العلامة ابن بيه: الأمة تمر بفتنة كبيرة تقودها إلى آفاق مجهولة وعلى العلماء والحكماء إيقاف نزيف الأرواح
* طالب العلامة الشيخ عبدالله بن بيه أستاذ الفقه الإسلامي ورئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد بلندن العلماء بألا يكونوا طرفا في أي صراعات مؤكدا أن الأمة العربية والإسلامية اليوم تحيط بها آفاق مجهولة ومشاريع مشبوهة..
وأوضح أن الأمة تمر بفتنة كبيرة وتسير إلى آفاق مجهولة ومشاريع مشبوهة والمؤلم أن هذا يحدث وكأن ليس للأمة عقلاء وحكماء ورشداءويجب الخروج من تلك الأمواج العاتية وأن نزيح عن وجوهنا أغبرة النزاعات والرؤى الضيقة لإطفاء هذه الصراعات والنزاعات غير مضيعين الوقت بتحديد من المخطئ والمسيء والظالم والمظلوم.
وقال ابن بيه مساء الأربعاء الماضي في الحلقة الرابعة من برنامج “همومنا” الذي تبثه القناة السعودية الأولى .. إن التفكير السطحي لا يقارن بالتفكير الاستراتيجي داعيا إلى تجاوز الحزبية والبحث عن آفاق العيش والحياة للجميع وتجاوز الأنانية مشددا على أن الأمة بحاجة إلى تنقية الصدور وتنقية الألسن وتنقية الأيدي وأن نتجاوز هذه الأزمة بعقول كبيرة وبفهم واسع للمصالح العامة ونسير في مسيرة التاريخ لأننا بهذه الطريقة نعود إلى دائرة التخلف.
وطالب الأمة بأن تستمر في إيجاد الفرص وبناء ما يمكن بناؤه وتجنب ما يمكن تجنبه والمحافظة على الخريطة التي لا تزال سليمة حتى لا تصل إليها هذه النيران.
وأشار إلى أن التجزئة وتقسيم المقسم والتفرق لا تخدم أحدا وبالتالي سيقضي على الجميع لافتا إلى أهمية الجماعة مطالبا الأمة بتجاوز الحزبية الضيقة مستشهدا بقول ابن القيم عن الاختلاف: “إن الاختلاف يكون مذموما إذا كان بغيا أو تحزبا” مبينا أن هذه التحزبات وإن كانت بالنسبة لنوايا أهلها طيبة أو قد تكون اجتماعا على الخير لكنها يجب ألا تصب في خانة التفرقة والفساد والإقصاء المتبادل.
مطالبا عموم المشايخ والعلماء ألا يكونوا طرفا في أي صراعات وتنافسات في هذا الإطار موضحا أن العالم يجب أن يكون وسيطا والوسيط يجب ألا يكون خصما.
وأضاف ابن بيه أن القاضي إذا خاف الفتنة فهو لا يحكم بما وصل إليه بل يدعو إلى الصلح فمهمة العلماء هي المصالحة والدعوة إلى الصلح والدعوة إلى الخير..
وكان العلامة بن بيه في حلقة سابقة من البرنامج قد أرجع حالة الفشل التي نعيشها إلى عدم قيامنا بواجباتنا ووظيفتنا إضافة إلى تفرقنا وعدم اجتماعنا..مؤكدا أن الجماعة والألفة أصل من أصول الدين يضحى في سبيله بالفروع.
وحول الاختلافات الفقهية ودورها في تعزيز حالة الفرقة أوضح فضيلته أن الاختلاف المؤدي إلى فتنة وبغي وتجاوز وتطاول يعد اختلافا مذموما وذكر أن الاختلاف طبيعة إنسانية وشرع الله واحد وواسع وهذه السعة لا تحتمل التضييق قدر حاجتها للانضباط فمشكلات العصر وتحدياته تحتاج إلى السعة وفي ذات الوقت تحتاج إلى الانضباط فالرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال لكن الأمور تذهب في هذه الأيام باتجاه معاكس ومصيبتنا اليوم تتمثل في فتنة بعض الناس بالرجال الذين أصبح كلامهم حقا مطلقا وكأنهم يمتلكون الحقيقة الثابتة
ويعتبر العلامة أحمد بن بيه واحدا من كبار علماء المسلمين في موريتانيا والعالم الإسلامي وله مؤلفات فقهية مشهورة وتقلد العديد من المناصب الأكاديمية في عدد من دول العالم أحدثها كرسي الأستاذية في الدراسات والعلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز ..ويقوم حاليا بجهود دعوية واسعة لمحاولة التقريب ورأب الصدع الذي تعاني منه الأمة وتكتوي بنيران صراعاته.