لم أكن قد قرأت المدونة السلوكية أثناء إعدادها ولكني قرأتها بعد تدشينها وإقرارها ورافق قراءتي لها الهجمة الإعلامية والسياسية المنظمة والممنهجة والمخطط لها والتي أرادت تلك الهجمة أن تفشل هذه الخطوة الإدارية الاستراتيجية في نظري، كون هذه الخطوة قد مست الجانب الإداري لمؤسسات الدولة التي يعوّل عليها كل الأعداء في الداخل والخارج كثغرة في مسيرة ثورة 21 من سبتمبر بقيادة أنصارالله، كونهم وغيرهم يعتقدون أن ثورة 21 من سبتمبر فشلت في الجانب الإداري ولم تقدم النموذج الجاذب والناجح كما هو الحال في الجانب العسكري والأمني، واعتبروا القصور في إدارة الدولة بغض النظر عن الأسباب هي نقطة الضعف التي سيدخلون من خلالها لأي مخطط قادم.
لكن تدشين المدونة السلوكية وإنجازها وتبنيها من القطاع الإداري وبحضور رئيس الجمهورية قد أشعر أعداء ثورة 21 من سبتمبر بأن هناك توجهاً لعملية إصلاح إداري تبدأ من الإنسان الذي هو أساس أي تنمية أو نهوض في أي أمة، وأن هذه المدونة هي تمهيد لعملية الإصلاح الإداري وهي البداية، ومن هنا جاء رد الفعل المجنون من كل الدوائر المعادية لثورة 21 من سبتمبر وقيادتها الحكيمة في الداخل والخارج، والجميع داخلهم الخوف من هذه الخطوة كونها ستسد الثغرة التي يشتغلون عليها ويؤملون الاستناد إليها في كل مؤامراتهم القادمة.
هذا الفهم الذي شعرت به وأنا أتابع الهجمة الشرسة على المدونة وبعد أن قرأتها بتمعن ووجدتها تصلح لأن تكون خارطة طريق لبناء الدولة اعتماداً وانطلاقاً من نصوصها وفصولها إذا ما تم توظيفها على أكمل وجه.
ولهذا رأينا واحدية الهجمة الإعلامية على المدونة من قبل المرتزقة في الخارج، وإعلام العدوان، وتماشى معهم بعض النخب والناشطين في الداخل باختلاف انتماءاتهم، وجميع هؤلاء يرون معركتهم مع يمن 21 من سبتمبر تنطلق من توظيف القصور والتفريط في الجانب الإداري، وبتدشين المدونة شعروا بأننا قطعنا عليهم الطريق في معركتهم القادمة مع يمن 21 من سبتمبر، ورأيناهم بكل فجور يهاجمون المدونة وهم في الواقع يدافعون عن آخر معاقلهم التي يعتمدون عليها وينطلقون منها.