مبعوث رسول الله الإمام علي -عليه السلام- دخل على يده اليمنيون الإسلام واستجابوا للدعوة فَخر ساجداً
يمنيات يعتبرنه عيدهنَ الثالث: جمعة رجب ..يوم تتويج اليمنيين بالهوّية الإيمانية
يلبس الناس الجديد ويزورون الأرحام وتقام مجالس الذكر والتسبيح فهو يوم عيد بالنسبة لليمنيين
ظلت اليمنيات يحيين هذه المناسبة العظيمة كمناسبة عيدية يفرحن بها
الجمعة الأولى من شهر رجب الأغرّ هي يوم يتفرد به أهل اليمن دوناً عن سائر الأمة الإسلامية بالاحتفال فيه كونها مناسبة تخصهم لوحدهم لأنها اليوم الذي دخل فيه أهل اليمن الإسلام جماعات وأفرادا بعد مجيء الإمام “علي عليه السلام” كمبعوث إليهم من “رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله” حاملاً إليه رسالته التي ما إن قرأها إلا وأسلم الجميع .
ولذا فاليمنيون يعتبرون هذا اليوم عيداً ثالثاً يحتفلون به ويلبسون الجديد ويزورون الأرحام ويقيمون فيه مجالس الذكر والتسبيح!!
إلى أن غزى الفكر الوهابي بعض العقول والذي حاولوا به تبديع الاحتفال بهذه المناسبة وغيرها من المناسبات الدينية وهم بذلك انما كانوا يعملون على محو كل ما له ارتباط بالهوية الإيمانية ويلغون أيةّ مناسبة من شأنها أن تحيي في النفوس الروحية الإيمانية وترقّع ما أحدثته العلمانية والهويات الجديدة من خروق في القلوب الباحثة عن ما ينجيها من شرور تحاك ضدها وترديها ولكن بفضل الله بفضل أعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام هانحن نعود للاحتفال بهذه المناسبة التي تمثل يوم تتويج لنا بالهوية الإيمانية وفيها نجدد الولاء لله ورسوله ولأعلام الهدى بأننا أحفاد الأنصار وأننا اليمانيون الأرق قلوباً والألين أفئدة ولن نحيد عن سبيل الحق ونور الإسلام مهما عصفت بنا الأحداث!!
لقاءات حول هذه المناسبة في استطلاع أجراه المركز الإعلامي التابع للهيئة النسائية – مكتب الأمانة مع عدد من حرائر اليمن.. اليكم التفاصيل:
الأسرة /خاص
الناشطة الإعلامية دينا الرميمة تقول:ُ الآباء والأجدادُ يقولون عن جمعة رجب إنها كانت تعد بمثابة عيد ثالث يضاف إلى قائمة أعيادهم الدينية (عيد الفطر وعيد الأضحى)، فكانوا فيها يحتفلون وَيلبسون الجديد ويزورون الأرحام وتقام فيه مجالس الذكر والتسبيح.
باعتبار أن هذا اليوم مَنّ الله فيه على أهل اليمن بأفضل نِعمة وهي نعمة الإسلام حين دخلوا في دينه على يد مبعوث النبي إليهم الإمام “علي عليه السلام” فاستجابوا لدعوة النبي الكريم الذي لم يجد ما يمنحه لهم من شدة فرحه بإسلامهم إلا أن خرّ ساجداً ثم قال (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية).
وأضافت الرميمة: فكانت تلك منحة عظيمة لأهل اليمن أن توَّجـهم بالهُـوِيَّة الإيمانية والتي بالفعل حملها اليمنيون كأفضل ما يجب، وكان لهم دورُهم البارزُ في تأسيس الدولة الإسلامية ابتداءً من مبايعة الأوس والخزرج للنبي في بيعتَي العقبة الأولى والثانية ومن ثم احتضانهم للرسالة في المدينة المنورة، إضافة إلى أن إسلام أهل اليمن كافة في وقت كان نبي الإسلام بأشد الحاجة إلى مناصرين فاشتد عضدُ الإسلام بهم وكانوا مع النبي في كُـلّ معاركه ضد الكفر حتى اتسعت رقعة الإسلام في كُـلّ أصقاع الأرض.
