القوى السياسية: رسالة عسكرية وسياسية مررتها صنعاء عبر الميدان في سماء العاصمة بإسقاط الطائرة التجسسية المسلحة
النعيمي: تحالف العدوان لم يصل بعد إلى مربع السلام والردود الآتية ستفاجئهم
د. هاشم: الولايات المتحدة تريد إبقاء الملف اليمني بين اللا سلم واللا حرب
العليي: إسقاط طائرة في سماء صنعاء دلالة على يقظة الجيش واللجان والجهوزية للتصعيد متى أراد العدوان
د. عيسى: السعودية تريد لعب دور الناتو على غرار الوضع في أوكرانيا وترى الهدنة ميدانا للضغط على واشنطن
اعتبرت القوى السياسية اليمنية أن إسقاط صنعاء للطائرة التجسسية المسلحة في سماء العاصمة صنعاء مساء الاثنين الماضي، كان بمثابة رسالة واضحة السطور إلى دول العدوان التي تستهزئ بالهدنة الإنسانية العسكرية بأنها حاضرة للتصعيد متى واصلت قوى العدوان السعودي الأمريكي التلاعب ببنود الهدنة، خاصة وهي تدرس طلبا بتمديد الهدنة، والتي ستتوسع شروطها الإنسانية في حال موافقة صنعاء.
فيما أكد آخرون أن الولايات المتحدة لم تصل بعد إلى مربع السلام وتريد فقط تبريد الملف اليمني، كاشفة عن نوع من الصراع بين أطراف الحلف الذي ترعاه الولايات المتحدة وخاصة من جانب النظام السعودي الطامح إلى توريث ولي العهد السعودي عرش المملكة كما حصل في الإمارات بالنسبة إلى ابن زايد .
الثورة / إبراهيم الوادعي
محمد صالح النعيمي – عضو المجلس السياسي الأعلى
“ إسقاط الطائرة الاستطلاعية المسلحة في أجواء العاصمة صنعاء اظهر بشكل جلي عدم احترام تحالف العدوان للهدنة وبنودها، مطار صنعاء لازال شبه مغلق إلا من 3 رحلات محدودة، ولايزال احتجاز سفن الوقود قائما .
ويضيف: سعينا للهدنة هو من اجل الشعب اليمني وتقديم رسالة بأننا من ينشد السلام، في مواجهة رسالة إعلامية زائفة تقدمها ماكينة إعلام التحالف بأنهم من يسعون للسلام وصنعاء ترفض هذه المساعي .
وإذا كانت هناك مساع لتمديد الهدنة فيجب الإنصات إلى شروط صنعاء الإنسانية وفي مقدمها صرف الرواتب وتوسيع وجهات الرحلات الجوية وزيادة عددها.
على مدى ثماني سنوات أظهر تحالف العدوان السعودي الأمريكي عدم جديته نحو السلام واستهزائه بكل الاتفاقات والتعهدات، أجندة التحالف لاتزال عدم الجدية نحو السلام ومواصلة أشكال الحرب والحصار ضد الشعب اليمني وزيادة معاناته .
الهدنة في سياق حاجة أمريكية أتت لسلامة منابع النفط واستمرار تدفقه على الأسواق الأوربية والأمريكية وخطورة استمرار الحرب على إمدادات النفط، هم أيضا في حاجة لترتيب أوراقهم والشعب اليمني مدرك لجميع التفاصيل، والقيادة السياسية والعسكرية حاضرة ومتيقظة .
ويستطرد قائلا: الأمم المتحدة هي أيضا على ثماني سنوات لعبت دور الأصم الأعمى والذي لا يسمع أو يرى إلا ما يصرخ منه السعودية أو الإمارات أو أمريكا ولا ينصت أو ترى آلام ومعاناة الشعب اليمني أو تذكرها إلا عند بحثها عن الأموال وهذا أمر مخز ومعيب، اكبر دليل أن الطائرات التجسسية مستمرة في التحليق بسماء العاصمة صنعاء والأمم المتحدة التي صمتت أمام دليل مادي وطائرة أسقطت وسط العاصمة صنعاء هي صامتة أمام استمرار الخروقات اليومية لبنود الهدنة .
وخلاصة القول إن إسقاط الطائرة التجسسية المسلحة لتحالف العدوان في سماء العاصمة صنعاء هي مقدمة الرسائل وقريبا ستصلهم رسائل يمنية أكثر قوة، ليعرفوا معنى صبر وثبات الشعب اليمني وسيندمون على ما انتهكوه من حرمة الهدنة.
