عام التكافل

عبدالعزيز البهكلي

 

 

شعبنا اليمني العظيم ،شعب الإيمان والحكمة، شعب الأنصار الذي لم يهتز يوماً ما ولم يركع سوى لله تعالى، إن الأعوام التي مضت بما حملته من ظلم وتشريد وقتل وتدمير واستباحة لكل مقدرات هذا الشعب وتضييق الخناق عليه بكل الأساليب الوحشية التي تزعمها تحالف دول العدوان بقيادة أمريكا.
هاهي مرت وانقضت ولم يفلح كيد الخائنين .
سبعة أعوام بكل بشاعتها ولازال شعب اليمن الصامد في أشد ثباته وعنفوانه اليماني الشامخ بشموخ قيادته ورجاله الأبطال وهم يسطرون أروع الملاحم البطولية في كل الجبهات وعلى كل المستويات ولم يزدهم طول أمد الحرب إلا انتصاراً واستبسالاً وثباتاً
إن شعبنا المعطاء والعظيم بما يقدمه من تضحيات بالرجال والمال لشعب يستحق الاحترام والعمل الدؤوب على خدمته وحفظ أمنه واستقراره ..
أيها الشعب الصامد والعظيم الذي طالما سعى الغزاة والمحتلون إلى خلخلة وحدة الصف الداخلي وزعزعة أمنك واستقرارك واستهدافك بكل أساليبهم الخبيثة إلا أن كل ما يسعون للوصول إليه يتحطم ويفشل أمام وعيك وتلاحمك وتمسكك بقضيتك العادلة والمشروعة .
شعبنا اليمني العظيم وأنت على أعتاب دخولك العام الثامن من العدوان الهمجي الذي استهدف كل ما نملك نحن اليوم معنيون بأن يكون عامنا الثامن هو عام التكافل والصمود في كل المستويات بالتكافل الاجتماعي والإنساني، والعناية بالزكاة، وإن شاء الله سيكون لها دور فاعل في المستقبل، ودور إيجابي ومهم في مكافحة الفقر، في الاهتمام الإنساني بالبؤساء والفقراء والمحرومين، أداء الزكاة فرض وركن من أركان الإسلام، ومن أهم فرائض الدين، من المهم التعاون مع هيئة الزكاة هذه الهيئة الرسمية التي يقوم عليها مسؤولون أكفَّاء وأمناء بما تعنيه الكلمة، ويتحركون باستشعار للمسؤولية الدينية، وبروحية إنسانية عالية، يجب التعاون مع هذه المؤسسة، وهي- إن شاء الله- قادمة في هذا العام على أداء دور كبير، وأكبر- إن شاء الله- من أي مؤسسة أخرى من ذات الطابع الاستغلالي الذي يأتي لأهداف ومآرب أخرى، التعاون من التجار بالزكاة، التعاون من المواطنين بالزكاة، وأداء هذه الفريضة سيسهم- إلى حدٍ كبير- في معالجة الفقر، وهو- في نفس الوقت- أداء لواجب ديني، يترتب عليه خير وبركات ورحمة من الله -سبحانه وتعالى- ويترتب على الإخلال به نزع للبركة، جدب، شدائد… خسائر كبيرة، فالخير هو في إخراج الزكاة إلى هذه الهيئة والمؤسسة، والاهتمام بفئة الفقراء والمحتاجين وأسر الشهداء.
وبإذن الله سيكون هذا العام الثامن الذي نحن قادمون عليه عاماً متميزاً بالمزيد من الانتصارات والصمود والثبات والتماسك، وأيضاً العناية فيه بتحصين الساحة الداخلية، من الاختراق الإعلامي، والتأثير التضليلي من كل فئات الدجل والكذب والافتراء والتضليل، والحماية أيضاً لهذه الساحة من المشاكل الداخلية التي تغذيها أطراف على علاقة بقوى العدوان: سواءً مشاكل بين القبائل، أو نزاعات على الأراضي، أو مشاجرات وخصومات، أو مشاكل ثأر… أو غير ذلك. التحصين من خلال النشاط التوعوي، والتحصين بإنزال وتفعيل دور حملة إعصار اليمن وبرعاية رسمية وشعبية من خلال النزول إلى كل المناطق والمديريات والمحافظات والحث على التلاحم ووحدة الصف وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية وتفعيل دور الحشد والرفد للجبهات بالمال والرجال وكلما ازداد العدوان وازداد حصاره وبطشه يتحتم علينا المزيد من الثبات والتحرك الجاد والمسؤول وهذا واجب ديني ووطني.
ولذلك فشعبنا العزيز يستند إلى موقفه الحق وقضيته العادلة، نحن شعبٌ مظلوم، معتدى علينا بغير حق، ومسؤوليتنا هي التصدي لهذا العدوان، وهذا العدوان لو صدر له مليار قرار من أي جهة في هذه الدنيا ليبرر له فعلته، أو أي إجراء من أي طرف ليبرر فعلته؛ ففعلته لا تكتسب الشرعية، لم تمتلكها من البداية، ولم تكتسبها في النهاية، ولا ما قبل النهاية؛ لأنها بذاتها إجرام، وحشية، إذا أتى أحد ليشرعن قتل النساء والأطفال بشكل جماعي، هل يصبح ذلك شرعياً؟ لا. إذا أتى أحد ليشرعن احتلال البلدان، وسلب الحرية والاستقلال هل يصبح ذلك شرعياً هكذا بكل بساطة؟ لا.
فلذلك نحن نقول: عندما يتمترس تحالف العدوان بعناوين، فهي عناوين خاوية، لا مضمون لها في الواقع، هي للخداع، للتبرير بمبررات لا أساس لها من الصحة، بذرائع واهية، والقضية واضحة للناس جميعاً، وإنما جرت العادة أن كل باغٍ ومعتدٍ ومجرمٍ وغازٍ أجنبيٍ بالباطل وبغير الحق يقدم لفعلته، لجريمته، لعدوانه عنواناً تبريرياً، وهكذا حصل في هذه الجريمة الكبرى بحق شعبنا العظيم المسلم العزيز المظلوم؛ ولذلك لا يجوز لأحد أن يكون من الأبواق التي تردد تلك العناوين غير الصحيحة، الشرعية الحقيقية هي لشعبنا
والمطلب الحق هو لشعبنا المظلوم
{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، بالإيمان بالله -سبحانه وتعالى- {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، بالقيام بالمسؤولية والنهوض بالواجب يوصلنا إلى ما وعدنا الله به، وهو الذي لا يخلف وعده، إلى النصر، إلى العزة، إلى الكرامة.
في نهاية المطاف نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرحم شهداءنا الأبرار، أن يفرِّج عن أسرانا، وأن يشفي جرحانا، وأن يعافي مرضانا، وأن ينصرنا بنصره إنه سميع الدعاء.

قد يعجبك ايضا