من جحر المستعمر البريطاني خرجت جماعة الإخوان، ومن نفس الجحر خرجت جماعة التكفيري محمد بن عبدالوهاب.
ومنذ أكثر من قرن ودول الغرب الاستعماري ترعى هذه الجماعات، وتستخدمها كاحتياطي بديل لوجودها العسكري، ومن جحر هذه الجماعات تقوم المخابرات الأمريكية بتوليد جماعات أخرى للاستخدام اليومي في كثير من المناطق في العالمين العربي والإسلامي، كالقاعدة وداعش وأنصار الشريعة وغيرها من المسميات التابعة لدوائر الاستخبارات الأمريكية والغربية.
جيشت المخابرات الغربية هذه الجماعات إلى افغانستان للحرب ضد السوفييت؛ واستخدمتها في البوسنة والهرسك وفي دول أخرى لتنفيذ مهام لخدمة الغرب الامبريالي، أما التمويل فمن دول البترو/ دولار في الخليج والسعودية، وكله في خدمة دول الغرب والشركات الغربية العابرة للقارات الناهبة لخيرات الشعوب.
فمنذ العام ١٩٩٤م قام الغرب ووكلاؤهم في المنطقة بتجييش هذه الأدوات الإرهابية نحو اليمن، وبالذات نحو الجنوب اليمني.
(.٧٠) ألف إرهابي من الأفغان العرب قاتلوا مع عصابات ٧/٧ الإرهابية التكفيرية ضد الجنوب؛ وبفتاوى من شيوخ الإرهاب والتكفير، استباحوا الدماء والأعراض والأموال في الجنوب والشمال.
الجنوب كبؤرة ثورية كان مستهدفا، وشكلت الوحدة بوابة الاستهداف، إذ تقاطر الإرهابيون بكل أشكالهم إلى الجنوب منذ اليوم الأول للوحدة، في مخطط دولي لاجتثاث تجربة الجنوب التي كانت تشكل قلقا للرجعية السعودية والخليج ودول أخرى طامعة بثروات وموقع اليمن.
بعد هروب الدنبوع العميل من صنعاء ومعه عصابة بيت الأحمر، اختفى الإرهاب من صنعاء وباقي مدن ومحافظات الشمال، فهاجر الإرهاب نحو الجنوب بأمر من الأمريكان ودول البترو/ دولار التي تمول الحرب والإرهاب على اليمن واليمنيين.
تحول الكثير من عسكر عفاش وفرقة علي محسن الأحمر إلى إرهابيين؛ خلعوا الميري ولبسوا الأفغاني؛ وذهبوا يسقطون المناطق في الجنوب.
زعيم تنظيم القاعدة خالد باطرفي كان ضابطاً في الفرقة الأولى مدرع، أخرجوه من السجن وأوصلوه إلى القصر الجمهوري في المكلا، ليدوس على العلم الجمهوري، ويعلن قيام دولة القاعدة في حضرموت.
الأفغان العرب ومنهم القاعدة كانوا ضباطا في الأمن السياسي والفرقة، وكان الإرهاب يخرج من الفرقة وجامعة (الإيمان) والقصر الجمهوري.
بعد حرب ٩٤م منح الهالك عفاش جماعات التخلف الاجتماعي والتطرف والإرهاب (١٢) ألف رتبة وزعت على الجيش والأمن والاستخبارات، ورفع الإرهاب في الجنوب شعار “دولة الإيمان بدلا عن دولة الكفر”، وبدأوا يمارسون إرهابهم على السكان.
في العدوان السعودي/ الأمريكي على اليمن الذي لا يزال مستمرا، استعان تحالف العدوان بالقاعدة وداعش في حربه ضد الشعب اليمني، وأباح لهم ممارسة فاشيتهم ضد السكان المسالمين انتقاما من صمود الجنوب ضد المؤامرات الرجعية قبل الوحدة.
تحولت معسكرات الجيش إلى معسكرات للقاعدة، وعقد التحالف صفقات مشبوهة مع القاعدة وداعش للقتال في صفوفه مقابل المال والمناصب والرعاية.
إذا كنتم تتذكرون ما قاله اليدومي بعد سقوط معسكر عمران، ستعرفون من يقف وراء إنعاش القاعدة وداعش في الجنوب ومن يلعب بأوراق الإرهاب !! يومها صرح محمد اليدومي بأن حزبه سيتحول إلى دواعش.
في المشهد الجنوبي ستلاحظون أنه كلما تراجعت مليشيا الإخوان هنا أو هناك، كلما تحركت القاعدة، هناك علاقة بين هذا وذاك. تتراجع المليشيات الإخوانية تنتعش السيارات المفخخة والاغتيالات، لاسيما في عدن. والنخب الجنوبية تعلم ذلك.
المجتمع الجنوبي، وكل المكونات الجنوبية مستهدفون من قبل الجماعات الإرهابية بكل مسمياتها، وبمخطط أمريكي/ سعودي، يدار ويمول من الرياض وأبو ظبي، والهدف هو تمزيق الجنوب ونهب ثرواته واحتلال أرضه بعد أن هزم هذا المخطط في الشمال.
جماعات الإرهاب مسحت يدها من الشمال، وتريد أن تفرض وجودا لها في الجنوب، باعتبار الجنوب مجتمعاً رخواً يمكن اختراقه بسهولة، وتوطين الفكر المتطرف والتكفيري، وبرعاية دول الاحتلال؛ فالإرهاب يؤدي مهمة مرسومة له من قبل الدول الامبريالية وعلى رأسها أمريكا.
يبقى على الجنوبيين ومعهم كل اليمنيين أن يعيدوا النظر في كل ما يجري على أرضهم.