” الفدائي” الذي أنقذ حياة شعب وأمل أمة

كانت رياح الربيع العربي بالنسبة للنظام السياسي في اليمن بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
مطلع العام 2011م ومع هبوب.. الربيع” القادم من الشمال الأفريقي في تونس ومصر وليبيا كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن في غاية السوء.. غضب شعبي متصاعد في الجنوب ونقمة متزايدة في الشمال وصراعات دامية في شمال الشمال وتنامي نفوذ ونشاط الجماعات الإرهابية المتطرفة التي وجدت في كل ذلك مناخا ملائما لتنفيذ مخططاتها الظلامية وانسداد أفق الحوار(الهش) بين فرقاء السياسة وتزايد الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في عموم أرجاء الوطن.. كل ذلك جعل البلاد أمام سيناريوهات مرعبة وبات انهيار الدولة أمرا محتوما.. وسط هذه الظروف المعقدة والشائكة وتأكيدا لحقيقة أن العظماء يولدون من رحم الخطوب والشدائد سطع نجم هادي في سماء اليمن الملبدة بالأزمات والمشكلات المستعصية التي منها ما هو واقعي وأكثرها تلك الناجمة عن أخطاء وتجاوزات عقود من الزمن.
وجد الرئيس عبدربه منصور هادي نفسه مجبرا على مجابهة التحدي وتلبية نداء الضمير الوطني الذي وجد فيه الأنسب والأكفأ لقيادة مسيرة الوطن الكبرى في هذا الظرف الاستثنائي البالغ الخطورة والحساسية وإذا به يخوض المعركة الأهم في تاريخ اليمن المعاصر في مهمة اعتبرها الكثير من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن السياسي في اليمن بأنها مهمة فدائية ولا يقبل بها إلا فدائي من طراز رفيع.
مؤهلات الرئيس هادي وقدراته القيادية الفذة وخبرته الطويلة في إدارة الشئون السياسية والعسكرية , إضافة إلى ما يتسم به من صرامة إدارية ونبذ للفساد وانحياز دائم لجماهير الشعب جعلته محط أنظار الجماهير اليمنية واهتمام المجتمع الدولي الذي رأى فيه الرجل الوحيد القادر على قيادة اليمن في هذا الظرف العسير والخروج به من دائرة المخاطر المحدقة التي تتربص بالوطن وأبنائه إلى آفاق السلام والتطور فكان التوافق والوفاق والإجماع الشعبي غير المسبوق لتوليه السلطة التي لم تعد مغرية بعد أن فقدت بريقها وصارت مكانا يزهد فيه الجميع نظرا للمنغصات والملمات التي تحيطها.
جاء الرئيس عبدربه منصور هادي الفضلي الذي ولد مطلع سبتمبر من العام 1945م في قرية ذكين بمديرية الوضيع بمحافظة أبين والذي ينتمي إلى قبيلة آل مارم الفضيلية وهي من قبائل اليمن المشهورة التي خرج منها الكثير من القادة السياسيين والعسكريين قبل وبعد الوحدة.. جاء إلى السلطة إثر انتخابات 21 فبراير من العام 2012م والتي خاضها مرشحا للتوافق الوطني والإجماع الشعبي وإذا به مناطا بإنجاز استحقاقات وطنية هي الأبرز والأهم في التاريخ اليمني المعاصر..
وعلى الرغم من الصعوبات الجمة وجسامة المسئوليات والمهام فقد أنجز الرئيس هادي خلال العامين الماضيين حملة من الإنجازات التاريخية التي جعلت من اليمن يخرج من بوتقة المحن والصراعات ويباشر في وضع أسس ومداميك الدولة المدنية الحديثة القائمة على مبادئ الحكم الرشيد المرتكز على مفاهيم العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة والسلطة.
كما استطاع الرئيس هادي بكفاءة وحنكة مشهودة وهو الذي درس العلوم العسكرية العليا في جامعات بريطانية وروسية ومصرية من توحيد الجيش والأمن وإنهاء الانقسام في المؤسسة العسكرية والأمنية والتي كانت بمثابة التحدي الأكبر في إنجاز استحقاقات التسوية السياسية التاريخية.. كما أن هادي الذي نال درجة الأركان من جمهورية روسيا الاتحادية عن كتابه ” الدفاع في إستراتيجية الحرب” من إلحاق هزيمة نكراء بتنظيم القاعدة الإرهابي الذي استطاعت عناصره السيطرة على أبين جنوب الوطن وعدد من المناطق أثناء أحداث العام 2011م ووأد مشروعها المزعوم بإقامة الإمارة الإسلامية قبل أن يتشتت شملها في مختلف مناطق البلاد وباتت تقدم على عمليات إرهابية طائشة هنا وهناك كردة فعل انتقامية على هزيمتها المذلة في أبين وغيرها من المناطق.
ويحسب للرئيس هادي الذي تقلد عددا من المناصب القيادية في المجالين السياسي والعسكري في جنوب اليمن قبل الوحدة وفي الجمهورية اليمنية بعدها بأنه باني الوفاق والتوافق والإجماع الوطني وقيادة التحول بثبات وتأن ورؤية ثاقبة كانت وما تزال محل إعجاب المواطنين المتطلعين إلى المستقبل الأفضل وثناء المجتمع الدولي.
ويمضي الرئيس هادي الذي حصل على العديد من الأوسمة طيلة خدمته الوطنية ومنها وسام الوحدة 22 مايو ووسام الاستقلال 30 نوفمبر ووسام الإخلاص بثقة ودعم شعبي غير مسبوق في إنجاز استحقاقات مرحلة هي الأهم في تاريخ اليمن واليمنيين.

قد يعجبك ايضا