الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:
فلقد عرف البعض الإرهاب بأنه: هو الأعمال التي من طبيعتها أن تثير لدى شخص ما الإحساس بالخوف من خطر ما بأي صورة.
وعرفه آخرون بأنه: هو الاستعمال العمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة.
إذن وبناء على هذه التعريفات يتبين لنا أن الإرهاب مذموم ويحرم فعله وممارسته وهو من كبائر الذنوب ويستحق مرتكبه العقوبة والذم وهو يكون على مستوى الدول والجماعات والأفراد وحقيقته الاعتداء على الآمنين بالسطو من قبل عصابات مجرمة أو أفراد بسلب الأموال والممتلكات والاعتداء على الحرمات وإخافة الطرق خارج المدن والتسلط على الشعوب وتبديد خيراتها ونهب مقدراتها وترويع الآمنين وإشاعة الفوضى والرعب بين الناس.
فالإرهاب لا يستحق أية مجاملة إذ أن مناهجه إجرامية فهو عنف محض لا جدال في لا شرعيته فهو يقتل الأبرياء قطعا ويقضي بجرائمه النكراء على الأخضر واليابس وينشر الفساد في ربوع الأرض (والله لا يحب الفساد) وتؤكد اللغة الخطابية المناوئة للإرهاب جهرا أن الإرهاب يتنكر للقيم الرفيعة للحضارة التي تستوجب احترام الحياة الإنسانية والانتصار على الإرهاب يعني: رفض الانصياع لمنطق عنفه الخاص القاتل إن الحامل الرئيس للإرهاب هو إيديولوجيا العنف التي تبرر القتل لذا فإن الدفاع عن الحضارة يعني أولا رفض التعرض لعدوى هذه الإيدولوجيا.
فحين يتحدى الإرهاب الديمقراطية راميا إلى زعزعتها ينبغي عليها محاربته وفقا لإستراتيجية منسجمة مع فرائضها الخاصة ومعاييرها دون اقتباس أي شيء من تخرصات الإرهابين ينبغي عليها أن تدافع عن نفسها بالنزول بعزم إلى الميدان الذي هو ميدانها هي – ميدان القانون- وأن ترفض الانقياد إلى ميدان الاعتباط الذي ينفي القانون.
إن الطريقة الأكثر فعالية لمحاربة الإرهاب هي حرمان منفذيه من الأسباب التي يتذرعون بها لتبريره بذا يكون في الإمكان إضعاف القاعدة الشعبية التي يحتاج إليها الإرهاب فالإرهاب كثيرا ما يتأصل في تربة سمائها الظلم والإذلال والإحباط والبؤس وفقدان الأمل. والإرهاب في حقيقته لا دين له فهو يهدف إلى تحقيق مطالبه ومراميه بغض النظر عن الاعتراف بحق الإنسان في عيش حياة آمنة مستقرة أو الحياة المستقرة الهادئة البعيدة عن القلق والاضطراب فهو يرمي ويسعى إلى تحقيق أهدافه بالوسائل غير المشروعة التي تبث الخوف والرعب بين جموع الناس ويشير الإرهاب في الأعم الأشيع إلى تقنية عمل عنفية تستعملها مجموعات سرية ضد مدنيين بهدف تسليط الضوء على مطالب سياسية معينة حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء- اللهم آمين .
● عضو البعثة الأزهرية باليمن
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا