يحتفي الشعب اليمني اليوم بالذكرى الـ 59 من ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة والتي نتذكر من خلالها مسيرة النضال الشعبي وقوافل من الشهداء ضد الاستعمار البريطاني.
قامت الثورة على يد جبهتي القومية والتحرير بعمليات فدائية ضد المحتل استمرت 129 عام في ظل مستعمر بغيض كانت عيونه على ثاني ميناء في العالم (ميناء عدن) استطاعت الثورة خلال المسيرة النضالية الصمود ضد أعتى مستعمر بغيض ، استطاع المستعمر أن يزرع ويفكك المحافظات الجنوبية إلى مشيخات وسلطنات (كانتونات) صنعها المستعمر البريطاني ومن قبله البرتغالي وبعد قيام الثورة الأم 26 سبتمبر 1962م اشتعلت شرارة الثورة الاكتوبرية برصاصاتها الأولى من جبال ردفان بقيادة المناضل راجح غالب بن لبوزة وكانت صنعاء وتعز الحاضنتين لثورة الـ 14 من أكتوبر وتواصل السير والمسير على درب النضال التحرري من اعتى واقذر احتلال اخذ في التغلغل تحت ذريعة سفينة (داريا) …
ونجحت الثورة بالمقاومة الشعبية الفدائية في طرد المستعمر حيث اتخذت العمليات الفدائية وعمليات سلمية عبر الأمم المتحدة، وفي ظل الالتحام الجماهيري بين الثورتين سبتمبر وأكتوبر تم إجبار المحتل في 67 على الرحيل بعد أن مزق شرايين الوطن اليمني ونهب خيراته وثرواته واقتطف معظم رؤوس الحركة الوطنية بفضل مرتزقة الداخل (العملاء) الذين كانوا مطية وأذيالاً للمحتل البريطاني.
وكان العملاء هم من يبلغون عن أماكن الفدائيين والعمليات الفدائية تحت عيون (الشيذر) والعيون المتخفية الخائفة التي وجدت لها ضالة في خدمة الإنجليز بأثمان بخسة.
واستمر الحراك والعمليات الفدائية حتى الاستقلال بفضل الجبهة القومية وأبطالها والتحرير وأحرارها فكان الشعب اليمني جنباً إلى جنب يوجهون فوهات بنادقهم إلى صدور الأعداء والمرتزقة.. الذي اضطر مكرهاً أن يأخذ عصاه ويرحل، وبعد أن استطاع أن يدق (الأسفين) بين القومية والتحرير واصبح مناضلو الثورة بالأمس هم أعداء اليوم وهي الخطة التي وضعها الاحتلال البريطاني قبيل رحيله واستغلت السعودية والإمارات بأموالهما وطبقتا سياسة المستعمر القديم (فرق تسد) الأمر الذي جعل التناحر الداخلي سائداً حتى بعد رحيل الاستعمار البغيض فاتجهت القومية إلى الشرق السوفيتي واتخذت نظرية الاشتراكية العلمية رغم أنها كانت في طور ومرحلة العمال والفلاحين فقفزت من اسفل السلم إلى أعلاه مرة واحدة واصبح الإخوة المناضلون أعداء وتناسوا العمليات الفدائية الواحدة فأصبحت القومية ضد التحرير.
ولم تنسَ (فكتوريا) خسارتها بعد البسط على أهم ثاني موانئ العالم.
ورغم نجاح العمليات الفدائية والدعم الشعبي لجبهتي القومية والتحرير كانت المواقف تتناسق وتقتحم الأمم المتحدة بالطرق السلمية..
وللأسباب السالفة الذكر كان النزوح للشمال على أشده.. وتفكيك النسيج الاجتماعي كان سيد الموقف وتدخل الاتحاد السوفيتي في الثورة الوليدة وخرجت مظاهرات تنادي بحرق (الشيذر واجب) وكان للمرأة اليمنية دور بارز في النضال وترسيخ مداميك الثورة الاكتوبرية وتشكلت خلايا جمعت وقوَّت شوكة حلم الثورة والثوار ولكن كما يقولون (مخرب غلب ألف عمار) وتمت تصفية قيادات من خيرة رجال السياسة والمقاومة أيديولوجياً بعد أن استطاعت الثورة أن تقضي على المشيخات والسلطنات الضعيفة والهشة وتجمعها في كيان واحد (جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية) ولكن الخبث البريطاني والحقد الإنجليزي أثناء الاستقلال قد دس السم في العسل بين رفاق الأمس، وبعد اكثر من نصف قرن من الثورة جاءت ورقة الاحتلال القديم_الجديد من نفس بوابة السعودية والإمارات والمرتزقة الجدد من الداخل الذين استطاعوا كسر النسيج الاجتماعي وأصبح ثوار الأمس في خبر كان وبدأت السعودية والإمارات وقطر تلعب دور المحتل الجديد في حضرموت وشبوة وارخبيل سقطرى وتنهب الثروات النفطية والغازية، في محاولة منها لسرقة التاريخ اليمني العتيق تنفيذاً للأجندة البريطانية.
وتأتي هذه الخطوات القذرة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وشحة مصادر الطاقة في أمريكا والاتحاد الأوروبي بعد أن فرخت أمريكا وبريطانيا وفرنسا والسعودية والإمارات داعش والقاعدة واخواتهما لتقضي على الأمن والأمان وتحاول جاهدة القضاء على الوحدة اليمنية الحلم الأزلي للشعب والوطن اليمني الواحد…