إحياؤها موروث ديني
وأكدت الرميمة في حديثها أن اليمنيين ظلوا يحيون ذكرى إسلامهم كموروث ديني وعقائدي حتى جاءت فترة من الزمن لوحظ فيها غيابُ إحياء هذه المناسبة وغيرها من المناسبات الدينية، وهذا بلا شك لم يكن محظ صدفة أَو سهو منهم وإنما كان أمراً مخطّطا له من قبل الوهَّـابية التي بدّعت وجرّمت كُـلّ من يحيي المناسبات الدينية!!
ونوهت دينا الرميمة بأنه سرعان ما تدارك اليمنيون ذلك بفضل من الله وبفضل أعلام الهدى من آل البيت وعلى رأسهم السيد “حسين سلام ربي عليه”، حَيثُ كان له الدور البارز في استنقاذ هُـوِيَّتنا الإيمانية بل لإنقاذنا نحن من بين براثن الهُـوِيَّات الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي ومن خطر العلمانية، ومن ثم جاء دور “السيد عبدالملك الحوثي” الذي جسد الهُـوِيَّة الإيمانية بكل معانيها ولا يزال في كُـلّ محاضراته وَخطاباته مذكراً بها مجدّدًا وممحصاً لها من الشوائب التي رانت على قلوبنا، وبفيض من كلماته التي تجدد الروح الإيمانية في خوالج صدورنا، وأشارت دينا إلى أن ذلك قد تجسد فينا من خلال واقعنا الذي نعيشه طيلة ست سنوات من العدوان على اليمن كيف انطلقت الروح الجهادية بين أوساط اليمنيين دفاعاً عن دينهم وعرضهم وعن أرضهم بكل تضحية وإباء وثقة بما عند الله من نعيم لا ينفد وبالرغم مما دخل به العدوّ من قوة حشد لها من كُـلّ بقاع الأرض سلاحاً وجنداً إلا أن اليمنيين كانوا لها بالمرصاد بقوة إيمانهم فخارت قوى العدوّ وها هو حشده راكع تحت أقدامهم.
الهوية الإيمانية
الإعلامية ابتهال أبو طالب تحدثنا قائلة : المناسبات الدينية لها دور كبير في تعميق الهوية الإيمانية، وتثبيت القيم الإنسانية الأصيلة، إن اليمنيين في كلٌّ مناسبة حاضرون وواعون وعالمون بالهدف والغاية من كل مناسبة، فأجلى مناسبة _لها رؤية واضحة في عمق ارتباط اليمنيين بالله ورسوله وولائهم الصادق للدين الإسلامي _ هي ذكرى أول جمعة من شهر رجب، ذكرى لم ولن ينساها اليمني المؤمن ما بقي حيًا، لمَ لا وهي البطاقة الإيمانية لشعب والى ونصر وأيّد الرسول مُنذ بدايات الدعوة الإسلامية.
وأشارت ابتهال إلى أن ذكرى الجمعة الأولى من شهر رجب شرف وعزةٌ ووسام يفخر به كل يمني على مر الأزمان، إنها فضل ومنحة من الله قال تعالى:(قُل بِفَضلِ ٱللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَ ٰلِكَ فَلیَفرَحُوا هُوَ خَیر مِّمَّا یَجمَعُونَ) وتقول انه في ذاك اليوم دخل أهل اليمن الإسلام رغبةً وحبًا، طاعةً وولاءً لرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وملبين ومتولين له ولمدينة علمه- الإمام علي عليه السلام-.
وتؤكد أبو طالب على أن إحياء هذه المناسبة دليل على أن شعب اليمن لن يذل ولن يستكين للطواغيت وأتباعهم ولن ينجر لمؤامراتهم المُستهدِّفة للدين بقيمه وتعاليمه.
