أكد السيد القائد في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في المستكبرين أن انطلاق شعار الصرخة كان في مرحلة حرجة جدا وخطيرة جدا عاشتها الأمة العربية والإسلامية، كان فيها تحرك عدائي شامل من أمريكا وحلفائها لاحتلال عدد من البلدان الإسلامية والعربية والسيطرة على مقدرات الأمة و بتوجه عدائي على الإسلام والمسلمين، هذا الاستهداف كانت تصاحبه حالة من الاذعان و الاستسلام ، فجاء شعار الصرخة الذي اطلقه السيد حسين – رضوان الله عليه – في عام 2002م ومن موقف المسؤولية أمام الله لمواجهة خطر التحرك والاستهداف العدائي من قبل أمريكا وحلفائها، لهذا تحرك السيد حسين بمشروعة القرآني معبرا عن هذا التوجه بشعار الصرخة، والشعار يمثل صوتا للأمة مقابل ما يفعله أعداؤها وعدم سكوت الأمة تجاه ما يفعله الأعداء، وان يكون هذا الصوت قويا وواضحا، ويهدف إلى تحصين ساحة الأمة الإسلامية من مؤامرات الأعداء، وتعبئة عدائية حتى لا توالي أعداءها، والشعار يكسر حالة الصمت والسكوت الذي أراد الآخرون ان يفرضوه على الأمة وحتى لا يكون هناك أي تحرك يعيق المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية أو يتصدى لهم، والشعار برأة من أعداء الله والإنسانية وما يرتكبونه من جرائم وان تكون هناك مباينة لهم، والشعار له أهميته في التصدي لمفاهيم خاطئة ويرسخ مواقف الحق، والشعار يرتقي إلى مواقف التصدي للأعداء ..
إن أسلوب الشعار منطلق من منهجية القرآن الكريم، لأن القرآن هو من حدد لنا أعداء الأمة، والقرآن هو من شخص اليهود انهم العدو الأول للمسلمين ثم يخليهم من يكون معهم من اتباعهم من النصارى ومن والاهم من المسلمين، هؤلاء هم من يمثلون منبع الشر والمؤامرات ضد الإسلام والمسلمين، والقرآن خاطب المسلمين بالتحذير من الموالاة لليهود والاتباع لهم وتنفيذ مؤامراتهم وتوجهاتهم ، لهذا كان التحصين القرآني يوجه بالتعامل مع اليهود ومن معهم كأعداء ، وهذا يحتاج إلى تعبئة واسعه، وموقف نشط بتذكير الناس بمنهجية القرآن، ورفع مستوى وعي الناس حول محاولات استقطاب الأعداء للعمالة لهم من أبناء الأمة ، ومواجهة حملات التضليل بكل أنواعه، وحتى تكون الأمة في حالة تعبئة و استنفار واستعداد وبتوجه عملي وتحرك واسع في كل المجالات لمواجهة كل تلك الأخطار التي يتحرك بها العدو، والدور المطلوب للشعوب اليوم هو التحرك الجماهيري بشكل واسع يزعج الأعداء، وهذا التحرك الحكيم بشعار الصرخة يكشف زيف الأعداء والمخادعين والمنافقين..
إن ردود الفعل التي رأت السكوت والاستسلام للتحرك العدائي الأمريكي والصهيوني هو رأي سخيف، ففيه انعدام ثقه بالله ويأس وإحباط، وردة فعل البعض كانت بأن اتجهوا إلى صف الإعداء وتحركوا مع العدو، وفي الحالة اليمنية انزعج السفير الأمريكي من شعار الصرخة، في الوقت التي كانت تتبجح أمريكا في اليمن بأنها راعية التوجه الديمقراطي وحرية الرأي والتعبير، وقامت السفارة الأمريكية بدفع السلطة إلى منع ووقف الشعار، وتحركت السلطة حينها لاعتقال من يهتف بهذا الشعار مع ممارسة الضرب و التعذيب والاضطهاد ، والسفارة الأمريكية تتابع ذلك، حتى امتلئت سجون الأمن السياسي بالمعتقلين ، بعدها اتجهت السلطة للحرب العسكرية بقيادة أمريكا بكل بطش وجبروت، وبدون حق ولا قانون ولا دستور، فقط كان توجه السلطة لاسترضاء الأمريكيين ستة حروب متواصلة ، كان فيها التنكيل بمن يتبنى هذا الموقف ويرفع صوته بالصرخة لمنع التوجه ضد أي استهداف أمريكي لامتنا، وحينها قدمت أمريكا الغطاء السياسي لجرائم السلطة في كل مراحل الحروب الست ، وكانت السلطة تقوم بالتودد لإسرائيل، وكل تلك الحروب كانت تهدف إلى إخلاء الساحة من أي مواجهة ضد العداء الأمريكي والإسرائيلي لشعبنا ولأمتنا..
منذ بداية الأحداث للمسيرة القرآنية وحتى اليوم كان مصير الأعداء ومن والاهم هو الفشل، وبعد كل تلك المراحل وإلى اليوم هناك دروس وعبر، أولها ان من اختار الولاء والتبعية للأمريكي والإسرائيلي فشل في إسقاط هذا الصوت، ولم يحصل على شيء من سياسة الاسترضاء لليهود والنصارى، لأن العاقبة في القرآن لمن يتبع الولاء لليهود والنصارى هي حتمية الفشل والخسران والندم ، ومن الدروس هو تجلى الأثر الإيجابي في من حمل الشعار والصرخة والمشروع القرآني با لاعتماد على الله لمواجهة الأعداء ، بينما يتجلى الأثر السلبي في كل من سعى من دول المحيط الإقليمي بتوجه منحرف للولاء والشراكة والتعاون مع العدو الإسرائيلي و اللوبي الصهيوني، متناسيين ان العدو الصهيوني يتحرك بشكل عدائي واضح ضد الإسلام والرسول ، ومتجاهلين تهديد اليهود للمسجد الأقصى، ومتبنين كل المصطلحات الصهيونية ضد من يقف ضد أعداء الأمة، و مشتركين مع العدو الإسرائيلي في الكثير من المؤامرات الظاهرة في العلن والتي ستظهر لاحقا..
من أهم دروس ذكرى انطلاق الصرخة في وجهة المستكبرين ان كل ما ذكر أعلاه يبين لنا مدى أهمية ان يكون هناك عمل ضد العدو الصهيوني والأمريكي ، وان أي شراكة مع العدو الإسرائيلي اليوم هو استهداف مباشر للشعب الفلسطيني والأمة بشكل عام، والمعلوم اليوم في الساحة الإسلامية هو ضرورة ان يكون لنا موقف حق وصادق ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي، موقف يتوافق مع توجه القرآن الكريم الذي هو توجه صحيح، هو توجه الانتصار لعباد الله المستضعفين الثابتين مع الحق، التوجه الصحيح والواضح الذي تضمنه كتاب الله، ولهذا بقيت الصرخة إلى اليوم ثابتة بنجاح ومنتصرة بإذن الله، بينما كل الجهود التي يبذلها الأعداء لإسكات الصرخة فشلت وانهزمت ، حتى أصبحت الصرخة يسمعها كل العالم..