يشهد العالم في العقد الأخير تسارعا مهولا في استخدام التكنولوجيا في مختلف مجالات الحياه الزراعية، الاقتصادية، المالية، التعليمية، الصحية، الثقافية، والبيئة والمناخ، ما أدى إلى تحول العالم رقميا وأحدث ثورة صناعية جديدة أطلق عليها « الثورة الصناعية الرابعة»، وشهد العالم في ظلها تحولا رقميا واقتصادا جديدا سمي «الاقتصاد الرقمي» يعتمد على مقومات وبنى تحتية رقمية وتبادل تجاري رقمي وتعليم رقمي وصحة رقمية وزراعة رقمية، ما يعني ظهور عالم مختلف عن سابقة، واقتصاد مختلف عن سابقة، هذا الاقتصاد كما أشار إليه الباحثون والاقتصاديون يساوي عشرة أضعاف الاقتصاد المعتمد على النفط.
وهذا النوع من الاقتصاد غير مكلف في بنائه أو الاندماج فيه، فرأس ماله موارد بشرية مؤهلة بتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة مثل: الذكاء الاصطناعي، علم البيانات، الأمن السيبراني، إنترنت الأشياء، التجارة الالكترونية، ..وغيرها.
ومن السهل على بلدنا الحبيب الاندماج في مثل هذا الاقتصاد المستدام غير المكلف والذي لا يحتاج إلا لبنى تحتية رقمية في المتناول للنهوض بجميع القطاعات الحكومية والخاصة وزيادة كفاءتها وخفض الكلفة الإنتاجية والعمل على تقليل الاستيراد وصولا إلى إنهاء فاتورة الاستيراد باهظة الثمن.
والكثير من التجارب العالمية حولنا مضت وأصبحت اقتصادات عملاقة معتمدة بشكل أساسي على الاقتصاد الرقمي وأبرزها الصين والهند.
ولو درسنا مقومات النهوض في هذا المجال في بلدنا الحبيب، لوجدناها متاحة، فالإرادة السياسية متحمسة، والقوى البشرية متوفرة وتحتاج إلى تأهيل مناسب في هذه التكنولوجيا، لنجد أنفسنا عما قريب رائدين في الاقتصاد الرقمي.
عميد الكلية التخصصية الحديثة للعلوم الطبية والتقنية
استاذ الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية