الملف الاقتصادي يتطلب اهتمام أكبر والناس في انتظار تحسن أوضاعهم المعيشية



رئيس مؤسسة المهاجر للدراسات مندعي ديان لـ» الثورة« :
تفكيك مراكز النفوذ وتقليص الخطورة التي هددت اليمن

هادي الرئيس الوحيد الذي انتهج الحياد والتوافق في إدارة الحوار

لعب دوراٍ كبيراٍ في خلق التوازن المطلوب بين جميع الأطراف وحسم مؤتمر الحوار الوطني وحاول الاقتراب كثيراٍ من القضية الجنوبية

الملف الاقتصادي يتطلب اهتمام أكبر والناس في انتظار تحسن أوضاعهم المعيشية

اليمن في مفترق طرق والفجوة لاتزال شاسعة بين ماهو نظري والواقع

حاوره / محمد راجح

يرى الباحث والخبير مندعي عبدربه ديان رئيس مؤسسة المهاجر للدراسات ان الرئيس هادي كان أداؤه مميزا خلال الفترة الانتقالية الماضية وحقق أربعة انجازات رئيسية لكن ملف الفساد والاختلالات الإدارية استعصت عن الحل.
وعدد في حديث خص به «الثورة» هذه الانجازات الاستراتيجية الأربعة والتي تتمثل بتفكيك مراكز النفوذ وتقليص الخطورة التي هددت اليمن ولعب دوراٍ كبيراٍ في خلق التوازن المطلوب بين جميع الأطراف وحسم مؤتمر الحوار الوطني وحاول الاقتراب كثيرا من القضية الجنوبية.
لكن وفقا لمندعي فإن الملف الاقتصادي يتطلب اهتماماٍ اكبر والناس في انتظار تحسن أوضاعهم المعيشية لافتاٍ الى أن الفساد بدد الجهود التنموية بالإضافة إلى أن أغلب المرافق المالية والإدارية تعمل بدون ضوابط.
وتطرق الى ان نقطة هامة في هذا الجانب وهي أن اليمن في مفترق طرق والفجوة لاتزال شاسعة بين ما هو نظري والواقع بالإضافة الى العديد من القضايا الأخرى الخاصة بالمرحلة الانتقالية والتي شخصها بتحليل ورؤية عميقة يمكن متابعة كل ذلك في الحوار التالي :

* من خلال تقييم المرحلة الانتقالية الماضية نجد أن الرئيس ورث تركة ثقيلة والحكومة أيضاٍ أضافت أعباء لأنها لم تساعده برأيك كيف تجد أداء الرئيس بالنظر لمثل هذه التحديات والصعوبات ¿
الرئيس عبدربه منصور هادي يعد قائداٍ تاريخياٍ لأنه تحمل المسؤولية في ظروف صعبة ومعروف أن لكل قائد كوابح في نظامه وأهم الكوابح كما أسلف كان الفساد والجهاز الإداري الذي لم يساعده على الإطلاق وحتى المعالجات والتعينيات كانت عشوائية ولم تعالج هذه الاختلالات مختلف الأجهزة الإدارية والمالية للدولة كانت تتطلب كوادر قوية تستطيع التعامل مع ظروف وتحديات المرحلة الراهنة .
طبعا الرئيس هادي كان اداؤة خلال الفترة الماضية جيدا ومميزا استطاع خلق التوازن المطلوب بين جميع الأطراف هذه أولاٍ ثانيا حاول الاقتراب كثيراٍ إلى أكثر من النصف في القضية الجنوبية ثالثا أستطاع أن يفقد مراكز القوى السيطرة طبعا البلد كانت مراكز تتحكم في كل شيء والعبث بكل مقدرات البلد رابعا لعب الرئيس هادي دور كبيراٍ في حسم في مؤتمر الحوار الوطني على الرغم من أن المؤتمر تم على الطريقة الاشتراكية وهي أنك تضع الأهداف بعدين تقدمها للمتحاورين ليصوتوا ويوافقوا عليها وهذه الطريقة طبعا ساهمت في انجاح المؤتمر والا لكان الفشل مصيره الرئيس هادي كان له دوراٍ يحسب له في تقليص مراكز النفوذ وهذه مراكز معروفة للجميع وبالطبع لم يكن ينتظر احد إن يبيدهم بل تقليص نفوذهم وفعلا نجح في ذلك وكما قلت واجه الرئيس صعوبة في ملف الفساد وكان المطلوب توصيف الكادر الإداري أضف إلى ذلك التركيز على الجانب العسكري أكثر من المدني لكن كان له دور في تقليص الخطورة التي كانت عليها البلد وهددت الوضع بشكل عام من خلال الحد من مراكز القوى والنفوذ وتقليصها وتشتيتها ايضا يحسب للرئيس هادي انه لم يقمع احد فتح المجال للحريات ولم يقمع أي طرف الجميع يعبر عن رأيه وموقفة بحرية تامة من الجنوبين والحوثين وغيرهم بدون قمع طبعا انك تفكك القوى القديمة هذا ليس بالأمر السهل ايضا الحصول على دعم عربي ودولي هذا انجاز كبير .

اتجاه
* هل اليمن يسير نحو المستقبل ¿
– يجب أن نفرق بين الواقع والنظري وألاقوال والأفعال يعني على الصعيد النظري تم وضع مستقبل اليمن لكن الأفكار ليست واضحة وهناك تضاربات في مخرجات الحوار كانت هناك قضايا معقدة مثل القضية الجنوبية وقضية صعدة وشكل الدولة وكان هناك توافق في الرؤى المتعددة ورغم ذلك وبغض النظر عن مستوى حسمه لمثل هذه القضايا يعد المؤتمر من الناحية التاريخية انجازاٍ كبيراٍ وهو خطوة متقدمة .
اعتقد أن اليمن في مفترق طرق لأن هناك فجوة بين ما هو نظري والواقع الرئيس عبدربه قام بدور تاريخي في أنه قبل بمهمة صعبة في قيادة البلاد وعمل في التوفيق بين مختلف الجهات والتقليل من حدة القضية الجنوبية أيضا نجح في إدارة التوازن بين مراكز القوى التي كانت تريد إبادة بعضها البعض .

ملف صعب
* ما أهم الصعوبات التي وقفت حجر عثرة في مسار التغيير وشكلت عبئاٍ كبيراٍ على القيادة السياسية ¿
الرئيس واجه ملفاٍ هاماٍ وهو الفساد والذي يعد اصعب ملف استعصى على الحل التركة طبعا كانت ثقيلة وزادت حدتها العامين الماضيين إذا ما علمنا أن منظمة الشفافية العالمية شطبت اسم اليمن قبل ثلاثة أشهر بسبب تضارب أرقام إنتاج النفط نحن سابع دولة الأكثر فسادا في العالم وبالطبع إذا نظرنا إلى السبب سنجد ضعف الجهاز الإداري والأجهزة الرقابية المختصة بمكافحة الفساد حيث مع الاسف لم يتم وضع قيادات مناسبة لهذه الأجهزة الإدارية الهامة تستطيع مواجهة الصدمات انظر مثلا الى لجنة مكافحة غسيل الأموال لم تستطع طوال العامين الماضيين الحد من تهريب الأموال إلى الخارج بشكل كبير هناك أرقام كبيرة للأموال المهربة إلى الخارج والتي تتجاوز 70 مليار دولار تهريب الأموال جريمة بحق الشعب اليمني وحتى الاوروبيين والأمريكيين عارفين هذا الأمر الخطير وكيف تتدفق الاموال باتجاههم ولكنهم ساكتين أي أن جهاز الرقابة مشلول وأجهزة مكافحة الفساد غير قادرة على المواجهة ولهذا الفساد وقف عقبة امام الرئيس هادي والفساد أكبر مصيبة في البلد وخطرة كبير وهو الذي دمر البلاد .

الاقتصاد
كيف تقيم الأداء الاقتصادي وهل تم توظيف هذا الدعم والحشد الدولي لصالح التنمية ¿
– الملف الاقتصادي لا يعتبر مهماٍ بالنسبة لفترة الحكم الماضية لأن المرحلة كانت صعبة وهناك ملفات أخرى أخذت حيزاٍ أكبر طبعا من المفترض لعب دور رئيسي في التنمية الاقتصادية لأن المشكلة الأساسية هي معيشية وهنا ينبغي إتاحة الفرصة للمهاجرين ورؤوس الأموال المهاجرة للاستثمار في البلد لكن المشكلة وجود صعوبات كبيرة تحد من استغلال هذا الدور الحيوي الذي يمكن المساهمة في التنمية الاقتصادية وعلى الرئيس هادي التركيز على هذا الجانب خلال الفترة القادمة هناك لا تزال قوى داخلية تعيق البناء الاقتصادي وتكبح حركة الاستثمار أيضاٍ الحكومة لم تساعد الرئيس كثيراٍ في هذا الجانب ومختلف الجوانب الأخرى السبب بالطبع التقاسم الذي طغى على تشكيلها ومعروف أن كل الحكومات التي بنيت على هذا الأساس في تاريخ اليمن لم تنجح على الإطلاق ينبغي أن يكون للحكومة أهداف وطنية محددة وفي السلوك يجب ان يكون هناك عمل لتحقيق هذه الأهداف لكن ما هو حاصل أن كل طرف يجيب أصحابه وإذا استمر هذا الوضع سيكون هناك صراع ينمو بشكل تدريجي وممكن يصل لدرجة خطيرة لا يحمد عقباها.

اختلالات
* هل سارت عملية التغيير في ثبات وخصوصا في الجانب التنموي وحققت نتائج ملموسة ¿

– التغييرات تختلف من مكان إلى آخر في سرعتها وتأثيرها طبعا لا يمكن أن نلوم الرئيس هادي على الجوانب الاقتصادية في ظرف عامين لأن الملف الاقتصادي يحتاج لدورة كاملة لا تقل عن 7 سنوات طبعا لو أخذ ملف مكافحة الفساد والجهاز الإداري حيزاٍ اكبر من الاهتمام الواسع سينعكس بالطبع ذلك على الجانب الاقتصادي لأن الفساد يحجم الاقتصاد لأنه يبدد الموارد وانظر لحالات كثيرة في هذا الجانب بالإضافة إلى التهرب الضريبي والجمركي بنسب كبيرة والاهتمام بتنمية الموارد بتأكيد سينتعش الاقتصاد أضف إلى ذلك اغلب المرافق المالية والادارية تعمل بدون ضوابط وهذا أمر ينبغي الوقوف أمامه بحزم لتلافي خطورته طبعا هناك تحسن طفيف في بعض الجوانب في هذا الخصوص لكن لابد من مضاعفة الجهود لمواجهة المحسوبية والاختلالات المالية والإدارية .

قد يعجبك ايضا