هو عهدُ الله الذي عاهدكم من قبل، وهي سُنَّةُ الأنبياء وشِرعةُ الرسل، من آدم عليه السلام إلى سيد الزمان وحكيم العصر، السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
في أَيَّـام معلومات وليال مباركة هي عشر ذي الحجّـة والتي جاء القسم القرآني بها في سورة الفجر، ولا يقسم سبحانه إلا بعظيم له من المكانة والفضل.
أطل سماحته في اليوم الأول من الأيّام المباركة ليفتتح سلسلة من محاضرات نبعه الروحي وكلامه الرباني بين الواقع والعهد نقف خلال هذه الأيّام الفضيلة، التي انبرى سماحته من خلال عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر، حين ولاه مصر، بين دفتي هذا العهد الشامل محورية القيام الحقيقي للإصلاح التربوي والنفسي والسياسي لأي واقع حُكم في إطار الرقعة الإسلامية، عهد الإمام علي (ع) هو ما عهد به لعامله مالك الأشتر النخعي رضوان الله تعالى عليه.
عهد جليل القدر والفضل والقدرة، كان عن الإمام الأعظم مولانا علي (ع) جامع الكلام وباب العلم النبوي، جوانب لخصها الإمام لمالك، هي حياة الناس وسياسة المجتمع وأعمدة الحكم الإلهي الذي أراده رسول الله صلوات الله عليه وآله للأُمَّـة من بعده، من خلال شخص الإمام علي ومنهجية الكتاب، يطل السيد كُـلّ، يوم وبين يديه استمعنا للدرس الخامس متسلسلاً في أمور خصت المسؤول في الدولة الإسلامية، العسكرية والقضائية والتجارية وذوي الحاجة، ومنهجية أسسها حسب القرآن وشراع المولى عز وجل.
تطرق سماحته في ما مضى لعدة جوانب بدأت من التصنيف للناس حسب معايير العدل وأسس البناء المجتمعي، فالمجتمع كان من أولويات الإمام علي -عليه السلام-، وذلك لما له من ثقل في الواقع وتأثيره الكبير على المشهد السياسي، ثم العاملون وما أدراك ما هم!
وقد فصل فيهم أيمَّ تفصيل من جوانبهم الأدائية والنفسية والتعاملية والفكرية والأسرية والعلاقات الشخصية، هذه لفتة لها تساؤلها العجيب ما سِرُّ التشخيص لكل محيط المسؤولين؟ ولم يقتصر حالهم حول المهام والأداء والإخلاص العملي؟ الرؤية القرآنية لدى الإمام علي حين وضع أسس الشخصية المسؤولة لعلمه بكل ما قد يؤثر سلباً على واقع ذلك المسؤول عبر المحيط الخارجي، والداخلي النفسي، لذا رأينا السيد سلام الله عليه، كيف عمل على نقل القرآن كأنه طريُّ الروح حدث عهد النزول.
بالنظر في الزمان والتوقيت الذي جعله سماحته منطلقاً لهذه لدروس هي مهمة، جانب؛ باعتبَارها ذات فضيلة ومن المواقيت التي يتقرب فيها الإنسان المسلم إلى الخالق عز وجل، مقرونة بفريضة الحج التي هي ركن هام في واقع الدين، كذلك بما يتلاءم مع قدوم ذكرى يوم الولاية، هنا سماحة سيدنا القائد، ألف وجمع بين مرتكزات، روحية، وعملية، ومبدئي، ليلفت انتباه المخاطب والسامع لضرورة الاستماع بكل وجل وطلاقة سمع، فتلك محاضرة تتضمن دروس تؤسس لواقع دولة خالية جذرياً من مفاتح الفساد، وللحليم الإشارة أنها تنبيهات من قائد الثورة، أنه يجب تغيير الواقع حسب الرؤية القرآنية، وعن طريق دروس العهد الأشتري.
لقد وضع السيد القوانين والمبادئ والمواد الدستورية للدولة بمعايير الشرع الرباني، فلاءمت حتماً واقع الإنسان وهذا المراد، فالقوانين البشرية يعوزها الموائمة بين الحاجة والتطويع للبشر وهنا تحصل عملية تنافر سلبية، بين قوانين ذات قيود لا تنسجم وروح الحياة والعيش، فالرؤية القرآنية أوسع، وأعم، وأوثق، وأبقى، وأكثر قابلية، وصلاح للمجتمع.
للنظر حتى أيديولوجية الآخر أخذها الإمام علي -عليه السلام-، موقع المسؤولية والإنسانية، للغير من العجم متفرقي البقاع بين الجزيرة والشام، والعراق ومصر، ما يطلق عليه حديثاً الغرب، ولكن الغرب في محورية السلم لمن سالم، لا المحارب منهم.
هنا نجد الأفق المفتوحة التي يسبطها سماحة السيد القائد بين أيدينا اليوم، وهي مفاهيم جامعة للإنسانية، عظيمة المأخذ، قوية البنيان إن طبقت على مستوى بلدنا فقد حزنا ما شمل سياسة دولة عميقة واسعة هي الدولة الإسلامية آنذاك بقيادة الإمام علي -عليه السلام-، هنا تتجلى رحمة القائد بالشعب والأمة أن جاء به الله على حين فترة من الرسل ليبين لهم مواضع قوتهم ويبعدهم عن مواطن الهلاك والضعة.