الشاعرُ معاذُ الجُنَيــْــد عِمْلاقُ الشِّعْرِ وبَطَلُ القَصَائِد..

شاعرُ الحرب وبطلُ المعركة الوطنية

 

 

ملأَ الآفاقَ أشعاراً وقصائد فاستفزَّ العواصف وهزم الصواريخ وتصدَّر في الآفاق

الثورة /صنعاء
إن يقصفوا منزلي أو يحرقوا جسدي
ما خنت ذرة رمل فيك يا بلدي
إن دمَّرُوا بيتي..
فسوف تظلُّ أبياتي المَشِيدةْ
لن يُطفئوا روحي
لأنَّ بداخلي روحَ القصيدةْ
تتساقطُ الأحجارُ..
والأشعارُ ما زالت
مُكابِرةً عنيدةْ
حملوا إليها الموتَ
فانبعَثت بأعمارٍ عديدةْ
الوطنيين
الشاعر معاذ الجنيد كالجبل شامخاً في وجه عاصفة الإجرام والخطيئة التي استهدفت اليمن، يتفرد الشاعر معاذ الجنيد عن غيره في أنه الشاعر اليماني الذي أطلق عاصفة الشعر في مواجهة عاصفة الإجرام والحرب على اليمن، فمنذ اليوم الأول حضر الشاعر الجنيد بقصائده في ساحات الحرب وميادين المواجهة محتشداً بالقصائد في وجه تحالف عشرين احتشد ضد اليمن.
ويتفرد بشعره الفصيح الذي تألق وتألق في ميادين الحرب والمعارك، فسجل بطولات المجاهدين وسطرها شعراً وقصائد باليستية مثلت ركيزة من ركائز الحرب النفسية والمعنوية في مواجهة العدوان، ومثلت تاريخا كاملا لبطولات وانتصارات الشعب اليمني، فلكل معركة كتب قصيدة، ولكل انتصار أبلغ في التعبير عنه بالشعر.
في اليوم الأول للعدوان صمت الشعراء إلا معاذ وأقرانه من المجاهدين الأبطال، وابتلع المثقفون والأدباء ألسنتهم وارتضوا لأنفسهم الذل والارتهان، لكن معاذ وثلة من الأدباء والمثقفين وقفوا حاجز صد فولاذي أمام زحف العدو وحربه على وعي اليمنيين وعلى معنوياتهم.
لقصائده الباليستية العظيمة التي تطايرت كالصواريخ إلى قلب العدو وأبواقه، حضورها الوطني والعربي، فقد سجل الملاحم بتواريخها وأحداثها ومعانيها في قصائده، وبشعره في حضرة رسول الله – صلوات الله عليه وآله سلم – انتعشت الأرواح والقلوب وامتلأت الجماهير حبا للنبي عليه الصلاة والسلام، وبمعاذ تعملق الشعر وتألق.
لقصائده المجلجلة وقعُها على قلب العدو حين وقعت، ولهذا وذاك فقد جعله تحالف الخطيئة والطغيان هدفاً عسكرياً في رأس القائمة، فاستهدف منزله في تعز بالطائرات لأول مرة بتاريخ 23 سبتمبر 2015، ورد الشاعر بقصيدة «عزم اليمانيين»، قال في مطلعها:
إن يقصفوا منزلي أو يحرقوا جسدي
ما خنت ذرة رمل فيك يا بلدي
ثم استهدف العدوان بالطائرات منزل الشاعر للمرة الثانية بتاريخ 10 /1/ 2016م، وردَّ الشاعر بقصيدة قال فيها:
إن دمَّرُوا بيتي..
فسوف تظلُّ أبياتي المَشِيدةْ
لن يُطفئوا روحي
لأنَّ بداخلي روحَ القصيدةْ
تتساقطُ الأحجارُ..
والأشعارُ ما زالت
مُكابِرةً عنيدةْ
حملوا إليها الموتَ
فانبعَثت بأعمارٍ عديدةْ
إن القصيدة مثلما الإنسان
تصعد روحها لله أن قُصِفَتْ..
تعانق عمرها الأبدي
أن صارت شهيدة ..
وقصائدي ..انضمَّت إلى الشهداء
منذ الغارة الأولى
إلى الخلد ارتقت…
الأنبياء تصفَّحوا شعري
وصارت بعض أبياتي
توزَّعُ بين جمهور السماء
على كتاب أو جريدة ..
والآن …جاءت غارة أخرى
على نفس المكان
لكي توافيهم بأشعاري الجديدة ..بعض الصواريخ البليدة …
كل القصاصات التي
كانت قُبيل القصف أشلاء
بأوساط الركام تجمَّعت وَغَدَتْ قصيدة …
وجميع أوراقي التي احترقتْ
أضاءتْ من دمي سحرا
وأفكاراً فريدة..
أنا كافر بالشعر
إن لم يستفز عواصف الدنيا
ويستدعي الصواريخ البعيدة !