رسالة مزدوجة
د. فرحان هاشم – عضو الهيئة التنفيذية للأحزاب المناهضة للعدوان:
“ ونحن على مشارف انتهاء الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، لم تلتزم قوى العدوان بالهدنة ونفذت نحو 10 غارات ، بالإضافة إلى استمرار تحليق طيرانها التجسسي في الجبهات وفي سماء المدن اليمنية والعاصمة صنعاء ، في مقابل التزام صنعاء وممارسة اعلى درجات ضبط النفس أمام خروقات تحالف العدوان المستمرة .
واضع إسقاط طائرة الاستطلاع المسلحة في سماء العامة صنعاء مساء الاثنين الماضي بمثابة إرسال رسالة سياسية ورسالة عسكرية ، الرسالة العسكرية هي بمثابة ترجمة لتصريحات وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان في الاحتفال بالعيد الـ 32 للوحدة اليمنية ، بأن القوى الوطنية قادرة على مواجهة قوى العدوان على كافة المستويات وقادرة على لجم خروقاتها ، ومن هذا المنطلق اتخذ القرار وأسقطت الطائرة التجسسية المسلحة في أجواء العاصمة صنعاء ولإثبات أن منظومة الدفاع الجوي لديها القدرة على حماية سماء العاصمة والمدن اليمنية وأي مكان تريده صنعاء .
الرسالة السياسية في سياق التصريحات السياسية للأمم المتحدة وقوى العدوان بأنهم يرغبون في تمديد الهدنة فيجب عليهم قبل أن يسعوا إلى تمديد الهدنة أن يوفوا ببنود الهدنة الأولى وان تتوسع الشروط الإنسانية، ما لم فليس في مصلحة صنعاء تمديدها يظل استمرار الخروقات .
ويضيف : “ القوى الوطنية تدرك من الوهلة الأولى أن العدوان أمريكي وان الأدوات في الإقليم تنفذ الأجندة الأمريكية والصهيونية ، ونحن لا نرى جدية أميركية في الوجه نح السلام وخير دليل على ذلك عرقلة الرحلات إلى مطار صنعاء واستمرار احتجاز سفن الوقود، واستمرار الخروقات في الشق العسكري للهدنة ، كل المؤشرات تدل أن قوى العدوان لم تصل إلى قناعة مطلقة أو أن الأمريكي وصل إلى قناعة مطلقة بوقف العدوان ورفع الحصار عن الجمهورية اليمنية، هو يريدها معلقة ، حالة مائعة في اليمن بين السلام وبين الحرب حتى ينتهي من الصراع مع روسيا.
وكل المؤشرات تدل على المماطلة وانهم يريدون يعيشون حالة من اللا حرب وحالة من اللا سلم، وأن تظل الحرب قائمة متى اردوا استعادة العمليات العسكرية، وان تظل طائراتهم تحلق في سماء اليمن، وان يظل الحصار قائما، وهم الآن يقومون بتجميع مرتزقتهم ودمجهم في “ مجلس العار “ الذي أنشأوه، من اجل خوض جولة جديدة من الصراع، وهذا الأمر تدركه القيادة السياسية تماما، ناهيك عن إقامة شروع القوات الأمريكية في إقامة قواعد عسكرية في المناطق المحتلة من اليمن .
ويلفت إلى أن قوى العدوان من وراء الخروقات وعدم احترام الهدنة ستكشف أنها لم تستوعب بعد أن اليمن خرج من طوق الوصاية، وان الأراضي اليمنية والأجواء اليمنية لم تعد مستباحة للطيران الأجنبي، وقال: “ ولم يستوعبوا حتى اليوم أن القوى الوطنية ترفض أن يكون شبراً واحداً من الأراضي اليمنية تحت الاحتلال أو تحت الوصاية، ولذلك في مسار المفاوضات هم يريدون إيصال رسالة للوعي الجمعي اليمني بأن الأجواء اليمنية لاتزال مستباحة وأن الأراضي اليمنية لاتزال محتله وأن وصايتهم لاتزال قائمة من خلال “ مجلس العار” الذي أنشئ في الرياض ونقل إلى عدن، هم يريدون سلاماً على الطريقة الأمريكية وهذا مالا تقبله صنعاء أو الأحرار داخل اليمن، وإسقاط الطائرة التجسسية في سماء العاصمة صنعاء وإسقاط أخريات في الجبهات هو رد يمني على كل ذلك وبالنار، ورسالة إلى الأمم المتحدة بأن عليها مسئولية تجاه فرض احترام الهدنة ، رغم إدراكنا بعجزها وكيلها في الملف اليمني بمكيالين .
