
* لا يستطيع الكثير من الناس تغيير الأماكن التي اعتادوا النوم فيها ومنهم من يتحسس إذا راوده شعور تغيير موقع مكتبه أو تحويل مكان عمله أو الكلية التي يدرس فيها ومنهم من لا يستسيغ فكرة حدوث أي تغيير في الهرم القيادي والإداري في البيت والعمل ومختلف شئون الحياة.
هذه أهم وأبرز مخاوف التغيير التي رصدتها “الثورة ” تنمية بشرية” في جولة ميدانية قامت بها وشملت مواطنين وطلاب مدارس وجامعات وموظفين وخبراء ومختصين في المجالات التدريبية والإدارية والنفسية .
ناقشنا هذه القضية من زوايا عديدة ووصلنا لنقطة فاصلة مفادها أن الخوف من التغيير نسبة كبيرة منه تتعدى 90% أوهام بينما هناك من يراه شعوراٍ مبرراٍ.
يقول أستاذ علم النفس والخبير في الأنماط العصبية الدكتور محمد عبدالكريم أن الخوف من التغيير عقدة نفسية يولدها غياب الطموح .
ويرى أن التنمية البشرية مرتبطة بشكل رئيسي بالتغيير من خلال التأهيل والتدريب والتطوير والإحلال والتبديل.
ويؤكد أن قطاعات الأعمال لدينا لا تتحرك من أماكنها ولم تتقدم خطوة إلى الأمام نتيجة الاستسلام للركود البشري المقيد للحركة والنمو والعقليات المقيدة بروتين إداري ممل ومندثر وبالتالي لا تحاول أن تتغير وتنمو وتزدهر .
جمود
البعض قد تجمد في وضع معين وسيناريو يومي محدد روتيني ونمطي مثل هؤلاء بحسب الدكتور محمد يجتاحهم خوف شديد في عملية التغيير ومن الأسباب غياب الطموح.
ويرى أن البعض يستسلم للقلق والاكتئاب والشك والعزلة لأنه لا يريد أن يتغير.
ويقول إن عدم ارتباط العمل بالمهنية والإنتاجية والكفاءة يخلق حزمة من الرعب للتغيير.
ويضيف قائلاٍ : الخوف مكتسب” وكل مكتسب يمكن التخلص منه فالحياة دوماٍ كما يقول” تعلمنا أن أفضل حل لطرد الخوف هو الانخراط بأشياء نحبها سواء عمل أو هواية .
ويؤكد أن الخوف من التغيير ومن الجديد ومن القادم كثيراٍ ما يسكننا متناسين أمراٍ مهماٍ وهو أننا نتغير تلقائياٍ مع تغير الظروف ولا أحد يذهب إلى الغد حاملاٍ نفس ما يحمله اليوم من مشاعر وأفكار وتعابير وملابس وأسلوب حياة فالأحوال ” بنظره ” ستتغير مع تحقق الأفكار الجديدة لأن الحياة تسير إلى الأمام.
طموح
من خلال تجربة هامة خاضها معمر الدرام فإن التغيير المرتبط بالتطوير مطلوب ومن أساسيات الحياة ومتطلبات العمل اليومي في شتى مناحي الحياة والأعمال والمهن .
ويقول: كل شيء عظيم وصل إليه الإنسان بدء بحلم وطموح ولهذا يجب علينا أن نتخلص من الإحساس بالإحباط و أن نعتمد على الله في تحقيق ما نحلم به والتخلص من السقف المتدني والحدود غير الواقعية التي جعلتنا نحس أن الظروف والأوضاع موجودة وغير قابلة للاختراق أو التجاوز أو التغيير.
يضيف : عندما نعرف ما هو حلمنا وما نتمناه نبدأ نحوله إلى هدف وننوي ونعزم على تحقيقه ثم نبدأ التفكير في كيفية الوصول إلى تحقيق هذا الحلم والهدف ومعرفة الاحتياجات والخطوات التي نحتاج إليها للوصول إليه و البدء في العمل على تنفيذها.
ويتحدث عن نقطة هامة تتعلق بالأنشطة والأعمال التي لن تحقق أي أهداف تنموية مالم تمتلك رغبة أو قدرة على الاستمرارية من خلال التجدد والتغيير ومواكبة كل جديد ينعكس على رفع وتيرة الأداء وزيادة الإنتاجية.
رؤية
يقول أحدهم إن أكبر عائق أمام النجاح هو الخوف من الفشل وبالتالي لا تتوقع أن تنجح ما دمت تفكر بما ستفعله إن فشلت في مغامرتك .
وبحسب خبراء لا يوجد شخص في هذه الحياة لا يخاف من شيء بما في ذلك المجنون لديه مخاوفه وقد يكون الخوف بعض الأحيان إيجابياٍ مثل أن يخاف شخص لديه كل الإمكانيات عمل مشروع جديد خاص به ويظل يبحث عن عمل دون جدوى.
بالنسبة لرؤية عميقة يقدمها مختصون فإن الخوف يتملك البعض حتى يشعروا أنهم يطبقون ما يريدونه هم وليس ما يريده الخوف.
ويتحدث عمار المسعودي الخبير في ريادة الأعمال عن أهمية الاستعداد للتغيير ويقول: كنت قد سمعت كثيراٍ عن أهمية قبول التغيير ومرونة الأعمال لكي تبقى مواكبة لتغيرات العصر والسوق ولكني اكتشفت أن المرونة المطلوبة أكثر مما توقعت بكثير.
ويضيف المسعودي : قد يبدو الأمر للوهلة الأولى تخبطاٍ لكني أرى بأنه استكشاف وبحث عن أفضل الحلول. لعل كثرة التغييرات قد تكون نتيجة حداثة العمل.
ويدعو إلى الاستمرار لأن هناك أموراٍ كثيرة نجهلها ولن نستطيع اكتشافها بدون تجربتها.
وإذا كنت مقبلاٍ على إطلاق مشروع جديد نصيحة المسعودي (كن جاهزاٍ للتغيير قد تكون لديك رؤية معينة ولكن عندما تتعرف على رغبات الآخرين عن كثب ستجد نفسك مضطراٍ للتغيير لتلبيتها) .