رياضة وشخوص

عبدالسلام فارع


أجمع الكثير من قراء ومتابعي هذه الإطلالة الأسبوعية من رياضة الثورة على أن لقب أريج الرياضة اليمنية الذي أطلقته على اللواء علي الصباحي استحقه الرجل بجدارة متناهية خصوصاً أولئك الذين عايشوا عطاءاته الخالدة خلال قيادته الاتحاد اليمني العام لكرة القدم في سبعينيات القرن المنصرم كأول رئيس شرعي للاتحاد، وللتذكير فقط عقب تمثيل الصباحي الراقي والجميل لبلادنا في كأس العالم -الذي احتضنته الأرجنتين في العام 78م – والذي اكتسب من خلاله عديد الخبرات فعاد إلى أرض الوطن ليقفز برياضة كرة القدم قفزات نوعية تمثلت بإقامة وتنظيم أول بطولة للدوري بمشاركة واسعة وغير مسبوقة وعبر تذاكر خاصة لأول مرة في تاريخ الرياضة اليمنية وبريال واحد للتذكرة بعد أن أعد الاتحاد لوائح خاصة لذلك أسهم في وضعها الراحل محمد عبدالوالي، وقد أسهمت في تحسين أوضاع الأندية مالياً إضافة إلى أنها غطت عديد النفقات للأطقم المشاركة في تسيير الدوري كالحكام وفنيي وإداريي الاتحاد هذا بالإضافة إلى تأهيل الكثير من الحكام ليبرز الكثير منهم كالخميسي وسنهوب وآخرين إضافة إلى الاستعانة بطواقم تحكيم من مصر وسوريا أسهم جميعهم في رفع كفاءة الحكام اليمنيين بعد أن كنا لا نملك عير أربعة حكام فقط.
خلال تواجدي مع بعثة المنتخب الوطني لكرة القدم الذي أنهى مشاركته الآسيوية في العاصمة المنغولية أولان باتور كنت قد تعرفت عن كثب في العاصمة القطرية الدوحة على الطبيب الناجح والقدير الدكتور مرشد على صلاح الحاصل على دكتوراه في أمراض وجراحة المسالك البولية إضافة إلى دكتوراه أخرى في الجانب الأكاديمي تؤهله كي يكون محاضراً في أعرق كليات الطب على المستويين القاري والأممي.. الدكتور مرشد الذي أثبت أنه مفتون برياضة الوطن كان حريصاً على حضور معظم الحصص التدريبية للمنتخب الوطني لكرة القدم في الملعب الخاص بالتدريبات (لوسيل) حيث كان يتابع باهتمام جم كل عناصر الفريق منذ البدايات الأولى للتدريب وحتى الختام مصطحباً ولديه أحمد مرشد 10 سنوات وأكرم 8 سنوات ليتابعا معاً شقيقهما أمجد الذي اختاره الجهاز الفني بقيادة الجزائري عادل عمروش وخلال ذلك الحضور لدكتورنا القدير مرشد بن علي صلاح تبين لي أنه يتمتع بثقافة عامة واسعة إضافة إلى ثقافته المتميزة والعميقة في مجال الطب والتي أهلته إضافة لمؤهلاته العلمية لأن يكون إحدى القامات السامقة في أشهر مشافي الدوحة بقطر، ودكتورنا مرشد بن علي صلاح لم يحقق حلمه باعتماد نجله أمجد في صفوف المنتخب بسبب عدم اكتمال الوثائق الخاصة التي ينبغي توافرها وأهمها بطاقة الهوية والتي وصلت مؤخراً وفي الوقت بدل الضائع.. الدكتور مرشد تمنى أن أتولى التعليق الرياضي مستقبلاً على مواجهة كروية يكون نجله أمجد طرفاً فيها.
لست مبالغاً إن قلت: إن نجم الكرة اليمنية الأسبق في نادي الجزيرة (شمسان) والمنتخبات الوطنية النجم الأسطوري والعملاق عبدالجبار عوض يعد واحداً من أفضل وأقدر الكفاءات لاعباً ومدرباً وإدارياً ناجحاً وعبدالجبار عوض الذي مثل الوطن ومثل ناديه خير تمثيل، حيث كان أحد أبرز نجوم المنتخب الجنوبي أو بالأصح العدني الذي مثل الوطن في أرض الكنانة في ستينيات القرن المنصرم فهو بالإضافة إلى نجوميته المطلقة في ملاعبنا المستطيلة كان واحداً من أبرز النجوم في قيادته الفذة والناجحة للمجلس المحلي وتكفي الإشارة هنا إلى أن أبرز نجوم الجزيرة مثل يحيى فارع ومحمد الحبيشي وأولاد الخوباني والراحل فضل عبدالفتاح والقادري وغيرهم من نجوم الفريق تعلموا على يديه الكثير من فنون الكرة وحتى الكثير من فنون التعامل الإنساني والوطني والاجتماعي وعبدالجبار عوض الذي كنت قد أجريت معه حواراً شاملاً في صحيفة الجمهورية قبل أكثر من 15 سنة يعيش وحيداً هذه الأيام في منزله بالمعلا بعد أن استبد به المرض الذي وصلت مضاعفاته الموجعة إلى إصابته بصنوف شتى من المعاناة النفسية والذهنية.. فيا أرباب الوفاء ويا عشاق الزمن الجميل تفقدوا العملاق عبدالجبار عوض ولا تتركوه وحيداً.
إلياس النجار شاب يمني يعيش مع أسرته في تركيا وأراد والده أن يكون ضمن منتخب الشباب لكرة القدم بعد أن تم استبعاده من قبل الجهاز الفني ممثلاً بالمدرب القدير النفيعي أطلق والده العنان لرسائله الصوتية وأرغى وأزبد وهدد وتوعد.. وفي هذا السياق الأمر متروك للجهاز الفني الذي أكد عدم قناعته بمستوى اللاعب ما أدى إلى افتعال هذه الزوبعة من قبل والده لتتولى مجموعة بدافع الحقد ذلك التشهير غير المبرر، وفي هذه الاتجاه قلت: إن اللواء علي الصباحي تابع ما دار وما أشار فيه والد اللاعب بأصابع الاتهام للبعض، ويومها قلت للصباحي: كان يفترض أن يتم التركيز على ما قاله والد اللاعب النجار كقضية مفصلية ومحورية والأصل في الموضوع أن لا يتم نقل ما قاله النجار بل النفيعي أو رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد الخبير الرائع عبدالله فضيل، وأعتقد أنه يجب ذلك كي يتم نفي كل الاعتقادات الساخرة وعدم البت في اتهامات والد اللاعب المباشرة فهي -إن صحت- أكثر خطراً من تهديدات النجار الأب.

قد يعجبك ايضا