الجبهة الزراعية ومواجهة العدوان

محمد أحمد المؤيد

 

 

تعتبر الزراعة المصدر الرئيسي لمصادر الغذاء للإنسان على مر العصور، كونها تمد الإنسان بالطاقة والبقاء، فلا شيء يضاهي المحاصيل الزراعية ويمد الإنسان بالغذاء والطاقة، كما الزراعة المتمثلة بالزروع والأشجار التي تؤتي الثمار، والتي تصنف إلى عدة أنواع ومصادر، فمنها الحبوب : القمح والذرة والشام والبر والشعير والسقلة والعدس وغيرها من الحبوب، وكذا الفاكهة ومنها المانجو والخوخ والرمان والتين والعنب والتمر والبن وغيرها أصناف عديدة، وجميعها تدخل في مد الإنسان وماشيته بالغذاء. فالإنسان يستفيد من الثمار والماشية من الأعلاف، حتى على مستوى النحل ومنتج العسل فهو من الزروع والثمار، ولأن اليمن تشتهر بزراعة الكثير من المحاصيل ذات الجودة العالية – نظراً لطيب تربتها التي تمد الزروع بالعناصر الغذائية المفيدة، ولذا فمنذ زمن سحيق شيد اليمن المدرجات الزراعية في كل ربوع الوطن، وكشاهد حقيقي على أن اليمن بلد زراعي من الدرجة الأولى، الأمر الذي يفرض على جيلنا الحالي والمستقبل أن يحرص على عدم التفريط بهذه الثروة الزراعية، وأن لا يعتمد على جعل مصدر غذائه من دول وأمصار غير وطنه، خاصة ونحن نمر بمرحلة حرجة من الحصار والعدوان والتي تستدعي أيجاد أفضل وأجدى الطرق وأسرعها وأجودها من أجل الاكتفاء الذاتي من خير اليمن وأرضها الطيبة.
في هذا الشهر تحديداً يكون موسم الأمطار قد دخل، ولأن اليمن بلد موسمي يعتمد في السقي على الأمطار الموسمية، فإن علينا كيمنيين أن نشمر السواعد والتضرع لله عز وجل بأن يجعله موسم خير وبركة وغيث من السماء، ونذهب لزراعة الأرض اليمنية، ولا نترك شبراً وأحداً إلا ونزرعه ونستفيد منه، فالمال سيؤتي ثماره بفضل الله، إذا ما وجُدت سواعد تعمل وتجتهد وتربي وترعى ولا تهمل، ولأن الزراعة في متناول الجميع ويقدر عليها الكثير فلم لا نجتهد حتى نجني، وكون الموسم الزراعي، كضيف يحل علينا كل عام في نفس الوقت ثم يتوارى حتى يعود في العام الذي يليه، فعلينا أن لا نغفل هذا الضيف، ولابد أن نعطيه من الاهتمام والرعاية الكافية حتى يكون ضيف سعدٍ وهناء وبركة بفضل الله.
يعلم اليمنيون جميعهم أن العدوان «السعوأمريكي» الغاشم متربص وحقود على كل خيرات الوطن ومنها الزراعة ولا يهمه ولن يتوانى في جعل اليمنيين عالة على غيرهم، ويصيبهم بالإحباط والتبعية، حتى على مستوى القوت الضروري، كونهم يعرفون مدى أهمية الغذاء للإنسان الذي إن فُقد، وفقدت مصادره الوطنية من منتجات لمحاصيل زراعية وطنية وأعتمد عليها من الغير، صار من السهل عليهم أذلال هذا الشعب وجعله قابعاً في وحل العمالة والخيانة لسبب وحيد هو ترك الزراعة والتعويل على الغير، من مصادر خارجية يؤثر الحصول عليها بمجرد الحصار أو رفع الأسعار وغيرها من العوائق الممحقة للبركة وذاتيه الإرادة والقرار، سواءً للقيادة أو الشعب، لذا على الجميع أن لا يتوانوا في رفد الجبهات على مختلف توجهاتها، وخاصة الدفاعية في خطوط التماس مع العدو، وكذا الزراعية كون الغذاء سلاحاً لا يستهان به، وفقدانه معناه موت بطيء، وهذا يتنافى مع توجه القيادة والشعب نحو التحرر من هيمنة المستكبرين المعتدين، فالله الله يا رجال بالاكتفاء الذاتي، من خلال شد الهمم وزراعة الأرض اليمنية، قال المثل اليمني : « قال يا مالاه، قال يا رجالاه»، وفق الله الجميع لما فيه خير وصلاح البلاد والعباد والأمة المحمدية ونصرة دينه وأوليائه وصدق الله العظيم القائل :» بلدةٌ طيبةٌ وربٌ غفور».
،،ولله عاقبة الأمور،،.

قد يعجبك ايضا