يحتفل اليمنيون كل عام بحلول أول جمعة في شهر رجب ويعتبرونها عيداً يضاهي عيدي الفطر والأضحى كجزء من هويتهم الإيمانية .
جمعة رجب هي أول جمعة صلاها اليمنيون بعد دخولهم الإسلام عندما أرسل النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الإمام علي بن أبي طالب (ع) إلى اليمن لدعوة اليمنيين إلى الإسلام .
وفي هذا خصوصية حيث خص النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله اليمنيين بالإمام علي (ع) وكرمهم بهذه الشخصية العظيمة فأدركوا أن اختيار الإمام علي (ع) لهذه المهمة تمثل تقديراً لهم .
جمعة رجب كانت في السنة الثامنة للهجرة واعتُبرت تاريخاً لعيد مجيد يتكرر كل عام منذ ألف وأربعمائة و35 عاماً .
استجاب اليمنيون للدعوة سلماً دون حرب أو نفاق فانغرس الحب اليماني في الوجدان النبوي الأكرم فقال ((أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية. )) وفي رواية (( والفقه يمان )) ونزل الوحي بسورة النصر ﴿ إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ . وَرَأَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللَّهِ أَفواجًا . فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا ﴾ سورة النصر .
وقد رُوي أن الإمام علي (ع) عندما وصل إلى صنعاء قام خطيباً في قبائل همدان واجتمعوا حوله في المكان المسمى اليوم سوق الحلقة بصنعاء القديمة وفيه تمت عمارة جامع باسمه فتأثروا بخطبته وأسلموا وأسلمت همدان عن بكرة أبيها في يوم واحد .
عند ذلك كتب الإمام إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بإسلامهم فخرّ عليه وآله أفضل الصلاة والسلام ساجداً ، ثم رفع رأسه وقال ((السلام على همدان ، السلام على همدان )) .
ألقِ السلامَ على همدانَ يا رَجَبُ
في جمعةٍ هَطَلتْ بالرحمةِ السحبُ
في جمعةٍ ووفودُ الخيرِ تحْمِلُها
بُشْرى الهدى ووَلِيُّ اللهِ يختطب
هم الذين قال عنهم أمير المؤمنين (ع) :
ولو كنت بواباً على باب جنةٍ
لقلت لهمدان ادخلوا بسلامِ
اليمنيون باحتفالهم بجمعة رجب يُعبِّرون عن حمدهم وشكرهم لله على نعمة الإسلام بمظاهر متعددة أبرزها :
الفرح والمرح، لبس جديد الثياب، التوسعة على الأهل والأولاد، صلة الأرحام والتزاور في البيوت وتبادل الهدايا، اختضاب النساء والفتيات بالحناء والنقش، ذبح الذبائح وتوزيعها على الفقراء والأرحام، إقامة الولائم وإحياء المناسبة بالاحتفالات الدينية والإنشادية في المساجد والمقايل والصالات وغيرها .
إنه يوم من أيام المباركة في الذاكرة اليمنية الموحدة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ الحج 77 .
مثَّل اليمنيون للنبي صلوات الله عليه وعلى آله الحاضنة الشعبية والعسكرية والدعوية للإسلام وقد بذلت الوهابية كل جهدها لوأد هويتنا ومنها جمعة رجب مستخدمة المال والقوة والسياسة والنفوذ فعجزوا واندحروا وانفضحوا .
عيد مبارك وكل عام وأنتم جنود الله .