العرضُ الأقوى عُدةً وعَتاداً حتى الآن

( وعدُ الآخرة).. الرسالة المرعبة لكيان العدو الصهيوني

 

 

العدو فَهِمَ رسالة “وعد الآخرة” لكنه يكابر خوفاً ورهباً
العرض طمأن الداخل وحذَّر الخارج مِنْ مغبة أي عدوان

الثورة / زين العابدين حلاوى

أكد عدد من الخبراء العسكريين أن استعراض وعد الآخرة سيبقى العلامة البارزة في مسيرة تطوير القوات المسلحة اليمنية.
فبعد ثمانية أعوام من العدوان والحصار نجحت اليمن في تجاوز الآثار والانهيار ونهضت بجيش يطمئن الداخل ويرعب الأعداء.
“الثورة” أجرت هذا الاستطلاع عن استعراض “وعد والآخرة”..
يقول الخبير العسكري اللواء يحيى المهدي: العرض الذي أقيم في الحديدة ( وعد الآخرة )، كانت له دلالات واضحة وكبيرة جدا، من ناحية التسمية والمقصد، فالهدف من ذلك هو الإعداد الصحيح والسليم استجابة لقول الله سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ)، وعدو الله وعدو المؤمنين هم اليهود بالدرجة الأولى ومن يوالهيم بالدرجة الثانية، “وعد الآخرة”، هو في ذاته رسالة لليهود ومن يقف خلفهم، هذا من ناحية العدوان، أما من ناحية المستوى الذي ظهر به الاستعراض، فلا أحد ينكر أن العالم قد انبهر لما شاهد من عرض عسكري كبير ودماء جديدة وكبيرة وقوية وواضحة المعالم.
ويضيف المهدي: العروض العسكرية التي أقامتها المناطق العسكرية المختلفة على مدار الأسابيع الماضية كانت تحمل عددا من الرسائل والدلالات الهامة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي وقد توج هذا العرض المهيب والكبير للمنطقة العسكرية الخامسة في الساحل الغربي في منطقة الحديدة تحت عنوان (وعد الآخرة)، لما تضمنه من دلالات المكان والزمان، فمن حيث المكان الاستراتيجي فيعتبر بوابة اليمن في الساحل الغربي والذي لا يمكن التفريط فيه بأي حال من الأحوال، ومن حيث الزمان يأتي في وقت يستمر فيه الأعداء في انتهاك الهدنة.
الى روح الشهيد الصماد
وقال المهدي: لا ننسى أن الشهيد صالح الصماد ضحى بروحه جهادا في سبيل الله من أجل اليمن وتحديا للسفير الأمريكي الذي قال بأن قوات التحالف إذا دخلت إلى ميناء الحديدة سيفرش أبناء الحديدة لهم الورود، ها هي الورود تظهر الآن، فهي ورود للشعب اليمني وشوك في وجه العدوان.
ويضيف المهدي: كشف الاستعراض العسكري عن صواريخ وطائرات مسيرة وصواريخ بحرية أرعبت دول العدوان ومثّل صدمة للعدوان، إذ كشفت تلك الأسلحة بأن وزارة الدفاع تعمل ليلا ونهارا لتطوير قدراتها، رغم العدوان والحصار وهذا الشيء مثير الدهشة وكذلك، فلم ينشغلوا فقط بالجبهات وتناسوا مسألة الإعداد والتصنيع العسكري والحربي، وانما ركزوا ايضا على مسألة التصنيع.
وقال الخبير العسكري المهدي: منذ بداية العدوان، بل ومنذ ثورة٢١سبتمبر التي تحققت تحت قيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي – حفظه الله، الذي كان له الدور الأكبر في بروز هذه القوة العسكرية الكبرى، لأنه رجل يحمل من الإيمان والثقة بالله مالا يحمله غيره، ونحن نشاهد العروض العسكرية في مختلف الدول العربية عندما تعرض وربما قد تعرض أكثر مما نعرض ويحملون قوات أكثر مما حملنا، ولكنهم لا يحملون القوة والجرأة والثقة بالله، فقد أصبحت أسطورة أمريكا لا شيء أمام الجيش واللجان الشعبية، أصبحت كالقش كما قال السيد حسين سلام الله عليه، وفعلا أمريكا من القش أضعف، حيث أنها لم تتمكن رغم أساطيلها وما تمتلك من أسلحة ردع ونووية أن تمنعنا أن نصنع أسلحة ونصنع صواريخنا بأيدينا ونقوم بهذا