وأضافت: فعندما أبلغ الإمام علي عليه السلام رسول الله بإسلام أهل اليمن، خرّ رسول الله صلوات الله عليه وآله ساجداً مادحًا أول قبيلة دخلت الإسلام -قبيلة همدان-،قائلًا: السلام على همدان.. وتلا ذلك بكلمات وُثِقت كقوله- صلوات الله عليه وآله-:”الإيمانُ يمانٍ والحكمةُ يمانية”.
وأوضحت ابتهال أبو طالب أنّ أهل اليمن هم السباقون للولاء لله ورسوله وأوردت بعض الأسر اليمنية التي كان لها السبق في الإسلام كأسرة ياسر العنسي التي لها دور مشهود، وما قاله صلوات الله عليه وآله في حال تعذيب قريش لها: ” صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة “.
وتستشهد ابتهال بإسلام الأوس والخزرج قائلة: ولنا مع قبيلتي الأوس والخزرج كلام لا يُمل سماعه المؤمن لعبق رائحته الإيمانية الأسطورية موقف سطره أشرف كتاب قال عز وجل:(وَٱلَّذِینَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلإِیمَـٰنَ مِن قَبلِهِم یُحِبُّونَ مَن هَاجَرَ إِلَیهِم وَلَا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِم حَاجَةمِّمَّا أُوتُوا وَیُؤثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم وَلَو كَانَ بِهِم خَصَاصَة)فكانت القبيلتان اليمنيتان هما المصدقتان بكل ماجاء به رسول الله- صلوات الله عليه وعلى آله-هذا الموقف المشرّف الذي كان مناقضًا لموقف قريش المستكبرة للحق وأهله.
وترى أبو طالب انه يكفي اليمنيون الأنصار شرفًا آنذاك قولهم لرسول الله عندما وجههم للخروج معه في معركة بدر ضد الكفار، قائلين له: “قد آمنا بك وصدقناك فامض يارسول الله فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، إنا لصبرٌ عند الحرب، صدقٌ عند اللقاء”.
أنصار اليوم أحفاد أنصار الأمس
وفي سياق حديثها أشارت ابتهال أبو طالب إلى أن هاهم الأنصار اليوم سائرون على مناول أجدادهم آنذاك ملبين ومتولين لحفيد رسول الله-السيد عبدالملك الحوثي- فنهج الأنصار اليوم هو نفسه نهج الأنصار في الماضي، نهج قول وفعل، فما نسمعه من الأنصار اليوم بقولهم: لو خضت يا سيدي البحر لخصناه معك.. هو نفس القول بالأمس إن ارتباط أهل اليمن آنذاك بالرسول وآل بيته، هو نفسه الارتباط اليوم، فالزمن يعيد نفسه ويسير على المنوال ذاته والطريقة عينها.
وحول اليمنيين الذين نصروا دين الله ورسوله ذكرت ابتهال أن هناك أسماء يمنية تلمع رونقًا في صفحات التاريخ وتشرق عزةً في ثنايا السطور، أسماء كان لأصحابها دور كبير في نشر الدين الإسلامي وتأييده ونصرة فكان لهم حضور جليّ في تلبية الدعوة في جمعة رجب من تلك الأسماء: الحارث الهمداني وأويس القرني وغيرهم.
ونوهت أبو طالب : بأنه يكفي اليمن عزًا ما قاله الإمام علي-عليه السلام- في قبيلة همدان: “يا معشر همدان أنتم درعي ورمحي، وما نُصرتُم إلا بالله ورسوله، وما أجبتم غيره”.
هويتنا الإيمانية
وحول محاولة أعداء اليمن طمس الهوية الايمانية قالت ابتهال أبو طالب في ختام حديثها: وفي ظل كل هذا التاريخ اليمني الحافل بالولاء الإيماني تسعى الأدوات التكفيرية والدمى الأمريكية الإسرائيلية لطمس تاريخ الولاء اليمني الإيماني، مُفبركين أقاويل كاذبة، وطامسين ذكريات أصيلة كذكرى جمعة رجب، ولاغرو في ذلك فهدفهم هدم القيم الإيمانية من شعب أحب الله ورسوله قولًا وعملا تطبيقًا وواقعًا وولاءً وحبًا، لكن هيهات لهم ذلك فالذكرى راسخة في العقل والوجدان وشذاها يعبق رائحة مدى الأزمان رغما عن كيد الطغاة وسعي الفاسدين.
