علماء الأزهر: اليمنيون جسدوا بأخلاقهم روح الإسلام فكانوا سببا في هداية شعوب الشرق الآسيوي

أكد فضيلة العلماء أعضاء بعثة الأزهر الشريف على المكانة السامقة التي تحظى بها الأخلاق في ديننا الإسلامي الحنيف وبما جعلها أهم صفة من صفات الإنسان المسلم.. مشيدين بما جسده اليمنيون في هذا الجانب منذ فجر التاريخ وتبليغ رسالته الخالدة من خلال رحلاتهم التجارية إلى أقصى الأرض بجنوب شرق آسيا حيث كانوا بأخلاقهم وحسن تعاملاتهم سببا في هداية سكان تلك البقاع.
ودعا أصحاب الفضيلة أبناء وأحفاد اليمانيين الفاتحين والدعاة إلى تذكر هذه المآثر العظيمة وتلمسها في سلوكهم وتعاملاتهم مع بعضهم ومع الآخرين كما أمرهم رب العالمين وحثهم نبيهم العظيم محمد بن عبدالله الصادق الآمين عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم.
جاء ذلك خلال الندوة الدينية التي نظمتها وزارة الأوقاف والإرشاد بالتعاون مع المركز الثقافي المصري والبعثة الأزهرية وأقيمت بدار رعاية الايتام بعد صلاة المغرب الاثنين الماضي.
وقد تحدث خلال الندوة عدد من علماء البعثة الأزهرية مؤكدين أن الأخلاق الفاضلة هي غاية عليا للدين الإسلامي الحنيف وقد حث عليها في أكثر من موضع في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وأشاروا إلى أن الصدق والأمانة كانا من أخلاق المصطفى الحبيب الذي ظل قومه يثقون في صدقه وأمانته ويأتمنونه على أموالهم حتى وهم يكذبون رسالته.
وحول التسامح باعتباره أهم أخلاق الإنسان المسلم أشار فضيلة العلماء إلى أن الله عز وجل جعل هذه الصفة من صفات المتقين فقال تعالى في سورة آل عمران “سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”. كما أمر الله نبيه في قوله تعالى “خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين”.
وهو ما تحلى به النبي الأكرم في أكثر من محطة من محطاته دعوته وأهمهما حين آذاه أهل الطائف وأمروا به سفهاءهم فرجموه بالحجارة حتى دميت قدماه الشريفتان فجاءه الروح الأمين وسأله إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت فقال له الرسول “لا لعل أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله”.
أما المحطة الثانية فكانت يوم فتح مكة حين قال النبي الأكرم لأهل مكة مقولته الشهيرة الخالدة “اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
كما تطرق أصحاب الفضيلة إلى صفة الاستقامة التي تمثل خلاصة الأخلاق في حياة الإنسان المسلم والتي تجسد التزام المرء بأخلاق دينه من الصدق والأمانة والتسامح.
وفي ختام الندوة ألقى فضيلة الشيخ الدكتور محمد محمد عويس رئيس البعثة الأزهرية كلمة شكر فيها كل من تعاون لإقامة الندوة من مسئولي وزارة الأوقاف والإرشاد والمركز الثقافي المصري ودار رعاية الأيتام.

قد يعجبك ايضا