يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة والذي يوافق كل عام الثامن من مارس، اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة لحفظ حقوق المرأة، مع أن الإسلام قد حفظ للمرأة حقوقها وكرمها سبحانه وتعالى في خطابه الإلهي قبل أن تكرمها المنظمات الدولية.
الإدارة العامة للإعلام والمعلومات في اللجنة الوطنية للمرأة التقت كوكبة من نساء اليمن اللاتي تحدثنّ عن هذا اليوم وما الذي يريده الغرب من المرأة المسلمة، وكيف أن الإسلام حفظ للمرأة حقوقها وحدد مسؤولياتها وواجباتها وكرمها .. هذا الاستطلاع يلتقي نساء يمنيات تحدثن عن معاناتهن في ظل العدوان والحصار.. نتابع:الاسرة /خاص
بدايةً تحدثت الأستاذة أنيسة عناش – عضو ملتقى إعلاميات اليمن- عن هذا اليوم قائلةً: إن تقييم أي مرحلة لا يكون إلا بعد تجربة في الحياة ، فلكل من الرجل والمرأة أولويات مطلوبة إن اختل أداؤها أختلّ توازن المجتمع ، وهذا ما عكسه حال المرأة في الغرب بعد جملة من الحقوق والحريات التي نالتها من وجهة نظرهم ، والتي أثبتت أنها لم تكن منصفة لها بل على العكس زادت معاناتها وعذابها فخرجت المرأة في تظاهرات يوم الـ 8 من مارس مطالبة بالتخفيف مما أثقل كاهلها فاعتبروا هذا اليوم يوماً عالمياً احتفاء بإنجازات المرأة في ميدان عملها الذي كان على حساب مسؤوليتها الأولى في الحياة، بيتها وأطفالها فانعكس كل ذلك بشكل سيء على مجتمعها، فأي إنجاز يتحدثون عنه ؟! الغرب أصبح الآن يئن ويشتكي من الجمود العائلي والتفكك الأسري الذي أثر سِلباً على حياة المرأة الخاصّة إذ لم تعد فيه قادرة على العطاء في بيتها والاهتمام بصغارها، فكانت سبباً في زيادة نسبة الجريمة والانتحار بين الشباب.. فهل هذا إنجاز يُحتفى به ؟! بينما الإنجاز الأول والحقيقي للمرأة هو ما تقدمه لمجتمعها باهتمامها بنواة المجتمع ( الأسرة ) التي إن صلحت صلح المجتمع كله ، وفق تكوينها الجسماني الذي خُلقت من أجله المتناسب مع فطرتها الإنسانية المتناغم مع واجباتها في المجتمع لتُشكّل بذلك مع شقيقها الرجل تكاملاً وتجانساً لمجتمع مترابط قوي متين يتحدى صعوبات الحياة، وبالنظر لوضع المرأة في الإسلام نراها في وضع أفضل سواءً في نطاق بيتها أو في نطاق عملها خارج بيتها إن اضطرت للعمل، لأن الإسلام لم يثقل كاهلها بواجبات كالغرب مثلها مثل الرجل لتأمين المعيشة، فالقوامة في الإسلام هي للرجل ، وإنما جعل عملها والارتقاء فيه حرية شخصية إن استطاعت التوفيق بين واجباتها وعملها ، ناهيك عن أنه حفظ لها حقوقها في كل مراحلها وحالاتها العمرية والحياتية ، فهناك سورة في القرآن هي من أكبر السور سُميت باسمها تشريفاً وتكريماً لها ( سورة النساء ) فيها تشريعات كامله حفظت لها حقوقها وكرامتها ، و(سورة الطلاق ) حفظت للمرأة حقوقها بعد الطلاق، تشريعات وأحكام تتناسب مع الفطرة الإلهية التي فطر الله عليها المرأة والرجل في آن واحد.
وواصلت عناش حديثها بعدة تساؤلات قائلة:
إن كانت المرأة عند الغرب نصف المجتمع فهي في الإسلام كلّ المجتمع لدورها الأساسي في المجتمع، وبعد ذلك هناك بعض التساؤلات:
هل ما أراده الله للمرأة يتكافأ مع ما أراده التخبط الغربي للمرأة بشكل عام والمسلمة بشكل خاص؟
وهل اليوم العالمي للمرأة في الـ 8 من مارس يتناسب مع متطلبات المرأة المسلمة أم أنه تقليد أعمى لا معنى له ولا مضمون؟!
