الدور البريطاني في العدوان على اليمن
عميد ركن/فضل الضلعي
المملكة المتحدة…بريطانيا العظمى…الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس من انجلترا إلى أمريكا وكندا إلى أستراليا.. ومن الهند إلى عدن اليمن و مصر والسودان..و..و.. تاريخ مفعم بالمؤامرات وجرائم الإبادة الجماعية.
غزت وتوسعت واجتاحت قارات ودمرت بلداناً وأبادت شعوباً بأكملها..
اجتاحت قارة أمريكا الشمالية وأبادت شعوبها وارتكبت مذابح جماعية لم تحدث في تاريخ البشرية من قبل، وأقامت على أنقاض تلك الشعوب ما تسمى اليوم الولايات المتحدة الأمريكية ودولة كندا التي لاتزال إلى اليوم تحت التاج البريطاني، واجتاحت أستراليا وشنت حرب إبادة جماعية أكثر فظاعة ودموية ضد السكان الأصليين وقامت بتوطين الأوروبيين فوق أشلاء وجثث تلك الشعوب.. هذا جزء بسيط من التاريخ الإنساني لبريطانيا (العظمى)..!
ونحن لا ننسى أن بريطانيا هي من عمّق تقسيم الوطن العربي وتجزئته بالتعاون مع الاحتلال الفرنسي وأقامت حدوداً مصطنعة غير مستقرة قابلة للاشتعال في أي وقت وأنشأت كيانات جديدة ودويلات وظيفية (مثل مملكة بني سعود والأردن ودويلات الخليج الأخرى التي لم يكن لها كيان قبل الاحتلال البريطاني)، لخدمة مصالحها ومصالح حلفائها وحماية لصنيعتها (إسرائيل)على المدى البعيد..
وبريطانيا، هي الأم الفعلية للإرهاب والحركات الهدامة، فهي عراب ومؤسس الحركة الوهابية والفكر الوهابي الشاذ الذي جعلت منه سلاحاً فكرياً لهدم العقيدة أكثر من كونه أداة لقتل المسلمين باسم الإسلام، سلاحاً فكرياً يهدم الإسلام من داخله…
وبريطانيا هي بلد منشأ الماسونية العالمية ومركزها.. وهي من تبنى الحركات الصهيونية واغتصب فلسطين وسلّمها للعصابات الصهيونية لإقامة كيانهم المسمى (إسرائيل)..
وبريطانيا هي من قسّم اليمن إلى شطرين شمالي وجنوبي – باتفاق مع المحتل التركي عام1915م – وقامت بتقسيم الجنوب اليمني إلى سلطنات ومشيخات متصارعة على قاعدة نظريتها الشهيرة (فرق تسد)، وأنشأت من مليشيات تلك السلطنات والمشيخات المتنافرة ما سمي بالجيش الاتحادي الذي لا يجمعه سوى العمالة والولاء للبريطاني..
وبريطانيا تحتضن مركز إدارة الحروب والأزمات الدولية..!!!
مما سبق نجد أن أغلب دول تحالف العدوان على اليمن هي دول مصطنعة، وأن بريطانيا هي من أوجدها على الخارطة الجيوسياسية ابتداءً من الولايات المتحدة الأمريكية التي أقامتها على جثث الملايين من السكان الأصليين لأمريكا الشمالية، وأهدتها إلى ربيبتها وصنيعتها (إسرائيل) وصولا إلى الدول والدويلات الوظيفية (السعودية والإمارات) وغيرهما.
والمتابع لمراحل العدوان على اليمن – وتاريخ بريطانيا في احتلال الشعوب يرى بصماتها واضحة في العدوان وفي كل الجرائم والانتهاكات وسياسة التجزئة وتقسيم المقسم وتدمير التركيبة المجتمعية والسلم الاجتماعي، وإنشاء العديد من المليشيات المتصارعة في ما بينها على أسس جهوية ومناطقية لا تختلف عن مشيخاتها وسلطناتها السابقة وجيشها الاتحادي، وإن كانت بمسميات أخرى..
ما تقوم به الدويلة الوظيفية (الإمارات) في الساحل اليمني والجزر اليمنية والجنوب اليمني يتم بتخطيط وإدارة بريطانية، فبريطانيا هي عراب الغزو والاحتلال والأب الروحي لتحالف العدوان على اليمن.