امتزاج الأمن والإيمان يعد انتصاراً

فهمي اليوسفي

العرض العسكري للمؤسسة الأمنية الذي شهده ميدان السبعين يمثل انتصاراً نوعياً لقوى ثورة 21 سبتمبر على صعيد الجبهة الداخلية في مواجهة قوى العدوان المستمر والحصار المتواصل على مدى 8 سنوات مضت وحتى اليوم رغم رهان دول تحالف العدوان والغرب على تفكيك جبهة الداخل بحكم تأثيرهم على هذه المؤسسة قبل عقود من الزمن وتسخيرها لخدمة أهدافهم الإمبريالية بشقيها الغربي والعربي، وإيلاaء إدارتها لقوى الفساد والإرهاب الموالية لهم بذلك الحين وتحويل مجرى عملها لخدمة مراكز القوى التقليدية الغارقة بالفساد والإرهاب ما قبل 2014م حيث كان جزءاً من مهام هذه المؤسسة حماية أمن الفساد السلطوي آنذاك وتفريخ الجريمة الإرهابية ورعايتها إضافة لخضوعها للوصاية الخارجية إمبرياليا ورجعيا تحديدا من مطبخ دول الرباعية، حتى أن القرارات السياسية في أعلى هرم هذه المؤسسة تخضع لإشراف غير مباشر لسفارات الرباعية يتجلى ذلك من خلال تصويب وتأثير تلك الوصاية الخارجية على القرار والإدارة الأمنية برمتها في الداخل أي التي ظلت لعقود من الزمن ما قبل ثورة 21 سبتمبر خاضعة لذاك التأثير .
لو تم النظر لتعيينات القيادات المتعاقبة في وحدات الجهاز الأمني سنجد بصمات الرباعية شاهد عيان ومنها السعودية والأمريكية، ولنأخذ نموذجاً على سبيل المثال تعيين رشاد العليمي وعبدالقادر قحطان وزيري للداخلية خلال مرحلتي الصريع المرتزق على عبدالله صالح وبعده الفار عبدربه منصور .. سنتوصل لاستنتاج أن من سبق وأوصل رشاد العليمي لقمة هذه المؤسسة هو مطبخ الرباعية باعتباره من العناصر التي نالت ثقة الرياض وواشنطن تجلت من خلال دوره بهندسة ترسيم الحدود اليمنية السعودية وإسهامه بتوسعة مطامع جارتنا الحمقاء في اليمن فتم مكافأته وزيرا للداخلية لأنه أدمن صرخة العمالة وقال أمير النفط نحن يداك ونحن أحد أنيابك ونحن القادة العطشى أي فضلات أكوابك. فاصبح المدلل من نائف بن عبدالعزيز الذي منحه الجنسية السعودية له وأولاده آنذاك إضافة لمنحه منصباً إشرافياً بعضوية أكاديمية نائف للعلوم البوليسية التي لديها تصريحات من أكاديميتي هارفرد وإكسفورد و تعد أكاديميات صهيونية ولهذا تتمسك به دول العدوان ومن خلفها الغربيات بقيادة الأمريكان فضلا عن دوره المؤامرتي بحروب صعدة ودوره الإجرامي خلال مرحلة هذا العدوان على بلدنا بتحديد إحداثيات القتل والقصف لدول العدوان فاصبح شريكا أساسيا في الجريمة التي تستهدف اليمن بشكل عام منذ 8 سنوات ومن هذا المنطلق غير المشروع أصبح اليوم خلفا للفار هادي بمباركة سعيوإماراتية وأنجلوأمريكية بحكم دوره السابق واللاحق كعميل لتلك القوى الخارجية وتسخير المؤسسة الأمنية لصالح تلك الأطراف الدولية والإقليمية، ناهيك عن دوره في رسم استراتيجية الأمركة للجهاز الأمني وتجذيره لثقافة العمالة والارتزاق بهذا الجهاز مع أن الخوض بهذه التفاصيل يحتاج لمساحة أكبر، أما لو تم تصويب دور الإرهاب في هندسة القرار الأمني وإدارته لعقود من الزمن حتى 2014م سنجد على سبيل المثال ماذا يعني تعيين عبدالقادر قحطان وزيرا للداخلية المحسوب على قوى حزب الإصلاح الداعشي بعد 2011م والذي بلا شك لم يكن من فراغ بل هذا يوكد أن الإرهاب هو جزء من جسد المؤسسة الأمنية مع أن قحطان بدأ تسلقه من إدارة التدعيش الأمني بمحافظة تعز مطلع التسعينيات وحماية النشاط التدعيشي بنفس المحافظة خلال تلك الفترة ومن ثم التنسيق التدعيشي المبطن بين الخارج والداخل عبر موقعه القيادي بجهاز الأمن كممثل للإنتربول الدولي، ولو عدنا لارشيف الأمن في الماضي ووضعنا أكثر من علامة استفهام. سنجد العجب؟؟ ألم يكن محمد اليدومي ضمن قيادات الأمن البوليسي بسبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم ؟
ومن كان المسؤول عن اعتقال عناصر القوى الوطنية بتلك الفترة ؟؟.
فهل من حق القوى الوطنية اليوم أن تبحث عن مصير الشهيد عبدالسلام الدميني ورفاقه وسلطان القرشي وعبدالوارث عبدالكريم وبقية رفاقهم .