وهل الاتفاقيات الدولية التي تتشدّق بها المنظمات الدولية تحت مسمى الحقوق والحريات التي يضج منها الأن المجتمع الغربي ، مثلاً كاتفاقية ( سيداوا ) هي التي ستحفظ للمرأة حقوقها التي للأسف وقّعت عليها بعض الدول العربية بغير هدى ولا كتاب منير؟ أم أنه خروج عن الإسلام وشذوذ عن الفطرة الإنسانية السليمة كالذي يتخبطه الشيطان من المس؟ إن كان الغرب يلهث دائماً وراء سراب يحسبه الضمآن ماءً، فلماذا نسعى كسعيهم ونلهث كلهثهم في الحياة ونشقى بشقائهم ، ولدينا منهج قويم وكتاب حكيم رسم لنا حياتنا على الصراط المستقيم؟!
المرأة في الغرب
وفي سياق متصل تحدثت الأستاذة عفاف محمد الشريف-كاتبة وإعلامية- قائلة: اليوم العالمي للمرأة هو يوم خصصه الغرب للمرأة إكراماً لها ومساواة لها مع الرجل، وفي حقيقة الأمر أنه لم يكن إلا شعارات مزيفة ومبطنة ليصورا للمرأة أنها أكثر حرية في حين أنها جسد مستعبد لا كرامة لها ولا حقوق في قانون الغرب بل جعلوها كسلعة، وما يروِجون له في شعاراتهم المزيفة لأنه مقارنة بالواقع فنجد نسبة الجريمة عندهم عالية والسقوط الأخلاقي متفشياً كونهم يمنحون المرأة كامل الحرية ولا تحتكم –تلك الحرية- لأي ضوابط وبالتالي يتم استغلالها فيما يجعلها مهانة لا مقام ولا وزن لها.
وواصلت الشريف حديثها:
الإسلام كرم المرأة وجعل لها حقوقاً تحفظ كرامتها، وجعلها حلقة هامة لتماسك المجتمع ونمائه نماء سليماً، فيما الغرب حاول جاهداً أن يدخل ثقافته كي يطمس كيان المرأة المسلمة ويجرها للانحطاط الذي يجعلها صورة أخرى للمرأة الغربية المنفتحة التي ضاعت هيبتها ومكانتها كامرأة مصونة عفيفة يعتمد عليها في بناء أجيال صالحة، لذلك هم سعوا بثقافتهم لتفكيك النسيج المجتمعي وأرادوا أن تكون المرأة المسلمة أداة دمار للمجتمعات الإسلامية كي لا تقوم لها قائمة.
وأشارت الشريف فقالت: حقيقية والحق يقال المرأة اليمنية في وقت ما انحرف توجهها إما نحو الانفتاح الذي يدعو له الغرب والسعي واللهث وراء الصيحات والموضات أو الاتجاه نحو التزمت المفرط والمفاهيم الخاطئة التي روج لها الوهابيون، والآن نحن نعيش في نعمة الهدي القرآني، حيث استقينا من معين الثقافة القرآنية مفاهيم شرعية سليمة ترفع مكانة المرأة وتجلها، فيما كان دور المجتمع الدولي ضعيفاً، حيث ساهم في هز أركان هذا التوجه السليم وكان عوناً للتغريب، لكن الحمد لله عندما تصبح الثقافة القرآنية والإيمان بها سلاحاً قوياً في قلوبنا فلن يفلحوا جميعا في حرف سيرنا نحو الصواب ونحو بناء مجتمع إسلامي متكامل .
