قراءة مستعجلة لمقال د. علوي عمر بن فريد صبيانية الرد ونزق الولدنة في قدح الصماصيم
محمد.عبدالمجيد الجوهري
صادفت وأنا أقرأ مقالاً لصديقي أ.د.عبدالعزيز صالح بن حبتور، وكذا التعليقات على ما تناوله المقال، منشوراً لفتني اسم كاتبه الذي يبدأ بحرف (الدال) قبل اسم الكاتب د. علوي عمر بن فريد، فقررت إلقاء نظرة سريعة على المنشور من باب العلم بالشيء، ويا ليته لم يلفتني ذلك الاسم ولا لقب (الدال) الذي يحمله صاحبه، حيث تفاجأت بكارثة بكل مقاييس الكتابة وأوزانها التي تبدأ من هدف نشر المعرفة لتتدرج مربعاتها و دوائرها موازاة أو هبوطا في مجالاتها لتصل درك الطلاسم و شخاطيط الشعوذة…. طبعاً يأتي قبلها بكل تأكيد مجال الردح والشتم، وذلك ما وجدته عند الدكتور الفاضل علوي عمر بن فريد.
في بلادنا العربية جل مواطنينا لديهم هوس الظهور بفخامة، سواء عن استحقاق أو بدونه ولا أعتقد أن ذلك بسبب عقدة الشعور بالنقص (الدونية)، لكنها نزعة (طاؤوسية) تتلبس العرب جلهم أما الأعراب فكلهم.
حتى لا نتوه نعود إلى صلب موضوع التناول منشور د.علوي عمر، الذي قدَّرت انه سيغني الموضوع الذي سطره د.بن حبتور، ولو من باب التصحيح أو الإضافة (الإغناء توسعا) تحت اعتبارات اللقب + التخصص، لكنني لم اجد سوى صبيانية الأغرار في أبهى صورها، في سلوك من يعتبر نفسه من فئة النخبة حسب اعتقادي، لا بل لربما يظن ذاته ارفع من النخبة، تقديري لسببين إن لم يكن اكثر، أولهما انتماؤه إلى (آل بن فريد) وهم من هم في بلاد العوالق، ثانيهما توافره على لقب (دكتور) لذلك عندما يصطف آل بن فريد سيكون قريباً من الصدارة بسبب (الدال) حتى ولو كانت تراتبيته تقعده قبل الأخير…. وكذلك كان منشوره ينزله من علياء اللقب، كما ينزع عن نشمية القبيلي الذي يوقر أعراف القبيلة التي من تقاليدها لحفظ اللسان صونا لكرامة الصماصيم من الرجال الذين يحتكون بهم، وإن كان بينهم خصومة أو خلاف.
من يقرأ المنشور سيجد أنه لا هدف منه سوى الرغبة في الشتم والقدح ، بل وعلى طريقة جماعة حزب (الجبهة القومية) في جنوب اليمن في عباراتهم التي تقزم خصومهم على شاكلة (المدعو) حتى لا يعطيه سوى صفة النكرة…. مما يظهر حقيقة معدنه الذي توهم انه فاضل…فخسر الفضيلة و الفضل وحصد الرذيلة كسلوك وصفة لممارستها ضد قبيلي عولقي، كان يفترض أن لا يكون عرضة للتنمر عليه حتى من قبل آخرين، فكيف و الأذى جاء منه شخصيا….؟؟؟، سؤال برسم الإجابة من لدن د.علوي عمر.
أنا شخصيا (محمد الجوهري) تشرفت بحضور عزومة غداء، أقامها الشيخ/عبدالمجيد فريد أبوبكر بن فريد، على شرف د.عبدالعزيز بن حبتور بمنزله في ضاحية المنصوره في كابوتا حضرها الوالد العزيز الشيخ فريد بن ابوبكر بن فريد والصريمة بن فريد وفريد بن رويس الدافر ورامي بن عبدالعزيز بن حبتور وعدد من المشايخ من آل فريد العولقي…. المهم أن الشيخ فريد بن ابوبكر بن فريد كان اهم المتحدثين حول تاريخ الصراع مع المستعمر البريطاني، ذهبوا وفد برئاسته شخصيا إلى الإمام احمد بن يحي ملك المتوكلية اليمنية، عبر طريق البيضاء لطلب الدعم والتسليح من الإمام احمد بن يحيى حميدالدين، لمواجهة تجبر وتعسف القوات الإنجليزية الاستعمارية و رغبتهم في تدنيس أراضي العوالق والسيطرة عليها.
