بات من الواضح لكل المتابعين للملف السوري أن التطورات العسكرية الأخيرة التي يتحدث عنها الرئيس التركي والحديث عن مناطق آمنة بعمق 30 كلم شمال شرق سوريا ،والمنتظر أن يكون الرد عليها سورياً ، بالتصعيد العسكري شمالاً ،وهنا من المتوقع أن مناطق إدلب ومحيط إدلب ستشهد تصعييداً عسكرياً كبيراً في الأيام القليلة المقبلة، وهو ما يؤكد بما لا يقبل الشك أن الدولة العربية السورية تدير حربها باحترافية وبمنهجية عمل متكاملة لهزيمة وصد أجندة وخطط قوى العدوان الغازية للأراضي السورية عبر وكلائها وأدواتها على الأرض السورية ،ومن هنا فالمؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً ملموساً ستثبت من خلاله الدولة السورية وبدعم من حلفائها قدرتها على الانتصار وهزيمة كل مشاريع المتآمرين وخططهم الطارئة على سوريا الوطن والتاريخ والإنسان.
وهنا ومع إدراكنا الكامل لصعوبة وتعقيدات ما سيجري في شمال شرق سوريا في حال وقع الغزو التركي ،فالواضح أن معركة تحرير كامل محافظة إدلب ومحيطها باتت قريبة جداً ،والمؤكد أن حسمها لصالح سوريا وحلفائها ،سيكون بمثابة الضربة القاصمة لكل أعداء سوريا ،فما زالت الدولة السورية بكل أركانها وعلى رغم حرب الاستنزاف التي تستهدفها، فهي قادرة على أن تبرهن للجميع أنها إلى الآن ما تزال قادرة على تحقيق انتصارات نوعية ، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش العربي السوري بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة، والتي انعكست أخيراً بتحرير ما يزيد على 85% من مجموع الأراضي السورية .
وعند الحديث عن الحسم العسكري السوري لملف إدلب ، فنحن هنا نتحدث عن مؤشرات قادمة من ميدان الاستعداد للعمليات العسكرية الكبرى المنتظرة في عموم مناطق إدلب ومحيطها، والتي تؤكد أن قوات الاقتحام الخاصة في الجيش العربي السوري وبدعم إيراني ،تستعد لعملية عسكرية كبرى ” خاطفة وسريعة ” لتحرير مناطق واسعة من إدلب ومحيطها، بعد زيادة ملموسة في حجم اعتداءات المجاميع الإرهابية التابعة لجبهة النصرة على المناطق الآمنة في ريفي حماه الشمالي الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي، ووصول المفاوضات على ما يبدو بين الأتراك والروس بخصوص إدلب إلى طريق مسدود.
هذه العمليات العسكرية المنتظرة للجيش العربي السوري في شمال غرب حماه وغرب إدلب وجنوب غرب حلب ، والمتوقعة بزخم أكبر مستقبلاً ستشكل حالة واسعة من الإحباط والتذمر عند الأتراك، ما سيخلط أوراقهم وحساباتهم نظراً لحجم ونتائج معركة إدلب من جديد، بعد محاولة الأتراك تحويل جبهة إدلب إلى جبهة «حرب استنزاف صامتة » لسوريا الدولة وجيشها العربي، وهنا وليس بعيداً عن معركة تحرير محيط إدلب ،وعن مجمل معركة تحرير إدلب المحافظة “، فتأجيل معركة إدلب بالعموم أثبت بمنطق الواقع وحقائق الميدان أن الأتراك كما الأمريكان كانوا يريدون من وراء هذا التأجيل عدم تلقي هزيمة عسكرية جديدة، بعد أن تلقوا مجموعة هزائم مؤخراً، ولهذا نرى الأتراك كما الأمريكان يتخبطون اليوم وسط عجزهم أو عدم رغبتهم في تنفيذ اتفاق سوتشي ، وحديث السوريين وحلفائهم عن قرب بداية معارك تحرير إدلب و محيطها بدأ يقض مضاجع الأتراك و الأمريكان وهذا الأمر ينسحب كذلك على ” الصهاينة – المتأثر الأكبر ” وحلفائهم ،وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأتراك وللصهاينة وللأمريكان ومن معهم ، فاليوم عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه تتجه إلى تصعيد وتيرة المعركة في كل مناطق ومحيط إدلب ،والعين على عملية تحرير خاطفة وسريعة لمناطق “ريف حماه الشمالي الغربي وحلب الجنوبي الغربي” ، ولذلك نرى اليوم أن هناك حالة من الترقب من التركي – الأمريكي – الكيان الصهيوني لتطورات عسكرية مفاجئة في معركة تحرير محيط إدلب .
ختاماً ،وتزامناً مع تأكيد اتخاذ قرار تحرير إدلب ومحيطها من قبل الدولة السورية وحلفائها ،وتتويج ذلك بزيارة الرئيس الأسد الأخيرة لإيران ، والتأكيد على أن «العملية العسكرية في إدلب ضرورية وحتمية ولا يمكن المساومة مع الإرهابيين» فإن هذه التطورات بمجموعها تتزامن مع وجود مؤشرات ومعطيات ميدانية تؤكد قرب بدء معركة حسم الجيش العربي السوري لمعركة إدلب “عسكرياً”، خلال الفترة القليلة المقبلة، والمؤكد أن هذا الحسم سيكون له تأثير ووقع كبير ،وسيحسم بالمحصلة ملف الحرب على سوريا ،ويؤكد الانتصار السوري المؤكد أصلاً.