وللصمود معان .. ؟!

محمد أحمد المؤيد

 

 

تاريخ مشؤوم ذلك الذي أُرخ له من واشنطن بمداد تحالف العدوان “السعوأمريكي” الغاشم، الذي وأذن له بالبدء فبدأ، فكان مشؤوماً لأنه بدأ بعدوان غير مبرر له على بلد حر ومستقل، له حرمته ولديه حقوق وعليه وأجبات كغيره من البلدان الأخرى الحرة المستقلة، وهذا ما ينص عليه قانون وميثاق الأمم المتحدة، أضف إلى أنه بلد عضو دائم في الجامعة العربية وللجامعة العربية ميثاق يجرم ويحرم أي مساس بحرية واستقلال أي دولة من دول الأعضاء فيها أو التدخل في شؤونها بأي حال من الأحوال، ما بالنا أن يكون العدوان قد شن على بلد الإيمان والحكمة في تاريخ مشؤوم ٢٦/٣/٢٠١٥م من قبل بلدين عضوين في جامعة الشجب والتنديد، وللأسف كان إلقاء اللوم على المعتدى عليه وليس على المعتدين، وهذا قمة الغبن وقمة الاستهتار لمبادئ الإنسانية وقوانينها ومواثيقها الدولية.
ومع ذلك وهذا ما يجب أن يحدق فيه العالم ليفهم الرسالة اليمنية بحذافيرها، وهو أن من دهاء اليمنيين أنهم قد حولوا ذلك التاريخ المشؤوم إلى تاريخ مشهود يشهد على عنفوانهم وقوتهم ومنعتهم وشموخ هاماتهم أمام من بغوا عليهم أو سكتوا وغضوا الطرف عن مظلوميتهم، فتحول الجرح إلى إرادة وكبرياء وصمود واستبسال حكت عنها كل أيام وليالي مراحل العدوان، حتى غدى المعتدي اليوم يصرخ ويناشد العالم أن ينجدوه من المفخاخات الإرهابية الحوثية التي تنهال عليهم ومصالحهم، ونظروا إلى اللفظ “مفخخات” “إرهابية” “الحوثية” كلها مصطلحات لها معان اعتاد الأمريكان أن يطلقوها على من خرجوا عن طوعهم ويريدون أن يقنعوا العالم بأن هذا هدف مشروع لممارسة جرمهم ووحشيتهم وهو حتى لا يجدون من يعترضهم في ذلك هذا إن لم يجدوا الدعم الكافي لمساندة جرمهم والتحالف معهم وهي ذات الطريقة التي على ضوئها غزوا أفغانستان والعراق وسوريا حالياً وغيرها دول كثيرة التي ما أن تخرج عن طوعهم قليلاً أطلقوا تلك المصطلحات المفضوحة، لكن هذه المصطلحات لاتهم بقدر ما أنها تدل على وجعهم وتأثرهم بنيران البأس اليماني.
لو افترضنا أن هناك انهزامية وتقهقراً في صفوف الرجال أمام المعتدين ماهي النتيجة الحتمية لتلك المعاني الراسخة في كيانهم وكينونتهم؟ لاشك الهزيمة .. ولو كان الصمود والثبات هو النتيجة فما هي تلك المعاني التي ترسخت حتى تشكل الصمود والثبات ؟ لاشك أنها معانٍ عظيمة دلت على قوة ومنعة وإصرار وتفان واقتناع وتشبث بعدالة القضية ووجوب الدفاع عنها، ولذا عندما يأتي أي إنسان ليطلع على سر الصمود والثبات اليماني رغم بساطة الإمكانيات ومحدودية الموارد وعظيم المؤمرة أمام عدة وعتاد وترسانة ومال وجاه عالمي لعدو أمعن في عدوانه وبغيه لسبع سنوات مضت، فأنه سيلاحظ أن هناك سراً يكمن وراء ذلك، وسوف لن يذهب بعيداً ويجد أن عدالة القضية هي أول شيء وأهم شيء كان وراء سر الصمود والثبات بالمقابل مع تلك الأسباب في الكيف والكم، وكذا سيعلم أن عدالة القضية هي ذلك الوعاء الفولاذي الذي أستقطب كل معاني من معاني الصمود والمؤدية إليه، هذا شيء بديهي عند من بخاف الله في أرملة ويتيم وكهل وعرض وأرض وشرف وكرامة وحقوق وحريات انتهكت بمجملها، فكان حقاً عليهم كمؤمنين نصرتهم والثأر لهم، فكانوا كمؤمنين هكذا وكان الله كما قال في محكم كتابه :” وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» صدق الله العظيم.
قبل أسبوعين كنت أشاهد محطات التلفزة علي أجد ما يشبع رغبتي في المعرفة والاطلاع على عالم عجيب غريب – والتفكر في خلق الله وشؤونهم وحياتهم ومقارنتها بكونك مؤمن موحد تجعل الفرد في راحة وطمأنينة غامرة وحمد وشكر على نعمة الإيمان والإسلام – وإذا بمحطة تلفزيونية لقناة عربية تبث شريطاً مصوراً لشوارع وأحياء وأزقة ومؤسسات ومرافق عامة وخاصة حاضرة وتاريخية حضرية وريفية لذلك البلد العربي، فشاهدت مشاهد لبلد نموذجي ورائع رغم لا يميزه عن اليمن شيء، بل اليمن يتميز عنه بعدة وجوه ومزايا وفرص، وخاصة المساحة والشريط الساحلي وغيرها كثير، وما لذلك من مردودات اقتصادية لو استغلت صح لرفدت خزينة الدولة اليمنية بمليارات الدولارات وسخرت في سبيل تطوير هذا البلد وشعبه المنكوب على مر العصور، عندها لم أتمالك نفسي وذرفت عيني بالدموع حزناً وتحسراً على بلد اليمن، وجاء على بالي أن كل شعوب العالم تسهر وتتعب من أجل إصلاح واستصلاح كل ما أمكن وتسخيره وتذليله ليرتقي بحياة شعبه، وصاردا شعوباً وبلداناً نموذجية، ونحن كان هناك بعض المرافق التي كنا قد فرحنا بها ولو إلى حد بسيط ومبدئي ولن أمل بعد الله في المستقبل، إلا وإذا بآلة العدوان والارتزاق قد قضت على كل جميل فيك يا وطني، ولك الله يا شعبي ويا وطني، فوالله الذي لا إله إلا هو لن نستكين ورهدأ حتى ننتصر ونأخذ بثأر الوطن والشعب ويتم تعويضنا عن كل شيء جرى بظلم في هذا الوطن الكبير بكبر رجاله وحقارة أعداءه.. وقادمون.. والعاقبة للمتقين.
ولله عاقبة الأمور،،

قد يعجبك ايضا