أما لو تم النظر في دور الأجهزة الأمنية بتنفيذ جرائم الاغتيالات السياسية حدث ولا حرج سنجد بصماتها شاهدة عيان تتحدث عن ذاتها يكفي الاستدلال بالداعشي جمال النهدي الذي كان مرتبطاً بهذا الجهاز في تسعينيات القرن المنصرم وهو من أبرز العناصر التي نفذت سلسلة من جرائم الاغتيالات السياسية لقيادات اشتراكية مطلع التسعينيات، كانت آخر جريمة نفذها المذكور آنذاك محاولة اغتيال أنيس حسن يحيى وتفجير فندق عدن ولهذا السبب عندما كان قحطان وزير داخلية تم تعيينه مدير أمن مساعد لحضرموت. فماذا يعني ذلك ؟؟
لو استمر التفتيش والغوص بإرشيف الأمن سنجد أين كان السعواني الذي اغتال الشهيد جار الله عمر، ألم يكن منتدباً بجهاز الأمن السياسي ؟ بعد أن كان المناضلون . يهمسون خوفا من عناصر البوليس ويقولون بلهجة شعبية صوتك قمش وصورتك شلامش .
ألم يتم نقل 23 ألف متطرف وهابي من الفرقة الأولى مدرع في 2011م ومن مختلف الأعمار إلى جميع وحدات الجهاز الأمني بتنسيق بين وزير الداخلية عبدالقادر قحطان وعلى محسن ومشاركة وزير المالية الأسبق صخر الوجيه إجراء الخفض والإضافة المالية آنذاك من ميزانية الفرقة إلى حقيبة الأمن، لأن ذلك يمثل استكمالاً لبرنامج التدعيش للمؤسسة الأمنية برمتها بحيث يكون لا صوت يعلو على صوت الداعشية الأمنية. وتتويجها بمسرحيتي داعشية ومباركة الرباعية وهي تفجير السجن المركزي وفرار إرهابيين من الأمن السياسي الذي روج إعلامهم آنذاك أن عناصر الإرهاب تمكنت من حفر نفق وهمي وسحري لأكثر من 2 كيلو بملاعق الأكل خلال بضع ساعات على حد كذبهم بهذه المسرحيات الوهمية التي لا يقبلها العقل والمنطق.
الخوض بهذه التفاصيل كثيرة ولا حصر لها لكن كل ذلك يوكد أن الجهاز الأمني برمته كانت تصنع قراره دول الرباعية لخدمة سياستها المتوحشة وخضوعه لوصايتها وخدمة أهدافها على حساب الداخل وليس لخدمة الشعب.
هنا نقيس تحولات المرحلة كيف استطاعت قوى ثورة 21 سبتمبر من 2015م وحتى اليوم تجاوز التحديات على العصيد الأمني وتحقيق انتصار كبير بتماسك الجبهة الداخلية بعد أن كان يراهن تحالف عدوان الخارج على تفكيكها، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .
اليوم هذا العرض العسكري لمنتسبي سلك الأمن يمثل انتصاراً لأسطول المسيرة القرآنية بشكل نوعي على هذا الصعيد المتوج بكلمة قائد الثورة حفظه الله بانتصار الجبهة الداخلية كرديف للانتصار العسكري منذ 8 سنوات وحتى اليوم رغم رهان تحالف العدوان والأمريكان وأجنداتهم على تفكيكها، وبنفس الوقت هذا الانتصار يعد هزيمة مدوية لقوى العدوان والأمريكان ويعطي رسالة واضحة للعالم بأسره بأننا جاهزون لمواجهة أي تحديات حاضرا ومستقبلا وبهذا فإن النصر لصنعاء يقاس بنموذج على صعيد جبهة الداخل أبرزها :
– نجاح قوى 21 سبتمبر في تحرير الجهاز الأمني برمته من الوصاية الخارجية غير المباشرة للخارج الإمبريالي بشقيه الغربي والعربي .
– نجاح هذه القوى تحويل عمل هذه المؤسسة من خدمة الخارج وأجندات الفساد والإرهاب إلى جهاز لخدمة الشعب وأمن الشعب كما أوجزها قائد الثورة السيد عبدالملك في كلمته بهذه المناسبة .
– نجاح القوى المضادة للعدوان بكشف وفضح الجريمة المنظمة التي كان يهندسها الجهاز الأمني ما قبل 2015م في طليعتها الاغتيالات والإرهاب .
– استعادة الكثير من أدوات العمل الأمني وتطوير أدائها ورفع درجة الجاهزية لها في ظل التحديات الراهنة. وكل ذلك يعد حجر الأساس لرفع درجة الوعي الجمعي لخدمة الوطن والمواطن من الناحية الأمنية .
كل ذلك أفضى لفشل وهزيمة قوى العدوان على كافة الأصعدة ومنها الأمني ونجاح وانتصار قوى 21 سبتمبر على كل الأصعدة على ثوابت المزج بين الأمان والإيمان الجهادي باعتبار ذلك جزءاً من أهداف الثورة لكون هذا انتصاراً لحكمة وحنكة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله. وانتصارا للقيادة السياسية ممثلة برئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ وللبصمات الخاصة لوزير الداخلية راهناً السيد عبدالكريم الحوثي .
نبارك لليمن أرضا وشعباً هذا الانتصار، ومن نصر إلى نصر طالما نحن مع الله والوطن والإنسانية. الرحمة للشهداء. الشفاء للجرحى وفك أسر الأسرى المجاهدين . وتحية للملتحقين المجاهدين بأسطول 21سبتمبر من سلك الأمن . ومسك الختام أطلق صرختي الجهادية من خلال هذه السطور. لأن ذلك يساهم بطرد الجن والشياطين .. الله أكبر . الموت لأمريكا . الموت لإسرائيل . اللعنة على اليهود . النصر للإسلام .
* نائب وزير الإعلام

قد يعجبك ايضا