المدونة ودعاة الفشل

توفيق الحميري

 

 

مدونة السلوك الوظيفي واحدة من أهم الإنجازات في مسار إصلاح وضع مؤسسات الدولة والارتقاء بالعملية الإدارية وفق معايير موحدة لكافة مؤسسات الدولة.
وبنودها تؤصل مبادئ الانصاف لأداء الموظف بضوابط تجعل السلوك الحسن معيارا مضافا إلى رصيد الموظف له قيمته ومقداره العائد على نجاح الأداء الإداري العام وباعتبارها البوصلة التنافسية بين الموظفين على خدمة المواطنين والأهم من ذلك أن المدونة تعالج العديد من المشاكل الإدارية النمطية .. والحديث يطول عن المدونة وأهمية مضامينها في الارتقاء بمؤسسات الدولة إذا ناقشنا فصولها الخمسة وأهدافها وضمانات تحققها وأحكامها بشكل جزئي والتي جميعها تصب في صالح منتسبي الوظيفة العامة وتهدف للارتقاء بالأداء العام وتحافظ على الهوية اليمنية الإيمانية.
المدونة تواكب أرقى نظريات الإدارة في العالم واستطيع القول إنها أول وثيقة يمنية قامت بنقل مفاهيم الشفافية والثواب والعقاب العادل الى حيز تنفيذي عملي واقعي وتطبيقي الزامي بعد أن كانت مفاهيم حية وحاضرة ولكنها متفاوتة وغير خاضعة للقياس.
وبينما نحن مبهورون بهذا الإنجاز وهذا الاهتمام والتفاعل والترحيب الوطني بها ،، يأتي دعاة الفشل بمجموعة من المنفلتين المناصبين العداء لأي نجاح، يقدحون بأقلامهم وألسنتهم عن المدونة، محاولين التشكيك في مقاصيدها والتقليل من أهميتها ويؤولونها حسب أهوائهم وبما ليس فيها بصورة جعلتهم في هذه المرة والكرة تحديدا مفضوحين اكثر عند كل واعٍ وشريف، بل حتى عند المتابع البسيط وفي نظر المهتم وقليل الاهتمام.
لاحظوا معي كيف انطلقت تلك الانتقادات والردود السلبية ولم تمض سوى ساعات فقط من إعلانها ولم نقل أياماً بعد صدور قرار جمهوري باعتمادها انما بعد ساعات من تدشينها رسميا ولكم ان تتساءلوا معي :-
متى وكيف استطاع أولئك المتفلسفون الانتهاء من قراءتها واستيعابها حتى يقومون بالتعليق والرد والانتقاد عليها أصلا؟
الحقيقة هي أن ردود فعل دعاة الفشل اعتمدوا فيها على ثلاثة أصناف :
الأول :- هم الذين هاجموها بتلك السرعة قبل أن يقرأوها حتى!! وقبل ان يعلموا ماهي مضامينها وأهدافها ..!!! لأنهم تعايشوا مع تراكمات الفشل وأصبحت بيئتهم الدائمة أنهم لم يجربوا العيش خارج اطار الفشل.
والصنف الثاني:-
هاجموها دون أن يبحثوا حتى عن نسخة منها ليقرأوها أو يستوعبوها!!! وهؤلاء لديهم مرض من كل مخرجات ثورة 21 سبتمبر ومنجزاتها ويعتبرون ان مهمتهم هي إفشال وتشويه كل ما هو متعلق بها.
والصنف الثالث:-
هم من قرأوها وفهموها ومن ثم هاجموها، لأن سلوكياتهم سيئة وأخلاقياتهم هابطة وممارساتهم تفتقد للمسؤولية وانحرافهم لا ينسجم مع مبادئ وقيم المدونة أصلا.
ولأنهم جميعا دعاة فشل، فهم لا يريدون إنجازا حقيقيا ولا أي إجراء صحيح، فقد هاجموها لأنها تعزز من المسؤولية والأمانة العملية والسلوكية ولأنها تحد من التسيب وتحارب اللا مسؤولية..
لذلك نقول: سنمضي بخطىً ثابتة وننطلق بمسار الرقي خلف القيادة ونرتقي بسلوكياتنا وننضبط بمعايير المدونة ونهتم بتطبيقها ولن نلتفت إلى هذيانهم ولن نتوقف عند عراقيلهم ولن ننشغل بدعواتهم وادعاءاتهم الهدامة.

قد يعجبك ايضا