“سلام فرمانده”

يكتبها اليوم / عباس السيد


في معظم كتاباتي الصحفية أو على مواقع التواصل الاجتماعي أحاول بقدر الإمكان أن أتجنب قول ما يمكن تفسيره من قبل البعض بأنه تملق أو مديح للسيد عبدالملك الحوثي. لأنني على ثقة بأنه لا يحتاجه ولا ينتظره من أحد.
لكن كلمة السيد خلال لقائه بوجاهات وأبناء العاصمة صنعاء في 22 يونيو الجاري تثير فضول أي صحفي وتجبره على قراءة سطورها وما بين سطورها، فهي بمثابة الوقود أو المدد لكل إعلامي وكل يمني اختار الوقوف في خندق مقاومة العدوان ومرتزقته .
إنها شهادة ومبعث فخر لكل مواطن اختار الوقوف خلف هذا القائد بأن موقفه كان صائباً.
لا يمكن الإحاطة بكل ما جاء في كلمة السيد من رؤى سياسية ومفاهيم اقتصادية وقيم إنسانية.. وسنكتفي بعرض موجز لبعض من تلك المواقف التي جاءت في سياقات توعوية أو توجيهية، ومقارباتها مع مواقف ” دعاة الحرية وحماة الجمهورية “.
ولنبدأ بنظرة السيد عبدالملك للزيادة السكانية الكثيفة في العاصمة صنعاء بسبب تداعيات العدوان والحصار . فهو ينظر لهذه المشكلة أو هذا العبء كمصدر للخير والنماء والبركة – إن تم استغلاله وتوظيفه بحكمة من أجهزة الدولة المعنية.
هكذا يفكر “الانقلابي الحوثي القادم من كهوف صعدة “. بينما يُهجّر اليمنيون من كافة المناطق التي يسيطر عليها دعاة الحرية والمدنية والوحدة، لدوافع مناطقية. وآخر تقليعاتهم، فرض نظام الكفيل بشروط مهينة، عكست مدى افتقادهم للمسؤولية الوطنية وأبجديات السياسة والإنسانية.
السيد الذي “يعيش في الكهف” يحثنا، جهات رسمية ومواطنين، بأن تكون العاصمة صنعاء أجمل وأنظف المدن اليمنية.. هو يعلم صعوبة تحقيق ذلك في ظل الظروف الحالية، من شحة الموارد، والزيادة الكبيرة في السكان، لكنه يسعى لإمدادنا بـ “عزيمة تحويل التحديات إلى فرص “. وهذه هي مفتاح السر في نهضة الكثير من الأمم.
“ساكن الكهف» يحدثنا عن التخطيط العمراني ويحذرنا من مخاطر البناء العشوائي في المستقبل، على المجتمع والتنمية الاقتصادية وعلى إمكانية توفير الخدمات الأساسية .
الاهتمام بمثل هذه القضايا، ظلت طيلة عقود من الاستقرار والرخاء مجرد ترف لدى الحكومات المتعاقبة ، وخضعت كل مدننا وشوارعنا لقاعدة ” ما بدا بدينا عليه ، وسدوها بعودي ” . والحصيلة، تشوهات لا يمكن إصلاحها بمليارات الدولارات.
ختاماً: تحية للقائد .
جريتنج تو ليدر .
سلام فرمانده .

قد يعجبك ايضا