شارحا كيف أحسنت ضيافتهم وتم معاملتهم معاملة كبار الضيوف وأفردوا لهم قصراً لسكنهم…. طبعاً كان ذلك في النصف الأول من خمسينيات القرن العشرين، وفق رواية(عمنا فريد بن ابوبكر بن فريد)رحمة الله عليه وعلى من ساعفه في ذلك الوفد، مؤكداً أن تسليح جيش المتوكلية اليمنية حينها كان متواضعاً كما هو معروف ومعظم تسليحه كان هبات من ايطاليا والعراق، والقليل كان يتم شراؤه كون (الإمام احمد بن يحيى) كان غير مهتم بتأسيس جيش عرمرم لبلاده خوفا من تكاليفه القاصمة للظهر، بل كان يعتمد على إعلان (النفير العام) للقبائل التي تقوم بتجهيز مقاتليها لنصرة أمامهم في وقت الملمات داخلية أو خارجية،(كما تشير كتب التاريخ عن سيرته)…. لذلك دفع للوفد العولقي ما تيسر من سلاح جله خفيف ورشاشات متوسطة ومدافع هاون مع ذخائرها، وشيئا من الهدايا نقدية وعينية…. لعل دلالة سردية (عمنا/فريد بن ابوبكر) تنافي ما اورده د.علوي عمر من إشارة على سابق عداوة و قتال نشب مع الزيود حسبما زعم، صاحب كتاب (تاريخ قبائل العوالق) الذي لو أخضع للتحقيق والتدقيق التاريخي الأكاديمي لربما يقال فيه (أكثر مما قال مالك في الخمر)، طالما تنافى ما ذكره هو، مع رواية احد اركان بيت مشيخة العوالق العليا… بينما تطابقت رواية (عمنا/فريد بن ابوبكر) مع ما ورد في سردية د. عبدالعزيز صالح بن حبتور عن الوثيقة التاريخية وما تحمله من الطلب. شخصيا انا رجل لا أميل للقدح وأكره المشاتمة حد التقزز، ولكن ليسمح دكتورنا الفاضل علوي عمر بأن أقول له:(أن الشخص الأكاديمي يجب أن يكون حريص على سمعته الأكاديمية و مكانته العلمية والنخبوية، لذلك فهو حريص على أن لا يهرف بما لا يعرف) و إلا لماذا يسمى (بشخص نخبوي).
يلاحظ معي القارئ الكريم أنني هنا حريص على أن لا أشخصن في تعقيبي عليه…. وإلا لذهبت لتفنيد منشوره الذي كله إعتوارات فقرة فقرة مدللا على حجم ركاكته وبؤس تعبيراته و هشاشة المفردات المستخدهة في الكتابة…. وأنا على ذلك لقوي أمين.
لكنني أشعر بالغيرة على سمعة و مكانة أكاديميينا عامة، كقيادي بجامعة عدن تهمه سمعة ومكانة النخبة الأكاديمية اليمنية كزملاء في المجال، لذلك سأحرص على الإضاءة فقط على بعض الجوانب التي وقع فيها الكاتب، والتي تشكل حالة من افتقاد التوازن بين مكانة ونخبوية الكاتب وبين ما أورده في منشوره التعقيبي، من فواحش لفظية واتهامات جرمية، تعرضه للمحاكمة وليس زلات يمكن التغاضي عنها، لعل زملاءنا الأكاديميين عامة يتنبهون لمثل هذة المثالب و المآلات، كي لا يقعوا فيها أو يهوي أحد منهم في براثنها مستقبلاً.
أولاً: في سياق التعقيب المفخخ ببذاءات (ما أنزل الله بها من سلطان)، فات د. علوي عمر تراتبية مناهج البحث العلمي الرصينة، التي تبدأ ١- بالتشكيك.
٢- النفي.
٣- الإثبات.
لكنه بدأ صح في حكاية الوثيقة، (وخاصة في الرسالة التي أوردها د. بن حبتور الموقعة في ١٣جمادي ١٣٧١هجرية، فمشكوك في أمرها) انتهى النص.
النفي
بالعكس فقد قدم الكاتب، إثباتاً لوجوده حيث كتب النص (الأشد والأنكا أنك في نبشك البائس للقراطيس المهلهلة من سراديب الحوثي).
الإثبات
قدم الكاتب نفيا قاطعا وفق النص في آخر فقرة من منشوره حيث كتب (أن د. بن حبتور يتباكى على الوثيقة بين شيوخ العوالق والإمام والتي لم نسمع عنها من أبائنا وأجدادنا: انتهى النص.
ثانياً: هنا يقوِّل بتشديد (الواو) الكاتب د. بن حبتور مالم أقله (يتهم أحفاد العملاء) السلاطين بالبكاء على المستعمر)، فالرجل واعٍ لما يقول فجميع السلطنات لم تكن مستعمرة بل هي محميات دخلت مع بريطانيا بمعاهدات صداقة وحماية فقط، أما المستعمرة الوحيدة تاريخيا هي مستعمرة عدن وحدها، فكيف يتهم السلاطين…. أخبرنا يا صاحب التاريخ.
ختاما:
أنت صاحب تاريخ لكنك تسير عكس التيار، ولم تفقه شيئاً من التاريخ، تاريخنا يحكي الحديث عن النزاعات والقتال، ثم الجلوس للحوار ثم الشراكة بالحكم، وهذا المنشور نازل شتيمة بالكل بن حبتور+المؤتمر الشعبي+الإصلاح+الحوثة، كل هؤلاء سوف يصطفون يتصافحون ويقبلوم رؤوس بعض، كما عمل قادة الجبهة القومية نازلين على تقبيل بعضهم بعض، حتى قادة الحزب الاشتراكي اكبر أعداء المملكة لكنهم اليوم في حمايتها ورعايتها… يعني أن الذي دفعك للمشاتمة غداً سوف يتبرأ منك، لأن منشورك ليس غيرة لتصحيح الوقائع بل هو مدخل لترضي جماعتك بشتم جماعة خصوم كبار…. لترضي جماعة يناصبونهم العداء وبعد سوف يصطلحون غدا…. وأنت الخاسر الوحيد.
فهل نظل بلا بصيرة، والسلام ختام
*رئيس منتدى عدن الثقافي الأهلي
* مدير عام بجامعة عدن