أكاديميون وسياسيون يحذرون من خطورة “الشحن الطائفي”


الثورة نت أسماء البزاز –
حذر اكاديميون وسياسيون يمنيون من خطورة إيقاظ الصراعات الطائفية من منبع سياسي لإعاقة مشوار التغيير باليمن مشيرين إلى أن الصراعات السياسية في صورها المذهبية ليست سوى انتكاسة تاريخية للأمة تعيقها عن التقدم والتنمية والتحديث .
فقد قال الدكتور عبد الملك الشرعبي للثورة نتإن عملية بناء الدولة المدنية الحديثة في التجربة العملية التاريخية تستدعي الاتكاء على تفسير نظرية العقد الاجتماعي دون التفسيرات للنظريات الأخرى مثل نظرية القوة – نظرية الأسرة – النظرة الدينية ….الخ . كما تستلزم استحضار عناصر أو مقومات البناء لكل دولة والمتمثلة بـ ( الشعب – الإقليم – حكومة ذات سيادة – اعتراف دولي )
موضحا : بأن السياسة المدنية تتمثل في بناء مجتمع التسويات لا التصفيات ومجتمع التنافس لا التنابذ .وتلك السياسات غير المدنية نتلمسها في السياسات الطائفية المذهبية ( سنة – شيعة جنوبي – شمالي ) وقال : إن خلق مناخات السياسية المشجعة على العنف تصاحبها مناخات ثقافية مشجعة على العنف ضد الآخر . وهذه المناخات الثقافية مبنية على هيمنة الثقافة التقليدية العتيقة أو على ثقافة العنف والخضوع أو الاثنين معا بعيدا عن ثقافة المساهمة والمشاركة التي تشكل – أي الأخيرة – المناخ الثقافي الملائم لبناء الدولة المدنية وثقافتها القائمة على قبول المختلف والتسامح مع الآخر , مؤكدا على ضرورة الإسراع في استكمال البناء الدستوري للدولة الاتحادية في كتابة الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومؤسساتها الأخرى في برنامج زمنى محدد يطلع عليه كافة أبناء الشعب اليمني ليكون هو حاميها ومصدر قوتها .
من جهته يقول الناشط السياسي ياسين العقلاني للثورة بأن هناك من لا يريد أن تحقق أهداف الثورة ممن قامت عليهم الثورة أو من فقدوا مصالحهم وقلص حجم نفوذهم سواء كانوا من الداخل أو من الخارج فيعملون على تغذية الصراعات الطائفية التي تحدث خللا في البنية الاجتماعية وشرخا وسط الشعب وتدخل الدولة في اقتتال وفوضى وعدم الاستقرار.
ويقول المحلل السياسي الدكتور عبد الملك الضرعي – جامعة صنعاء : بالعودة إلى أحداث التاريخ وتفكك الدول سنجد أن تفكيك الجبهة الداخلية لأي دولة هي البداية لإضعافها ومن ثم السيطرة عليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة وللأسف عالمنا العربي يتعرض لحملة تفكيك داخلية يمثل نشر الكراهية الشعبية أهم أدواتها السهلة لشرخ المجتمعات وتفكيكها وتعتمد الاستراتيجية المعادية للأمة آليات تختلف من دولة إلى أخرى حيث تعتمد في بعض الدول على التركيبة السياسية وفي دول أخرى على التركيبة المذهبية وفي أخرى التركيبة المناطقية أو الدينية أو الثقافية وبالتالي تكون النتيجة النهائية تحول المجتمعات العربية إلى فرق وشيع تسود فيما بينها الكراهية والتعصب والصراع وأخطر أشكال الصراع هو الصراع الطائفي لأنه يحشد أفراد الشعب إلى مواجهات دامية ضد بعضهم البعض
موضحا بأن الصراعات السياسية في صورة المذهبية ليست سوى انتكاسة تاريخية للأمة تعيقها عن التقدم والتنمية والتحديث وأنه لمن المؤسف أن الآلاف من الضحايا هم من خيرة الشباب نحن في أمس الحاجة إليهم في قاعات المدارس والجامعات فهم مستقبل الأمة من المؤسف أن يتحول هؤلاء من تعمير سطح الأرض إلى أن يدفنوا في باطنها وهم من خيرة الشباب. فالدولة المدنية التي ننشدها اليوم هي دولة ترتكز على التبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات لا مجنزرات الدبابات إن الدولة المدنية التي ننشدها اليوم دولة تحقق مبادئ المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والشراكة الحقيقية في الثروة والقوة والسلطة كما أن الدولة المدنية التي ننشدها تحتكم إلى النظام والقانون ويتحول الشباب فيها من رفات في القبور إلى مبدعين في معامل الأبحاث وقاعات العلم والمعرفة نريد منهم المهندس والطبيب والعالم والمفكر وجميعهم أدوات للبناء والتحديث لا معاول للهدم والتخريب إن طموح الدولة المدنية الحديثة لا يمكن أن يتحقق في ظل الصراعات الطائفية والمليشيات المسلحة والتمييز الطائفي أو المناطقي .

قد يعجبك ايضا