سألني ابني وصديقي الصغير عبدالله عن سبب غياب ألعاب القوى ومسابقاتها المختلفة والمتعددة عن الساحة اليمنية لأنه يتابع المسابقات الدولية في لهذه ويستغرب في عدم وجودها لدينا، إضافة إلى أنه يريد أن ينخرط فيها خاصة في سباقات الرمح والكرة الحديدية والقرص التي أعجبته كثيرا لكنه وكما أخبرني متألم كثيراً من هذا الغياب غير المبرر لهذه الألعاب الرياضية المهمة التي تعتبر من أهم الرياضات العالمية بحكم أنها تتضمن مسابقات كثيرة ومتعددة.
طبعاً أخبرته بأن هذه اللعبة كانت متواجدة في اليمن وتشارك في بطولات عربية ودولية وحققت بعض النجاحات هنا وهناك، كما كانت الأندية الرياضية اليمنية تتنافس فيها ولكنها توقفت فجأة وانتهت من قاموس الرياضات اليمنية لكنه عاد ليسألني عن سبب الغياب خاصة أننا نشاهد الكثير من الفعاليات والبرامج والمسابقات هذه الأيام على مستوى الساحة اليمنية فكل الجهات التي تنظم البطولات والمسابقات الرياضية لم تضع في حسبانها هذه الألعاب التي تعتبر من أهم الألعاب الرياضية بل هي أم كل الألعاب كما يطلق عليها؟ قلت له: أعتقد يا صديقي العزيز أن أحد الأسباب الرئيسية يتمثل في الغياب التام للاتحاد العام لهذه اللعبة الذي يغط في نوم عميق ربما تجنباً من البعض للسلامة والبعد عن وجع الرأس طالما والمخصصات تصل وكل شيء في هذا الجانب على ما يرام فلا داعي لأن يتعبوا أنفسهم ويجلبوا لهم المتاعب، إضافة إلى أن هناك أسباباً أخرى أتمنى من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية البحث عنها وربما يجدوا الحلول المناسبة من خلال البحث والتحري والدراسة لمعرقة سبب غياب هذه اللعبة.. لكنه عاد وسألني هل اللوم على الاتحاد أم أن هناك جهات تتحمل المسؤولية؟.
قلت له: يا صديقي الذكي طبعا اللوم لا يقتصر على الاتحاد العام للعبة وفروعه فقط بل يجب أن يتوجه إلى الأندية الرياضية وكل الجهات التي تسهم في تنظيم المسابقات والبطولات وحتى إدارة الأنشطة المدرسية والجامعية فكل هذه الجهات عليها أن تدرج ألعاب القوى في أجنداتها ومسابقاتها على اعتبار أن الاتحادات الرياضية معظمها نائمة وكأنها غير مسؤولة عن الرياضة والكثير منها كل همه أن يبحث عن الدعم في منتصف العام ونهايته كما أن على الوزارة متابعة هذا الاتحاد وبقية الاتحادات وأن لا تكتفي بدور المتفرج لأن هذا الموقف شجع الكثير من الاتحادات على النوم الطويل والعميق.
ولأن صديقي الصغير رياضي وأيضاً من المتابعين المتميزين للرياضة فقد أضاف قائلاً: هل تعرفون أن ألعاب القوى ومسابقاتها المختلفة والمتعددة لا يكلف تنظيمها ما يطلق بقية الألعاب ويمكن إقامتها بشكل مبسط وسهل وأيضاً هي لا تحتاج إلى وقت طويل فيمكن أن تنظم بطولة في يوم واحد أو يومين فتخيلوا لو أن اتحاد ألعاب القوى فكر في تنظيم بطولة في كل محافظة وقام بتجميع أبطال المحافظات في العاصمة صنعاء ولو أن اللجنة الأولمبية اليمنية بدلاً من تقاعسها نظمت ماراثوناً في كل محافظة ماراثوناً في صنعاء بمشاركة واسعة من كافة فئات المجتمع فكيف سيكون صدى ذلك ومردوداته، لكن عندما يتخلى الجميع عن مسؤولياتهم فإن النتيجة تكون هي الوضع الحالي الذي وصلنا إليه.
قلت له: فعلاً يا صديقي العزيز فألعاب القوى من أهم الألعاب التي يفترض أن تكون في طليعة الألعاب التي تقام لها المسابقات والبطولات والمنافسات، وعلى كافة الأطراف أن تعي دورها ومهمتها ابتداء من وزارة الشباب والرياضة مروراً باللجنة الأولمبية وصولاً إلى الاتحاد العام للعبة وفروعه والأندية الرياضية وحتى الإعلام الرياضي وذلك من أجل أن نعيد لألعاب القوى اليمنية مكانتها وسمعتها فنحن بالتأكيد نمتلك المواهب والخامات المتميزة في هذه اللعبة ومسابقاتها المختلفة وهم فقط بحاجة إلى من يرعاهم ويدعمهم بشكل أفضل وليس على غرار برنامج الواعدين في اللجنة الأولمبية الذي لم يقدم أي شيء للمبدعين وجعل الكثيرين منهم يفكرون في الهجرة إلى بلدان أخرى حيث يجدون الدعم والرعاية ولقمة العيش لإحساسهم بالظلم وإيمانهم بأن هذه الألعاب في بلدهم منسية وليست في قاموس أحد.. فهل وصلت رسالتنا أنا وصديقي الصغير ولتجد صدى لها أم أن الوضع سيظل ويبقى كما هو وتظل ألعاب القوى غائبة ومظلومة ويظل ابني وصديقي الصغير وكافة المبدعين اليمنيين يبحثون عن اتحاد مريض ووزارة غائبة وأندية هاربة من مسؤولياتها؟.