تايمز» نشرت مقالا ً تحقيقاً يفيد بأن مصنعي السلاح يؤثرون وبقوة في سياسة الخارجية الأمريكية.
وجاء في التحقيق، أن كبرى الشركات العسكرية ضغطت لبدء مواجهة مع روسيا، وبما أن مصنعي السلاح هم أكثر مجموعات الأعمال تأثيراً على السياسة الخارجية الأمريكية بحسب الصحيفة، فإنهم يطالبون بعلاقات عدائية مع الدول الكبرى لتبرير مبيعات السلاح الحديث، كما أنهم بحاجة إلى مناطق نزاع نشطة لتفريغ مخازن السلاح التقليدي لتلبية الأرباح المتوقعة..
فزاعة أمريكا بتعبئة الغرب ضد روسيا أثمرت مفاعيلها، توّجه الدول نحو التسليح، لبى طموحات شركات تصنيع الأسلحة بالدرجة الأولى، الإنفاق الباذخ على السلاح انعكس سلباً على سلعة المواطن الغربي.
أسعار الغاز تسجل للمرة الأولى ارتفاعاً قياسياً في أوروبا بنسبة 20٪ .
دول مثل بولندا تنفق المليارات، لا.. لدعم أسعار الطاقة وإنما لدعم الشركات الحربية الأمريكية.
صحيفة «رزيكزبوسبوليتا» البولندية أفادت عن خبراء قولهم إن شراء السلاح من واشنطن خرج عن سيطرة الحكومة، واشنطن تشفط المحفظة البولندية، وديونها تجاوزت 372 مليار دولار، يضيف الخبراء «ستواجه البلاد مشكلة سداد ديون ضخمة».
قناة oE24 النمساوية أذاعت بيان لحزب اليمين النمساوي القومي المعارض دعا فيه إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
وقال زعيم الحزب “هربرت كيكل” الذي انتقد بشدة سياسة الحكومة التي ورّطت بلاده المحايدة في الأزمة التي أفقدتها حيادها أن العقوبات انعكست على الاقتصاد مما أدى إلى موجة تضخم وأصبح غالبية السكان يقاتلون من أجل البقاء فقط.
أما دول مثل هنغاريا فموقفها ثابت نسبياً حتى الآن، وزير خارجيتها “سيارتو” أعلن رفض بلاده المشاركة في بعثة الاتحاد الأوروبي لتدريب القوات الأوكرانية، معتبراً ذلك استنزافاً لما بقي من مدخرات للبلاد.
في فرنسا تعود المخاوف إلى واجهة المشهد، مجلة “كايسير” أفادت، بأن فرنسا تتجه نحو “الكآبة” تفيد المؤشرات المتزايدة بانحدارها نحو مصاف دول العالم الثالث.
تكشف المجلة بعضاً من مؤشرات التراجع في الوقت الراهن، تتمثل في نقص المواد الغذائية، والأدوية، وتراجع الخدمات الفنية، مع ازدياد نسبة الجريمة والانفجار السكاني ومشاكل الهجرة غير الشرعية.
لندن.. لم تعد جنة الأحلام، لقد تحولت إلى جزيرة مختنقة بالأزمات ومحاطة بالجحيم كما وصفها لاجئ أوكراني غادر من هناك..
صحيفة “ذا غارديان” أكدت أن بريطانيا ستدفع 8 ملايين جنية إسترليني لفرنسا سنوياً ضمن خطة مشتركة تمنع وصول المهاجرين الذين وصفتهم وزيرة داخليتها في وقت سابق بـ “الغزاة”!
الصحيفة كشفت أيضاً، عزم بريطانيا بناء 5 سفن جديدة وبحسب رئيس الوزراء فإن المملكة خصصت 4 مليارات جنيه استرليني لبناء السفن ضمن ما وصفها بخطة التسليح الأمني.. لكنها في الحقيقة تأتي ضمن خطط مواجهة الهجرة، واستجابة لدوافع القلق من مواجهة بحرية محتملة للسيطرة على منافذ التجارة.
في ذات الوقت، أعلنت الحكومة البريطانية  إنهاء نشر قواتها في بعثة الأمم المتحدة في “مالي” وذلك بسبب ما وصفتها بالتوترات مع حكام البلاد للعسكريين.. الحقيقة عكس ذلك تماماً، الضغوط النفسية والاقتصادية تقف وراء كل هذه الإجراءات، التي قد لا يكون آخرها رفع الضريبة التي دعا لها “ريشي سوناك” ودعا مواطنيه للاستعداد والتكيف معها.
التكيف صعب للغاية، ترد النقابات العمالية “على سنواك أن يتكيف هو أيضاً مع الإضرابات القادمة” في إشارة إلى الإضرابات التي تتحضر لها كل قطاعات العمل مع عيد الميلاد في أنحاء البلاد.
ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، دفعت بفئات واسعة من السكان في بريطانيا العظمى إلى اللجوء لمساعدات الجمعيات الخيرية.
بنوك الطعام الخيرية، حذرت من انخفاض المخزون، وأشارت إلى أن الحاجة تجاوزت حجم التبرعات لأول مرة منذ تأسيسها. ووفق صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فقد توقعت المؤسسات الخيرية حدوث موجة جوع واسعة، مؤكدة أن هذا الشتاء سيكون الأصعب على الإطلاق، فهي تواجه صعوبات في إمداد الطعام الذي بدأ ينفد بسبب زيادة الإقبال الكثيف، حيث لجأ إليها ما يزيد عن 320 ألف شخص لطلب المساعدة خلال أشهر الستة الماضية بزيادة 40٪ عن العام الماضي والعدد في تزايد.
بنوك الطعام عبارة عن منظمات غير ربحية، تأسست لإطعام المتسولين واللاجئين، وتحولت حالياً لجمع الطعام وتوزيعه على السكان المحليين الذين لجأوا إليها بعد أن نفدت مدخراتهم، كما تقول الصحيفة.
شركات البناء في إنجلترا حذرت من انكماش حاد في المبيعات، بسبب انخفاض الطلب على العقارات، وهو ما دفع بهذه الشركات للانسحاب من المشاريع الجديدة، مما يعرض مشاريع الحكومة للإسكان للخطر،، وفق وكالة رويترز.
في الحلقة القادمة.. مواقف روسية مدفونة –  فشل الطاقة النووية الأوروبية – تركيا مخنوقة – وانقسام قبل الصدام.

قد يعجبك ايضا