عشرات المستوطنين يواصلون تدنيس الأقصى المبارك وحملة اعتقالات في الضفة والقدس
القدس: ثلاثة شهداء ونحو 400 حالة اعتقال وثمان عمليات هدم خلال الشهر الماضي
الثورة / هاشم الأهنومي / وكالات
يواصل الكيان الصهيوني شن عملياته الإجرامية تجاه الفلسطينيين والمقدسات بشكل مستمر، حيث اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الأربعاء، المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من شرطة العدو الصهيوني.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أن المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، إلى باب السلسلة، ونفذوا جولات استفزازية وأدُّوا طقوسًا تلمودية عنصرية في ساحات المسجد وباحاته، خصوصًا في المنطقة الشرقية منه.
يُشار إلى أن هذا الاقتحام يأتي في وقت تشهد فيه مدن الضفة المحتلة توتراً وتصاعد في المواجهات والعمليات الفدائية، بالتزامن مع الانتخابات الصهيونية.
وتتواصل الدعوات المقدسية إلى تكثيف شد الرحال والرباط الدائم في المسجد الأقصى، لصد اقتحامات المستوطنين المتواصلة، ومواجهة مخططات الاحتلال التهويدية.
ويتعرض الأقصى يوميا عدا الجمعة والسبت، لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيًّا.
وفي السياق ذاته شنت قوات العدو الصهيوني، أمس الأربعاء، حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين بمناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين
حيث رصدت محافظة القدس في تقرير شهري لها أمس الاربعاء، ارتقاء ثلاثة شهداء فلسطينيين برصاص العدو الصهيوني، واعتقال 400 مواطن من المحافظة، خلال شهر أكتوبر الماضي.
وقالت المحافظة وفقا لما نقلته وكالة صفا الفلسطينية إن الشهداء هم: فايز خالد دمدوم (18 عاما)، وبركات موسى عودة (49 عامًا) من بلدة العيزرية، وعدي التميمي (22 عاما) من بلدة عناتا، ليرتفع بذلك عدد الشهداء في القدس منذ بداية العام الجاري لـ14 شهيدًا.
وأشارت إلى إصابة (123) مواطنًا نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح والاعتداءات، من بينهم العديد من الأطفال والرضع، إضافة لإصابة المئات بحالات اختناق نتيجة إطلاق قنابل الغاز السام بشكل مباشر في أماكن تواجد الأهالي.
وأضافت المحافظة إن وتيرة اعتداءات المستوطنين واستفزازاتهم تزايدت خلال أكتوبر، خاصة في فترة الأعياء اليهودية، ونفذوا أكثر من (67) اعتداءً، منها (11) اعتداءً بالإيذاء الجسدي و(11) على ممتلكات الأهالي.
وأشارت إلى أن عمليات الاعتقال التي تنفذها قوات الاحتلال بوحشية بحق الأهالي تصاعدت في محافظة القدس، إذ تم تسجيل نحو (401) حالة اعتقال لمواطنين في كافة مناطق المحافظة، من بينهم (23 سيدة)، ونحو (46 طفلًا).
ورصدت اقتحام نحو (8224) مستوطنًا باحات المسجد الأقصى المبارك خلال تشرين الأول، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح.
وفي سياق متصل، أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (31) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها (12) حكمًا بالاعتقال الإداري.
يأتي ذلك فيما أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس ، أن فلسطين بكل ترابها وأرضها ومقدساتها ومياهها وهوائها هي حقٌ خالص للشعب الفلسطيني، لا يقبل القسمة أو التجزئة مهما بلغت ذروة العدوان والإرهاب الصهيوني الذي تغذيه أساطير الكذب والدجل والخداع.
ونقلت وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية عن الحركة في بيان صحفي، القول: “تمرّ اليوم الذكرى المشؤومة لإعلان الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها حكومة بريطانيا الاستعمارية لتؤسس بذلك لأكبر الجرائم التي شهدها التاريخ الإنساني المتمثلة باحتلال فلسطين ونكبة شعبها وما تبع ذلك من عدوان ومعاناة لا زالت فصولها متتابعة من القتل والإرهاب والعدوان الذي يمارسه كيان العدو الغاصب.”
