كنت قررت عدم الكتابة عن النادي الأهلي بصنعاء سلباً أو إيجاباً عقب ذلك الموضوع الذي اثار ردود أفعال مختلفة، ولو أن التجاوب من قبل وزارة الشباب والرياضة ومكتبها في أمانة العاصمة كان أضعف من التوقعات، وربما أن الأمر مازال بعهدة الإدارات المختصة لاتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة، وعموماً ما دفعني للعودة للكتابة عن هذا النادي العريق هو لقاء جمعني بعدد من مشجعي الأهلي الذين ابلغوني استياءهم الشديد من الوضع السيء لملعب النادي والذي لا يشرف المكانة الكبيرة لأهلي صنعاء، وطلبوا إيصال رسالة ودية إلى مجلس الإدارة حول هذا الموضوع.
الأكيد أن وضع ملعب النادي الأهلي صنعاء فعلاً لا يسر عدوا ولا صديق، وحتى مقر النادي ومرافقه صارت تمثل صورة مؤلمة لكافة أعضاء ومحبي ومشجعي وجماهير النادي، وسبق أن تحدثنا كثيراً عن هذا الأمر وعملنا مقارنة بسيطة بين مقر أهلي صنعاء ووحدة صنعاء والفرق بينهما والتي جاءت كلها لصالح الوحدة، رغم أن الأهلي يمتلك في قيادته وإدارته عددا كبيرا من رجال المال والأعمال وباستطاعتهم تحقيق نقلة نوعية في النادي وملاعبه ومرافقه وتحويل الأمر إلى استثمار يعود بالنفع والفائدة على النادي والمستثمرين، ولكن ليس كما حصل في موضوع مستثمر الملكي ومستثمر قاعة النادي للأفراح والمناسبات، حيث سنتحدث عنهما لاحقاً .
والذي يهمنا الأن هو كيف نوصل رسالة مشجعي النادي إلى قيادة ناديهم والتي جاءت انطلاقاً من حرصهم الشديد على ناديهم وحبهم له على اعتبار أنهم يريدون أن يكون ناديهم في الصدارة، سواء من حيث النشاط والإنجازات أو من حيث مرافقه وملاعبه؟.
يمكن أن يتم بلورة رسالة مشجعي النادي في نقطه مهمة تتمثل في إعداد دراسة عن الوضع الحالي للنادي وملعبه ومرافقه وإمكانياته المتاحة ووضع مشروع استثماري كبير بحجم الأهلي صنعاء ومجلس إدارته وقاعدته الجماهيرية العريضة والاستفادة من الموقع المتميز لمقر النادي والأهم أن تكون لدى قيادة النادي رؤية واستراتيجية واضحة لتطوير النادي من كافة النواحي الفنية والإدارية والمالية والاستثمارية بدلاً من الهرجلة التي تسير عليها الأن وأن يكون هناك مشروع كبير ومتميز بتميز النادي وليس عيباً أن نستفيد من تجارب الأخرين لتطوير أنفسنا ومؤسستنا الرياضية التربوية الأولى على مستوى اليمن.. فهل وصلت رسالة المشجعين إلى قيادة النادي أم أن الأمر لا يتعدى المثل الشعبي اليمني القائل “مغني جنب أصنج” وسيظل الوضع كما هو.. نتمنى أن نرى في الأيام القادمة مشروعاً كبيرا في النادي الأهلي بدلاً من تلك المشاريع الصغيرة الهزيلة.. وأنا بدوري أتمنى أن أكون قمت بوجبي في إيصال رسالة المشجعين المحبين للنادي.. وسأختم الموضوع بهذا البيت الشعري للمتنبي الذي يقول فيه.. وتكبر في عين الصغير صغاره وتصغر في عين العظيم العظائم.