الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين وبعد
أولا: نبذة عن الغلو والتطرف
لا شك أن الدين الإسلامي دين الرفق والرحمة وقد أظهر لنا ذلك الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: “إن الله رفيق يجب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه” إذا الإسلام دين الرحمة والتسامح والوسطية وقد تميزت هذه الأمة عن غيرها من الأمم يكونها أمة الوسطية كما قال الله تعالى: “وكذلöك جعلناكم أمة وسطا لöتكونوا شهداء على الناسö ويكون الرسول عليكم شهöيدا” أي خيارا عدولا قد بلغتم الذرى في السمو والرفعة بين طرفي الغلو والتقصير فالوسطية منزلة بين طرفين كلاهما مذموم.
ولا شك أن الدين الإسلامي قد تميز بالسماحة واليسر ورفع الحرج ومع هذا الوصف لهذه الأمة والدين إلا أن أقواما خالفوا مقصد الشارع الحكيم وخرجوا عن سمة الأمة الوسط وأمة الاعتدال وسلكوا الطريق السوء وانحرافوا عن المنهج الصحيح ونزعوا إلى الغلو التطرف.
ثانيا: تعريف التطرف والغلو:
التطرف الديني: هو مجاوزة الحد والغلو في الدين وهو التصلب فيه والتشدد حتى مجاوزة الحد إذا هو مجاوزة الاعتدال في الأمر وقد أطلق العلماء قديما كلمة التطرف الديني على القاتل المخالف لشرع وعلى الفعل المخالف للشرع فهو فهم النصوص الشرعية فهما بعيدا عن مقصود الشارع وروح الإسلام.
أما الغلو: فهو الزيادة على ما يطلبه الشارع وقيل هو المبالغة في الشيء والتشدد فيه بتجاوز الحد لذا يمكن القول بأن الغلو تجاوز أمر الله تعالى من جهة التشدد.
ثالثا: موقف الشرع الحنيف من التطرف والغلو:
ولقد بين الإسلام حكم التطرف والغلو في الدين وأنهما من الأمور التي ذمها الإسلام ونهى عنها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “هلك المتنطعون” قالها ثلاثا قال الإمام النووي أي المتعمقون الغالون المتجاوزن الحدود في أقوالهم وأفعالهم.
قال ابن حجر: وفيه التحذير من الغلو في الديانة والتنطع في العبادة بالحمل على النفس فيما لم يأذن فيه الشرع وقد وصف الشارع الشريعة بأنها سهلة سمحة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين” رواه الإمام أحمد ولا شك أن في هذا نهي صريح عن الغلو واتباع سبيل أهله والتحذير من الوقوع في هذه الظاهرة المذمومة.
رابعا: أسباب التطرف والغلو
من أهم أسباب التطرف الديني والغلو هو سوء الفهم عن الدين والتعصب للرأي وعدم الاعتراف بالرأي الآخر وخاصة الأمور الاجتهادية إذا بسبب سوء الفهم والتعصب للرأي يجعل المتطرف الأمور الاجتهادية أمورا مقطوعة ليس فيها إلا قوى واحدة وهو قوله رواية.
إذا التعصب للرأي تعصبا لا يعترف معه للآخرين بوجود من أولى دلائل الغلو والتطرف.
خامسا: آثار الغلو والتطرف
من أخطر آثار الغلو والتطرف انتشار الفكر التكفير في المجتمعات المسلمة أن أصحاب هذا الفكر يسرفون في تضليل الناس وتكفيرهم.
أيضا من مظاهر الغلو والتطرف أن أصحابه يبيحون لأنفسهم قتل الأبرياء لمجرد أنهم يخالفونهم في الرأي بل ويتوعدون كل من خالفهم في الدين بالإبادة.
بل من هؤلاء المتطرفين المغالين في الدين من وصل بهم الحال إلى تكفير الحكومات والأنظمة التي تحكم بالقوانين الوضعية بل يحكمون بارتداد جميع العاملين في قطاعات القضاء والبرلمان والإدارات الحكومية والجيش والشرطة مع العلم بأن الدين الإسلامي براء من ذلك كله فأي دين يأمر بسفك الدماء وتكفير الناس إذا هذا من أبرز الآثار السلبية المترتبة على الغلو والتطرف.
من الآثار السلبية المترتبة على الغلو والتطرف تمزيق وحدة المجتمع وضياع الأمن والأمان في المجتمع¿
بل إن الخطر العظيم المترتب على الغلو والتطرف قد وصف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بكلمة جامعة بليغة حين قال: “فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين”. فالغلو والتطرف هلاك في كل شيء على مستوى الأفراد والمجتمعات أنه هلاك للأنفس والممتلكات والبلاد والعباد ومن ثم يجب التصدي لمثل هذه الظواهر بالعلم الصحيح وبيان سماحة الإسلام ووسطيته وبيان حرمة الدماء وحقوق الإنسان والأوطان الله أسال أن يجنبنا الغلو والتطرف وأن يجعل بلادنا آمنا أمانا سخاء رخاء إنه ولي ذلك والقادر عليه..
* عضو بعثة الازهز
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا