إن المسلم الحقيقي هو الذي يعيش من أجل الناس جميعا فهو يفرح لفرح الناس وكذلك يحزن لحزنهم ولا يعيش في برج عاجي عن اهتمامات الناس وما يشغلهم وما يحتاجون إليه بل المسلم هو الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:”أحب لأخيك ما تحب لنفسك” المسلم هو الذي ينشر بذور الحب والود بين أفراد مجتمعه لا الكراهية والبغض فلا يوقع نار العداوة والشقاق بين الناس ولا يتبع سبيل الشيطان في ذلك قال تعالى: “وإنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والمسير ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون” وليس هو النمام الذي ينقل الكلام بين الناس على وجه الإفساد قال الصادق المصدوق: “لا يدخل الجنة قتات” أي نمام كذلك فالمسلم حريص على الرحمة بالناس جميعا حتى ولو كانوا أعداء له فهكذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل مع كفار الطائف الذي قال فيهم: “اللهم أهد قومي فإنهم لا يفقهون لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله”.
والمسلم الحقيقي هو الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من غير كبر ولا بطر ولاتشدد ” ولتكن مöنكم أمة يدعون إöلى الخيرö ويأمرون بöالمعروفö وينهون عنö المنكرö وأولئöك هم المفلöحون” فهو عندما يرى منكرا يحاول أن يقومه ولكن بأي شيء بالعنف والسلاح¿ كلا بل الحكمة والموعظة الحسنة قال تعالى: “ادع إöلöى سبöيلö ربöك بöالحöكمةö والموعöظةö الحسنةö وجادöلهم بöالتöي هöي أحسن”.
المسلم الحقيقي هو الذي يوقر الكبير ويحترم الصغير ويعرف فضل العالم كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويحترم صغيرنا ويعرف لعالمنا فضله” المسلم شامة ظاهرة وضاءة تحمل للناس جميعا مشعل نور وهداية على حد قول ربعي بن عامر لرستم قائد الفرس: نحن الذين بعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل ورحمة الإسلام” والمسلم الإيجابي هو الذي يعتبر عامل بناء لا معول هدم قال تعالى على لسان صالح عليه السلام: ” هو أنشأكم مöن الأرضö واستعمركم فöيها فاستغفöروه ثم توبوا إöليهö إöن ربöي قرöيب مجöيب” وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في مجتمعه يقوم ويعمل في بناء الكعبة وهو صغير ويحمل على كتفيه الحجارة في الجاهلية قبل الإسلام ويحمل الحجارة أيضا في بناء مسجد قباء أول مسجد وضع في الإسلام وينشر صلى الله عليه وسلم الخير بين الناس فلم يكن بالوجه العابس بل كان يضاحك الجميع الطفل والرجل والمرأة الكبيرة وكذلك كان صلى الله عليه وآله وسلم يقوم على أمن وسلام المجتمع بأسره فهو أول من يذهب تجاه صوت في وسط الليل أيقظ الناس في المدينة ويرجع ويقول لهم لن تراعوا أي لا تفزعوا. إذن فالمسلم يعتبر بالنسبة للإنسانية كلها عموما ومجتمعه خصوصا كالشمعة التي تحترق من أجل أن تضيء للآخرين.. هذا هو الإسلام الحقيقي بلغنا الله فهمه والعمل به.
* عضو بعثة الازهز
Prev Post
Next Post