الاستعراض المهيب والكبير الذي حضره كل رجال الدولة ابتداء من القيادات العسكرية التي المفترض ألا تظهر، ولكنها تعلن صراحة للعالم أجمع بأنهم لا يخشون إلا الله وأنهم جاهزون للتضحية والفداء كما صنع الشهيد الرئيس صالح الصماد سلام الله عليه دون خوف أو وجل من أحد لأننا مشروع شهادة ولأننا نبحث عن الحق وهكذا هم القادة العظماء الكبار الذين استطاعوا أن يظهروا أمام العالم بما فيهم قائد المنطقة الخامسة اللواء يوسف المداني ومن معه من القادة العسكريين وأيضا الرئيس المشير مهدي المشاط الذي كان في مقدمة من حضروا ومما زاد الحفل بهجة ورونقا خطاب السيد القائد حفظه الله والتي وضح فيها بأن مساعي الأعداء لتجريد بلدنا من السلاح والقوة قد باءت بالفشل.
بعد ٨سنوات من القصف وتدمير المنشآت والبنى التحتية بشكل لم يسبق له مثيل، اليوم وبفضل الله سبحانه وتعالى يظهر الجيش اليمني في كامل قوته، رغم ما تعرض له من عملية تدمير ممنهجة.
ثورة ٢١ سبتمبر
وأكد المهدي أن ثورة ٢١سبتمبر حين أوقفت كل المخططات، بدأ بعدها العدوان العسكري المباشر الذي استهدف القوة الدفاعية اليمنية بشكل مباشر ورئيسي، إلا أن الجيش اليمني أثبت أنه لم يعد ذلك الجيش المترهل ولم يعد ذلك الجيش العميل ولم يعد ذلك الجيش الذي يبحث عن مناصب أو عن رتب أو عن الأموال الطائلة من خلال بقائهم في المناصب.. أثبته جيشنا أنه يحمل ما لا يحمله أي جيش في العالم وهو القوة الإيمانية والهوية اليمنية، ولهذا السبب لم تستطع قوات التحالف بأكملها أن تثنيه عن جهاده أو تدخل بلاده.
يقول المهدي: عرض “وعد الآخرة” أتى في وقت حساس جدا ليعلن للشعب اليمني أنه بات يمتلك جيشا قادرا قويا ليس من الناحية النظرية فقط بل إن السنوات الثمان خير شاهد على أن المؤسسة العسكرية استطاعت بأبطالها أن تصنع المعجزات التي سيخلدها التاريخ، وستصير يوما جزءا من مقررات المناهج للكليات العسكرية لتتعلم منها الأجيال حسن الإدارة والإرادة والتنظيم والصمود والتكتيك والثبات.
عرض وتمكين
عندما نتحدث عن هذا العرض العسكري المهيب للمنطقة العسكرية الخامسة في منطقة الحديدة نجده عرضا متكاملا بكافة وحداته العسكرية من سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية وكذلك المدفعية والمدفعية الصاروخية ووحدة القناصة ووحدة الهندسة ووحدة مضادة للدروع ومن خلال تلك الأسلحة الثقيلة المتحركة مثل الدبابات والمدرعات وكل ذلك كان بمثابة رمز مهم جدا جسد على أرض الواقع ما صارت تمتلكه اليمن من أسلحة، تمكنها اليوم أكثر من الدفاع عن هذا الوطن وعن مكتسابته وحماية وسيادة هذا الوطن.
تميّز العرض بالأعداد الكبيرة جدا من أبطال الجيش واللجان الشعبية المتسلحين بالعقيدة الإيمانية والقتالية واليقضة الأمنية والاستعداد العالي للقتال.
كما تميّز بمجموعة الأسلحة والتقنية التي تم تصنيعها.
وتحديثها عبر هيئة التصنيع العسكري في صنعاء وهذا بفضل من الله ونصر منه وتأييده، وأيضا بفضل القيادة العسكرية والثورية التي أولته الاهتمام الكبير.
لذلك تمكن هذا الجيش من امتلاك الأسلحة التي تجاوزت حدود الجغرافيا في قواعد الاشتباك والوصول إلى العمق الاستراتيجي لدول العدوان.
(وعد الآخرة) رعب للأعداء