ارتباط أزلي
بدورها الناشطة غادة حيدر تقول: هي يوم من أيام الله هي تلك الجمعة التي حبى الله فيها اليمنيون باستمرارية ارتباطهم الأزلي والمتجذر والمتأصل برسالته الإلهية السماوية على امتداد العصور وفي مختلف المراحل التي أرسل الله فيها الرسل وأنزل الكتب السماوية فجاءت البشارة فيها لرسول الله محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء وسيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقبول اليمنيين لمبعوث رسول الله الإمام علي عليه السلام وبالرسالة التي نقلها عن نبيهم وإعلانهم اعتناقهم للإسلام طوعا ومحبة واشتياقاً، وأضافت حيدر: من هنا توجت مصاديق الإيمان كله فغدت هذه الجمعة سيدة الأعياد فاتحة لكل فضل سابقة لكل فرحة جالبة لكل خير ..
وأشارت غادة في حديثها إلى انه وبهذه المناسبة كرم الرسول الأعظم اليمنيين بأعز وأقدس وأسمى وأشرف هوية وهي الهوية الإيمانية حيث قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية) وفي هذا تكريم عظيم وامتنان عميق وإشارة واضحة وجلية عن مدى عمق العلاقة والارتباط الصادق والحقيقي بين اليمنيين والرسالة الإلهية السماوية منذ الأزل إلى وقتنا الحاضر…
ونوهت : إلى أهمية إحياء هذه المناسبة تكمن في تأصيل وتعزيز الهوية الإيمانية اليمنية التي تعتبر مصدراً مهماً لبقاء الدين السماوي الإلهي المحمدي الأصيل بنقاوته وأصالته وحقيقته وقيمته لأن من آمن منذ اللحظة الأولى برسالة الله وبما جاء به مبعوث رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين هو يدرك بفطرته السليمة أهمية الارتباط بمثل هذه المناسبات والتي تحفظ للإسلام مكانته وموقعه بين مختلف الشعوب والأديان وتجسيدها في واقع الأمة والأجيال وبالتحديد في مراحل الشعب اليمني المتأخرة.
نعمة الإسلام
الناشطة خديجة الحجازي تقول : هذه المناسبة هي من أعز وأقدس الذكريات في ارتباط شعبنا بالإسلام العظيم وفيها كرّم الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم اليمنيين بعد دخولهم الإسلام حينما قال (الإيمان يمان والحكمة يمانية ).
وأضافت خديجة: أعطى الرسول الكريم خصوصية لأهل اليمن في إيمانهم على نحو راق وعلى مستوى عظيم وأنهم على نحو متميز في واقع الأمة وبين أوساط الأمة في انتمائهم الإيماني.
ونوهت خديجة بأن اليمن كان لها ميزة عند النبي الكريم حيث جعلها القبلة في حين عصف الفتن في الأرض فقال صلى الله عليه وآله وسلم (إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن فإنها مباركة), (عليكم باليمن إذا هاجت الفتن ،فإن قومه رحماء ، وإن أرضه مباركة ،وللعبادة فيه أجر عظيم).
(اللهم بارك لنا في يمننا اللهم بارك لنا في شامنا ) قالوا : وفي نجدنا ؟قال (هناك الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان ).
وأوضحت حجازي أن أهمية إحياء هذه المناسبة تكمن في الحفاظ على هويتنا الإيمانية الأصيلة وفي تجذير وترسيخ هذه الهوية لكل الأجيال الحاضرة والمستقبلية .
محاولة الوهابية طمس هذا اليوم العظيم من حياة أهل اليمن بهدف إبعادهم عن الإمام علي وأهل البيت عليهم السلام بشكل عام ومحوهم من الذاكرة ومن الوجدان.