وأوضحت أن الذكرى الـ 105 على وعد من لا يملك لمن لا يستحق، أو ما سُمي “وعد بلفور”، تمر متزامنة مع بلوغ التهديد والإرهاب الصهيوني المتطرف ذروته، فيما تتجسد على الأرض ملاحم الصمود الفلسطيني.
وشددت أن الذكرى شاهدة على تجذر الشعب الفلسطيني بأرضه وعلى الترابط الوثيق بين الفلسطيني وأرضه ومقدساته وهو ترابط لا ينفك، بل يزداد قوة وثباتاً مع تواصل البطولات التي يسجلها مجاهدو شعبنا ومقاومته الباسلة التي ما فتئت تقدم التضحيات والشهداء.
كما أكدت أن فلسطين بكل ترابها وأرضها ومقدساتها ومياهها وهوائها هي حقٌ خالص للشعب الفلسطيني، عن هذا الحق لا يقبل القسمة أو التجزئة، ومهما بلغت ذروة العدوان والإرهاب الصهيوني الذي تغذية أساطير الكذب والدجل والخداع، وتدعمه الدول الاستعمارية المتآمرة، فإن كل ذلك لن يمحو الحق الفلسطيني، فهذا الحق لن تطويه سنوات الاحتلال الباطل، ولن تزحزحه الأباطيل والخرافات.
وقالت: إن المقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، هي سبيلنا للدفاع عن هذه الأرض، وإن توالي مواكب الشهداء والدم النازف يزيدنا إيماناً ويقيناً بالنصر والتحرير بإذن الله.
من جهتها توعدت مجموعة “عرين الأسود” الفلسطينية، العدو الصهيوني، بضربات شديدة ومفاجئات صادمة، وأنه سيقف مذهولاً مصدوماً أمام روعة مقاتليها.
من جانبها اعتبرت جبهة العمل الإسلامي في لبنان في بيان، تعليقًا على انتخابات كنيست العدو الصهيوني الغاصب، أن نتائج “تلك الانتخابات مهما كانت لن تغير في واقع الحال والأمر شيئاً سواء داخل فلسطين المحتلة وخصوصاً في الضفة الغربية المنتفضة الثائرة اليوم أم في قطاع غزة العزة.
وأضافت أن عملية الدهس أمس وإصابة ضابط إسرائيلي بجروح خطيرة هي دليل قاطع على بقاء الحال وسير العمليات البطولية كما هي وأشد، وكذلك بالنسبة للشمال الفلسطيني المحتل وجنوب لبنان فإن المقاومة مستعدة ويدها على الزناد لصد أي عدوان أو حماقة يرتكبها هذا العدو ظنّاً منه أن فوز اليمين المتطرف بقيادة “نتنياهو” سيكون له انعكاسات إيجابية كما يزعمون والتي قد تؤدي إلى إلغاء ما تم الاتفاق عليه ما بين لبنان والعدو الغاصب عبر الوسيط الأمريكي ” آموس هوكشتاين”.
وأشارت إلى أنّ “الأمر سيّان سواء فاز نتنياهو أم لابيد فأن معركتنا معهم لا تتوقف على أسماء الفائزين فهو يبقى عدواً مغتصباً وصراعنا معه صراع عقيدة ووجود وليس صراع حدود”.
إدانات عربية
عبر الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، أمس الأربعاء، عن إدانة العراق للإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة.
وقال رشيد في كلمة العراق بقمة الجزائر، إن “موقف العراق ما زال بإقامة دولة فلسطين على كامل أراضيها”، مردفا، “نأمل أن تكون قمة الجزائر منطلقاً للعمل المشترك”.
وأضاف، :”ندين الإجراءات الإسرائيلية التي تهدف إلى المس بالوضع القائم في القدس”.
وجدد رئيس الجمهورية، “دعم العراق مع لبنان لتجاوز الخلافات السياسية”، مؤكدا “دعم المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا”.
وأضاف، “ندعم لحوار بين جميع الأطراف اليمنية لتجاوز الأزمات”، لافتا إلى أن “العمل جارٍ على تطوير إدارة الموارد المائية”.