الكاتب الصحفي عبدالفتاح البنوس هو الآخر يرى أن العرض العسكري المهيب الذي شهدته محافظة الحديدة والذي نظمته قيادة وزارة الدفاع ممثلة بالمنطقة العسكرية الخامسة والقوات البحرية والدفاع الساحلي وألوية النصر يأتي استجابة عملية للأمر الإلهي الذي تضمنته الآية الكريمة وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) يجسد التحول النوعي الذي طرأ على القوات المسلحة اليمنية من حيث العدة والعتاد و القدرات والعقيدة والروح القتالية لكافة منتسبيها، وأعتقد جازما بأن توقيت العرض والصورة التي ظهر بها هدف لخلق حالة من الارتياح والاستقرار النفسي في أوساط المواطنين وخصوصا في ظل عدم التزام قوى العدوان ببنود الهدنة الأممية واستمرارهم في ارتكاب الخروقات واحتجاز السفن وعرقلة الرحلات الجوية المتفق عليها عبر مطار القاهرة، والتأكيد على جهوزية القوات المسلحة اليمنية لخوض معركة التحرير وتطهير البلاد من دنس الغزاة والمرتزقة.
“وعد الآخرة”
وقال البنوس والذي لفت انتباهي في العرض هو الاسم الذي حمله هذا العرض (وعد الآخرة) والذي شكل في حد ذاته مصدر رعب لكيان العدو الإسرائيلي والذي اشتق من الآية القرآنية (فإِذا جاء وعد الأخرة ليسُـُٔوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوهُ أَول مرة وليتبرُوا ما علوا تتبيرا ) فهذا الحشد من المقاتلين يمتلكون عقيدة إيمانية يمانية تشربوها من الثقافة القرآنية، ويضعون نصب أعينهم المعركة الحتمية المفصلية مع كيان العدو الصهيوني من أجل تحرير فلسطين المحتلة وتطهير المسجد الأقصى من دنس الصهاينة، كما لفت نظري تلكم الأسلحة النوعية التي تم عرضها لأول مرة وفي مقدمتها الصواريخ والألغام البحرية والطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة، علاوة على القدرات القتالية التي بات أفراد الجيش اليمني يتمتعون بها، بالإضافة إلى مشاركة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وهو ما زاد العرض أهمية وتأثيرا لدى الأعداء الذين شعروا بحجم الاستعداد الذي عليه القوات المسلحة اليمنية .
غضب وتخبط
وبالنسبة للعدو فقد فهم الرسائل الموجهة له جيدا وإن حاول التظاهر بخلاف ذلك، حيث عكست حالة الرعب والقلق والتوتر والغضب والتخبط التي طغت على وسائل إعلامه وأبواقه الإعلامية التي وقفت مذهولة أمام ما احتواه العرض من عدة وعتاد وقوة بشرية مدربة ومؤهلة جاهزة على خوض أكبر المعارك في أي لحظة، ولكنهم كالعادة ذهبوا للعزف على وتر الهدنة على اعتبار أن العرض يمثل تهديدا لها – حد زعمهم، مستغلين تواطؤ الأمم المتحدة لتتناغم معهم في هذا الطرح الفج، وأنا على ثقة مطلقة بأن العدو استوعب الرسالة وأدرك بأن مساعيه الرامية القيام بمعركة عسكرية جديدة ينجز من خلالها ما عجز عن إنجازه على مدى أكثر من سبع سنوات فاشلة فشلا ذريعا ولا مجال له للعب على هذه الورقة فكلما طال أمد العدوان والحصار كلما زادت القوات المسلحة اليمنية قوة وقدرة وكفاءة في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة،، وأن عليه البحث عن أوراق جديدة، أو الذهاب نحو السلام من خلال ايقاف العدوان وإنهاء الحصار والخروج من المستنقع اليمني الذي أسقطوا أنفسهم فيه .
ساستنا يفاوضون وأياديهم ممدودة للسلام العادل المشرف، وأبطالنا أياديهم على الزناد على جهوزية عالية للتعامل مع أي حماقة قد يقدم عليها العدو، و”وعد الآخرة” كان الرسالة الأبلغ والأكثر تأثيرا على العدو، وعليه أن يراجع حساباته، ويعي ويدرك بأن الجيش اليمني اليوم بات قادرا بقوة الله وعونه وتأييده على إفشال كافة مخططاته وإسقاط كافة مؤامراته، ولا تعنينا قراءاتهم للعرض العسكري سلبا أو إيجابا، فالكرة في ملعبهم وهم من سيتحمل تبعات أي قرارات يتخذونها، وعلى الباغي تدور الدوائر .

قد يعجبك ايضا