الأمم المتحدة ومكيال مائل
أحمد العليي – مقرر الجبهة الجنوبية لمواجهة الغز الغزو والاحتلال:
“ بدون شك أن عملية سقاط الطائرة تؤكد مدى يقظة الجيش واللجان والشعبية، وهي تؤكد عدم احترام تحالف العدوان للهدنة، وعدم جدية الطرف الآخر للهدنة.
الطائرة ماذا كانت تعمل في سماء العاصمة صنعاء، طائرة تجسسية مسلحة أي أنها كانت في حال عسكري معين واستعداد قتالي لتنفيذ مهمة ما .
إسقاط الطائرة التجسسية المسلحة لتحالف العدوان والتي خرقت أجواء العاصمة صنعاء بعد خمسين يوما من ضبط النفس يعكس جدية صنعاء للسلام وفي ذات الوقت استعدادها لمواجهة التصعيد متى أراده تحالف العدوان .
ويضيف: الأمم المتحدة تكيل بمكيالين ولم يكن لها يوم موقف إيجابي ومبدأي وهي تبلع لسانها ولا تعلق على هذا الخرق الخطير، وهذا كان ولايزال ديدنها على مدى ثمانية أعوام من الحصار والحرب، والشعب اليمني يولي القيادة الحكيمة ثقته، ويثق في أنها تتخذ القرار السليم وفي الوقت السليم الملبي لمصالح اليمن .
صراع بين أدوات العدوان
د. عبد الملك عيسى – أستاذ العلوم السياسية جامعة صنعاء:
“ الهدنة هي عملت لمدة شهرين فان يأتي استهداف هذه الطائرة المسيرة في أجواء العاصمة صنعاء فهي رسالة من صنعاء بأنها قوية وانها تستطيع أن تصعيد وان لديها القدرة أن تقوم بهذه العمليات وحتى لقصف الداخل السعودي والداخل الإماراتي ، وبالتالي احترام الهدنة هو من باب المسئولية الدينية والمسئولية الأخلاقية ، وليس التزاماً سياسياً فقط ، لأن الالتزام السياسي والعسكري يقرأه الآخر الأمريكي أو البريطاني أو السعودي على انه ضعف وهذه قراءة خاطئة ، لكن الالتزام الديني بما تعهد به هو الذي وقف وراء ضبط النفس أمام الخروقات للطرف الآخر رغم القوة واستعداد الجيش واللجان للتصعيد وضعف الطرف الآخر نتيجة المتغيرات الدولية التي جعلته بلجأ إلى الهدنة ، حيث الأمريكي لا يريد لمنشآت ومنابع النفط في الجزيرة العربية أن تقصف كونه مشغولاً بصراعه مع الروسي.
العدوان هو أمريكي بالأساس وهو من يتحكم بمسار الحرب كونه مستفيداً من ورائها في اقتصاده، هو يريد حالة بين اللا سلم واللا حرب في الوقت الحاضر باليمن .
أيضا الخروقات تفرضها حالة الشروط المتبادلة بين الأمريكي والسعودي فالسعودي يريد من الأمريكي الموافقة على خلافة بن سلمان، كما وافق على صعود محمد بن زايد رئيسا للإمارات، كونها دول أدوات ولا تتمتع باستقلال حقيقي، وهذا هو جوهر زيارة خالد بن سلمان للإدارة الأمريكية حاليا.
ويضيف: “ من المؤكد أن هناك تصعيداً قادماً بعد الهدنة فالأمريكي لا يريد سلاما في اليمن كونه مستفيداً اقتصاديا من إغراق المملكة السعودية في الحرب، هو يريد تبريد الملف اليمني لحين إنهاء الصراع مع روسيا، وهناك تجهيزات كبيرة ترصد في ملعب المرتزقة بهذا الإطار.
والسعودية تريد لعب دور ناتو في هذا التصعيد الجديد على غرار دعم الناتو لأوكرانيا وجعلها رأس الحربة في الحرب، بما في ذلك البحث عن طيارين مرتزقة وتوفير طائرات يتم طلاؤها بالعلم اليمني لتقول السعودية أنها انسحبت، لكن ما يجهله التحالف انهم أمام اليمن الأمر مختلف حيث لو كانت صنعاء تخشى غير الله لما واجهت 17 دولة بهذه الجرأة التي نشهدها، وغداً سيكتشفون خطأهم الجديد مع استمرار ضرب الداخل السعودي والإماراتي ربما بما هو انكى مما سبق .