في اللحظة الأولى التي شن فيها تحالف الشر والعدوان على اليمن حربه الإجرامية كتب معاذ، وفي 27 مارس 2015 م تحديداً شعراً عنونه «يمن الصمود»:
يمن الصمود بدفنكم أحـرى،،،، فليحشدوا العشرين.. والعشرا
أهلاً وسهلاً في مقابركـم،،،، أهلاً ضيوف جهنم الأخــرى
إكرامكم بالدفن واجبــنا،،،، لايـــــــنبغى منّـا ولا شــــــكراً
بالقصف زادت نار لهفتنا،،،، للــــــقـــــائكم فتـــفضلوا بـرا
صلى الشاعر معاذ الجنيد وأحب وتعبد في محراب رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، فكتب شعره البليغ بمشاعره العميقة مدائح نبوية احتلت المراتب الأولى، وكان الشعر الأقرب لقلبه هي قصائده في رسول الله، وقال معاذ الجنيد في حديث له «كل القصائد غالية وإن كان لابد أن أميز بينها، فقصائدي في رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي أقربها إلى قلبي”.
” صلاة .. النصر”
لبيك والحرب الضروس تعربد،،،،وولاؤنا لك بالدماء معمدُ
لبيك والغارات فوق رؤوسنا،،،، والنصر فيك حليفنا المتجددُ
مادمت قدوتنا ودينك نهجنا،،،، فليجمعوا قواتهم وليـــحشدوا
سحقا لأسلحةِ الدمار وقد غزت،،،، قوماً سلاحهم النبي محمدُ
اليوم نثبت للوجود بأن من،،،، والاك بالنصر العزيز يؤيـــدُ
الله بالفتح المبين يـــــحُفنا،،،، ومن الرسول تَشُـد أيدينا يدُ
الشاعر معاذ الجنيد شاعر ملهم، وهناك شعراء ملهمون أيضا، لكن معاذ انبعث شعرا من قضيته ومن هويته ومن إيمانه ومن كتاب الله ومن الثقافة القرآنية تصدر على الشعراء.
فقال :
صنعاء تقصــــف
ياشعوب العالم العربي
هل تدرون ما معناه إن قلنا لكم
صنعاء تقصف؟
معناه أن سكوتكم عارُ
وأن دم العروبة في ضمائركم توقف..
معناه.. أن النهاية حتمَّية لنعاج آل سعود تُعزف..
وبأن شعبي صارَ حراً
مستقلاً في إرادته
وهل في الأرض حرٌ
ليس يقصف!؟
وقصائد الشاعر جميعها مذهلة حد الدهشة، وتتفاوت الدهشة والذهول من قصيدة لأخرى.. ولا أدري ماذا أقتطف من حدائقه الغناء المثمرة، فهذه القصيدة أجمل وتلك تبدو أروع، لكني على سبيل المثال سألفت الانتباه هنا لقصيدة «ومن آياتهِ».
ففي هذه القصيدة يسترسل الشاعر في سرد بديع للآيات والمعجزات التي تجسدت واقعا ملموسا في ألف يوم من أيام العدوان؛ فيفتتح جميع الأبيات بعنوان القصيدة «ومن آياتهِ»، إلى أن يختتم الآيات بقوله:
أرى في شعبنا اليمني موسى
وقد حُرمت عليه المرضعاتُ
فلم يرضعه غير الله نصرا
ومن آياته هذا الثباتُ
ونقرأ في قصيدته «منظومة ابن العاص»:
‏(دِفاعاتُ) أمريكا الحديثةُ نعجةٌ
على نفسها من قصفنا ليس تدفعُ
لو استعرضوا سوءاتهم في مطارهم
فـ(منظومةُ ابن العاص) للردعِ أنفعُ
فتصنيعُنا الحربيُّ تلميذُ (حيدرٍ)
إذا ما تبدّت سوءةٌ يترفّعُ
وفي قصيدة «الفصل الأخير» نقرأ:
تسمَّرت من خُطاهُ الريحُ شاخِصةً
كما اقشعرَّ تُرابُ الأرض مُنبَهِرا
كنِسوةِ القصر صاحوا من متارسهم
(حاشا لربِّكَ ما هذا الفتى بشرا)
اليوم يتعرض الشاعر معاذ الجنيد لحملة تحريضية من أبواق العدوان ومرتزقته وعملائه، هي حرب من نوع آخر تستهدف الشاعر، وعلى خلفية وضع صورته والتعريف به في كتاب مدرسي يدرس لأجيالنا، الحملة تستهدف في أساسها الشعب اليمني الذي عبر عنه الشاعر وقال بلسانه آلاف القصائد، فليحشد العدوان كل أبواقه وبيادقه وعملائه، ومريديه من الوطنجيين المزيفين، فلن يهزوا في الشاعر الشامخ شعرة، وللحق صولته وقوته..

قد يعجبك ايضا