حقوق المرأة
الأستاذة غادة حيدر-كاتبة- من جانبها قالت: بمناسبة حلول ذكرى اليوم العالمي للمرأة للوهلة الأولى يظن السامع أن هذا اليوم يوم احتفال وتكريم للمرأة وإعطائها كامل حقوقها وحريتها، لكن حقيقة هذا اليوم بداية جاءت نتيجة حركات احتجاجية ومظاهرات قامت بها مجموعة من النساء في نيويورك بالمطالبة بخفض ساعات العمل لاعتبارات إنسانيه تخص تركيبتهن الفطرية والجسدية وروابطهن الأسرية باعتبارهن أمهات وزوجات لكن قوبلت تلك الاحتجاجات بالقمع والترهيب، بل وتم حرق اثنتين من العاملات في مقر عملهن وتحديدا في مصنع النسيج الذي كن يعملن فيه مطالبات بأحقيتهن في التصويت في الانتخابات إضافة إلى المطالب السابقة ورفعن الخبز والورود رمزاً للمطالبة السلمية، وكانت النتيجة نفسها قمع وتعذيب ومن هنا نستطيع الجزم بأن ما سعت إليه المرأة الغربية بحثاً عن حقوق وسعادة لم تدركه ولم تنله أطلاقا بل زاد الوضع سوءاً عما كن عليه وتم إصدار قرار ظالم ومجحف في حقهن بأن تتساوى المرأة بالرجل في الأعمال غير آبهين بنفسياتهن وفطرتهن وتكوينهن الجسدي الأنثوي وبمسؤوليتهن وواجباتهن تجاه أفراد عائلتهن.
وأشارت حيدر إلى:
أراد الغرب للمرأة التمزق والتفكك الأسري والمجتمعي والقيمي والخلقي من خلال الحرب الناعمة الشعواء التي شنها على المسلمات بغية إفراغهن من هويتهن الإيمانية وارتباطهن بالله وبالدين، وبالتالي يسهل السيطرة عليهن وسلبهن كافة حقوقهن وحريتهن التي ضمنها لهن الإسلام فتصبح أماً وزوجة وبنتاً مفرغة من اهتماماتها الحقيقية وقضاياها المركزية، وكيف لمن سلب قراراها وحريتها وعفتها وطهرها وشرفها وزكاء نفسها أن تربي وتنتج الرجال؟! هذا ما سعى الغرب إليه بكل وحشية فنشر الرذيلة والفساد والعهر والتبرج بعناوين براقة ومزيفة تحت مسمى حقوق المرأة والحضارة والحرية والانفتاح والتطور وصنع لهن قدوات سافرات ماجنات من الممثلات والمغنيات والراقصات، فغدت المرأة دمية بيد اليهود يحركونها ويبكيونها ويضحكونها ويؤثرون فيها ويروونها من بحر ثقافتهم المغلوطة الضالة والسافرة متى شاؤوا وكيفما شاؤوا وأينما شاؤوا.
-وواصلت بقولها: حقوق المرأة بين الحقيقة والادعاء ،فحقيقة حقوق المراءة لم تكن ولن تكون إلا في منهجية القرآن ودين الإسلام هو المخول الوحيد لصيانة حقوق المسلمات ومنحهن العزة والحرية والكرامة والحياة وعليهن التأثر بالقدوات الصالحات المؤمنات الطيبات الطاهرات ممن ذكرهن الله في كتابه الكريم، وأرقى وأسمى وأقدس قدوة لهن هي بنت خاتم النبيين سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء الطهر البتول، أما بالنسبة لادعاءات المجتمع الدولي والأمم المتحدة فهنا تبرز الصورة في أدق وأصدق وأجل تفاصيلها عن واقع مأساوي تعيشه المرأة اليمنية تحت وطأة هذا العدوان السافر الظالم من سلبهن كافة حقوقهن وسرق الفرحة والسعادة والأمن الذي تنشده الإنسانية، سواء رجالاً أو نساء فبتن في معاناة وجائحة إنسانية كارثية لا نظير لها ،حصار وتجويع وقتل وبيوت تدمر وتسقط فوق رؤوسهن وحوامل تبقر بطونهن ونساء يرملن وأطفال ييتمون، وأرواح تزهق وتستباح الحرمات في أبشع صورها دون رادع أو مانع أو زاجر أو حتى إدانه أو قلق من أصحاب الشأن المخولين بحماية حقوقهن باسم منظمات حقوق المرأة والطفل والمنظمات الإنسانية واليونيسف والأمم المتحدة وغيرها ممن برزت لها بصمة واضحة في إيادي الجريمة الملطخة بالدماء والعار واللا إنسانية.