صباح يوم الاثنين الماضي كان مشرق بالتحليلات والتأويلات والافتراضات والتوقعات والتمنيات العاطفية لمنتخب السعادة منتخب الناشئين “أسود اليمن” بالفوز على المغرب “أسود الأطلسي” الذي أقصى المنتخب المرشح للفوز ببطولة العرب تحت سن 17 سنة، إشراقة أمل استمرت حتى انطلاق صافرة الحكم بانتهاء الشوط الأول بين أسود اليمن وأسود الأطلسي بالتعادل السلبي، شوط أول ظهر فيه منتخبنا بقدرة ومهارة وفنيات جماعية متوسطة فردية كبيرة جدا ومبالغ فيها، تحكم مستمر للطرفين في وسط الملعب تهديد متبادل للمرمى وندية عالية ظهر بها منتخب الناشئين الصاعد من ركام الحصار والعدوان أمام منتخب المغرب الغارق في المعسكرات والاستعدادات الرياضية العالية، فرق كبير في الإمكانيات والقدرات بين منتخب اليمن والمغرب سيطر عليها وألغاها إرادة وصلابة وقوة ومهارات وروح المحاربين التي ظهر عليها لاعبو منتخبنا الوطني للناشئين الذين استحقوا بجدارة لقب أسود اليمن “أبطال وإن خسرتم”، وصولكم إلى نصف النهائي، وحضوركم بين عمالقة المنتخبات العربية الجزائر والمغرب وتميزكم عن منتخب مصر المرشح الأول لكأس البطولة، مؤشر قوي على القوة والمهارة الفردية والإرادة الجماعية، وكسر حاجز المشاركات دون المنافسة التي اعتدنا عليها في السابق، وإدخال اليمن في دائرة المنافسة وميزان الحسابات، وإجبار المشاركين على رصد خطورة منتخب اليمن على منتخباتهم “شكرا بحجم طموحاتكم وتطلعكم إلى تحقيق الإنجاز، شكرا بحجم الدموع التي ذرفتموها ونحن معكم بعد خسارة الشوط الثاني “شوط المدربين”.
لقد تعمدت أن لا أشاهد الشوط الثاني، حفاظا على نسبة السكر ومستوى الضغط، وما حولي ومن حولي على صحة وسلامة، فأنا أعرف مسبقا أن الشوط الثاني مواجهة فنية تكتيكية فكرية تعتمد على مهارة التخطيط والترتيب العقلاني المدروس للمدربين، وأعرف تماما أن مستوى المدرب الوطني الكبير محمد البعداني لا يرقى إلى مستوى مدرب المغرب، ليس لأنه غير قادر ولكن لأنه لم يتلق أي تأهيل أو تدريب علمي في مجال إدارة الشوط الثاني من المباراة التنافسية المصيرية، الشاهد أنه لم يجر أي تغيير في الشوط الثاني ولم يعط أي ملاحظة لأخطاء الحارس المتكررة في الخروج المبكر لالتقاط الكرة أثناء الرفعات، ولم يوجد بديلاً للهداف، ولم يعوض النقص في رأس الحربة، ولم يدفع اللاعبين في الشوط الثاني للتخلي عن الأنانية وإزالة نزعة اللعب الفردي وإبراز الذات “محمد البرواني”، ولم يطعم المنتخب في الشوط الثاني بموزع للكرات، ولم يعزز منطقة الدفاع خصوصا وهو يعلم أن مستوى لياقة اللاعبين لا تجاري مستوى لياقة لاعبي المنتخب المغربي، الكثير من الملاحظات التي لا تنقص من مستوى أداء منتخبنا الوطني للناشئين “أسود اليمن” لكنها نقاط يجب على الجهاز الفني والإداري متابعتها في كل وسائل التواصل الاجتماعي والتركيز عليها خصوصا الصادرة من أصحاب النقد والتحليل سواء إعلاميين أو مدربين ولاعبين أو أكاديميين “عبدالله الصعفاني -بشير سنان- حسين الخولاني – د. صالح حميد” وأخذها بعين الاعتبار، لم نفقد الأمل في منتخب السعادة والأمل فأنتم أبطال ونجوم صنعتم لنا أفراح وحققتم لنا إنجاز بالوصول إلى النصف نهائي.
جهازنا الفني والإداري لمنتخب الناشئين “أسود اليمن”، تنتظركم التصفيات الآسيوية في شهر أكتوبر، الاستعداد المبكر ودخول المنتخب في معسكر تدريبي خارجي مهم جدا، مدربنا الوطني القدير محمد البعداني المنتخب بحاجة إلى تطعيمه باللاعبين البدلا حتى لا يتكرر ما حدث في مباراة المغرب واليمن عندما خرج اللاعب عبدالرحمن ولم تتمكن من تعويضه، الشوط الثاني من نصيب المدرب فعليك الاستعداد له جيدا، المدير الإداري “الاكاديمي” للمنتخب: ما هكذا تورد الابل، الولاء للوطن قبل الأشخاص، المنتخب يلعب للجمهورية اليمنية وليس للمدعو العيسي، جماهيرنا المحبة لكرة القدم: رفقا بالمنتخب فقد قدم مباريات كبيرة ومستوى رائع واثبت أن لديه القدرة الكبيرة على مواجهة الكبار ومنافستهم على الصدارة، تجار التسويق من رجال الأعمال والمال: دعمكم مطلوب لكن بدون انتظار المقابل، فالمنتخب تنتظره منافسات التصفيات الآسيوية، الإعلام الرياضي والعام: شكرا لمساندتكم للمنتخب، وأخيرا لاعبي المنتخب.. اليمن شعباً وأرضاً وحكومة فخورون بكم وبما قدمتموه من مستوى رائع، ننتظر منكم المزيد والأفضل في التصفيات الآسيوية في شهر أكتوبر.. تمنياتي لكم بالتوفيق والتفوق وتحقيق الإنجازات الكروية.