يوم الحادي والعشرين من سبتمبر هو يوم من أيام الله تجلت فيه قاعدة ” إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد “..
إنه يوم إنتصر فيه الحق وأُزهق فيه الباطل، يوم كسر فيها الشعب قيود التبعية والوصاية وأسقط فيه حُكم السفارات، وقطع أيادي العمالة والخيانة التي كانت تعبث بأمن واستقرار اليمن..
ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الخالدة هي يوم من أيام الله، يوم أشرق فيه نور الله سبحانه وتعالى، فبدد الظلام وتكشفت الحقائق، فجاء الحق الذي استقامت به النفوس، وظهر الهُدى الذي استنارت به العقول، وانتشرت الثقافة القرآنية التي استبصرت بها القلوب، فصححت المفاهيم وبينت الوجهة، ووضحت المسِير و طبيعة المسار، وعرف الناس معنى الهوية الإيمانية التي تعزز في وجدان هذا الشعب مدى عظمة انتمائهم لليمن..
إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي الثورة اليمانية الوطنية التي تحرك فيها الشعب ونهض من منطلقات قرآنية إيمانية و جهادية صادقة وعظيمة، فهي الثورة التي جاءت بإرادة إلهية ليحيي بها الله الأرض من بعد موتها، هي من أعادت لوطننا الحياة وأحيت في هذا الشعب روح العزة و الكرامة ، هي الثورة التي أعادت لليمن سيادته وحريته واستقلاله، وهي ثورة الشعب اليمني الذي أثبت بإرادته أن الشرعية شرعيته، وأن الكلمة كلمته، و بأنه هو صاحب الحق وصاحب الأرض والقرار..
إن الشعب اليمني بإيمانه وبحكمة قيادته الثورية القرآنية وباعتماده على الله واستعانته به استطاع وبفضل من الله سبحانه وتعالى من أن يغير المعادلات التي مكنته من قلب الطاولة على رؤوس أعدائه، واستطاع بصموده وثباته من أن يصنع أعظم المعجزات وأقوى الإنجازات، والتي تجسدت من خلال العروض العسكرية والأمنية، وما تم عرضه من أسلحة ردع دفاعية جوية وبحرية، وكذلك المعدات والآليات الحربية المختلفة الحديثة والمحلية الصنع، بعد ثماني سنوات من العدوان العسكري والاقتصادي وفي ظل الحرب والحصار، تخرج اليمن وهي في أوج قوتها مظهرة للعالمين ما قد تم إعداده من قوة قتالية عسكرية يمنية متطورة، واستطاعت بعون الله من أن تبني نفسها وتعزز ثباتها وتحمي أمنها بما قد أعدته من قوة وما صنعته من قدرات وما باتت تمتلكه اليوم من إمكانات تسليحية أوجدتها الإرادة اليمنية في زمن قياسي قصير، وهذه لهي المعجزة التي تفاجأ وانذهل منها كل العالم..
اليوم يحق لكل أبناء هذا الشعب اليمني المجاهد الثائر و الأبي الصامد الصابر أن يفخر ويشمخ وأن يقول ويجاهر وأن يتحدث طويلاً ويحمد الله ويشكره كثيراً والذي لولاه ولولا معونته وتأييده لما وصلنا إلى ما قد وصلنا إليه ولما تحقق لليمن ولليمنيين كل ما قد تحقق من الانتصارات والإنجازات الباهرات، بعد عقود من الاستضعاف وعدد من السنين العجاف، وبعد كل ما قد قدمناه من تضحيات ها نحن اليوم نرى آيات الله تتجلى ومصاديق وعوده لنا تتحقق على أرض الواقع، لنزداد يقينا أننا على حق، ونزداد إيمانا و ثباتا على الحق، ومن آثار فضل الله وكرمه علينا أن شجرة الحرية التي أسقيناها من إيماننا وصبرنا وتضحياتنا وبذلنا وعطاءنا، نراها وقد أينعت، وها نحن اليوم نجني ثمارها عزا وكرامة في ظل يمن يمتلك القوة وينعم بالأمن والاستقلال والسيادة، وهذا بحمد الله لهو الانتصار وفضل من الله عظيم.