موسكو: بايدن لم يذكر ولو بكلمة أوضاع المدنيين في دونباس
الرئيس الأمريكي يعتقد أن القوات الروسية ستتحرك لغزو أوكرانيا “الأسبوع المقبل”
واشنطن/
أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن اعتقاده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر غزو أوكرانيا، وأن الهجوم قد يحدث في “الأيام المقبلة” قائلا إن التقييم استند إلى معلومات المخابرات الأمريكية التي أشارت إلى استهداف العاصمة كييف.
وجاءت تصريحات بايدن عقب اجتماع هاتفي، استمر 45 دقيقة، عقده مع قادة كندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبولندا ورومانيا وحلف الناتو والمفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي لبحث “احتمالية استمرار العدوان الروسي على أوكرانيا”.
وتقدر الولايات المتحدة التي تخشى غزوا لأوكرانيا “في الأيام المقبلة” أن هناك ما بين 169 ألفا و190 ألف جندي روسي محتشدون “في أوكرانيا وبالقرب منها”.. فيما تنفي روسيا أنها تخطط للغزو.
وقد أعرب القادة، خلال الاجتماع عن “قلقهم العميق إزاء استمرار حشد القوات الروسية، وكرروا دعمهم القوي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وناقشوا أهمية تقديم المزيد من المساعدة الاقتصادية لأوكرانيا”.
كما تعهدت المجموعة بمواصلة المساعي الدبلوماسية والجهود المبذولة “لضمان الدفاع والأمن في الجناح الشرقي للناتو”.
وفي خطابه المتلفز من البيت الأبيض، قال بايدن إن الولايات المتحدة لديها “سبب للاعتقاد” بأن القوات الروسية “تخطط وتعتزم مهاجمة أوكرانيا في الأيام المقبلة”.
وأضاف “حتى هذه اللحظة أنا مقتنع بأن بوتين اتخذ قرار الغزو”، على الرغم من أنه في السابق قال وكبار مسؤوليه إنهم لا يعرفون ما إذا كان هذا هو الحال.
لكنه قال إن بإمكان روسيا “أن تختار الدبلوماسية” وأنه “لم يفت الأوان بعد للتهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات”.
وألمحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحه الأخير لم يذكر ولو بكلمة وضع السكان المدنيين في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
وكتبت زاخاروفا في قناتها على موقع “تلغرام”، تعليقا على تصريحات الرئيس الأمريكي عن الوضع في أوكرانيا، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، “الأمر الأفظع هو أنه لم تكن هناك ولا كلمة واحدة عن الوضع الحقيقي للسكان المدنيين في دونباس، كأنه لا يوجد أناس هناك ولا توجد لديهم مشاكل”.
وأضافت أنه: “كان عليه أن يضيف أن روسيا اقتربت من حدود الناتو بشكل خطير”.
وكان بايدن قد اتهم في كلمته “جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين” المعلنتين من طرف واحد بشرق أوكرانيا بانتهاك نظام وقف إطلاق النار في دونباس.
وأعرب بايدن أيضا عن اعتقاده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر “شن هجوم” على أوكرانيا، محذرا روسيا من فرض عقوبات عليها.
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية، روسيا بالتحضير لهجوم عسكري ضد أوكرانيا، وهو ما نفته الأخيرة في مناسبات عدة، معتبرة، أن الاتهامات ذريعة لزيادة الحضور العسكري لحلف شمال الأطلسي “ناتو” على حدودها.
من جهة ثانية، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشأن الهجوم الروسي المزعوم على أوكرانيا دليل على فشل جهاز المخابرات الأمريكية.
وكتبت زاخاروفا في على موقع تلغرام: “تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والسكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي والمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس وبقية فريق الدعاية بشأن غزو روسي وشيك لأوكرانيا تشهد على فشل المخابرات الأمريكية”.
وكانت زاخاروفا قد سخرت في وقت سابق من تقارير وسائل الإعلام الغربية التي حددت موعداً للغزو الروسي المزعوم ضد أوكرانيا وقالت: “نرجو من وسائل التضليل الإعلامي الأمريكية والبريطانية مثل بلومبيرغ ونيويورك تايمز وذا صن وغيرها نشر جدول الغزوات الروسية لهذا العام”.
وكانت عدة وسائل إعلام غربية قد روجت لكذبة “الغزو الروسي الوشيك” لأوكرانيا وحددت بعضها ساعة الصفر يوم الـ 15 وبعضها الأخر يوم الـ 16 من فبراير الجاري وبعد انتهاء المدتين استمرت بتوقع الهجوم خلال الأيام القادمة.
وفي سياق متصل كشفت زاخاروفا أن الدول الغربية في الوقت الراهن تعرض على روسيا التفاوض حول مواضيع كانت هذه الدول نفسها ترفضها قبل عام فقط.
وقالت زاخاروفا في حديث لقناة “إن تي في” الروسية: “اليوم نتلقى منهم إجابات وهم يتسابقون في طرح مقترحات ليس فقط لعقد لقاءات بل ولإعادة إطلاق مختلف الصيغ التفاوضية”.
وأشارت إلى أنه قبل عام فقط كانت الدول الغربية ترفض المفاوضات مع روسيا.
وفي بيان منفصل تعليقاً على نتائج اجتماع حلف الناتو على مستوى وزراء الدفاع أكدت زاخاروفا أن “الأوضاع العسكرية والسياسية في أوروبا تستمر بالتدهور وأن المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية التي لم نتلق من الحلف ردوداً واضحة عليها تهدف إلى تصحيح هذا الوضع”.
وأضافت: “سنصر على تخلي الناتو عن سياسة التوسع الاستفزازية وعدم نشر أسلحة هجومية تمثل تهديداً لنا بالقرب من حدودنا وعودة تمركز قوات الحلف إلى المواقع التي كانت فيها عام 1997م.”.