ليست “الجنبية” فقط هي مناط تميُّز هامة اليمني،وهو يتمنطقها رمزا ثقافيا رجوليا مفعما بالدلالات التي يقرأها الآخرون كلٌّ على طريقته ووفق خلفيته الثقافية التي جاء منها..فسيماء الفرادة لدى اليمنيين تحفل بموجودات أخرى لها نفاستها التى لاتخفى ولاتبلى مهما تعاقبت عليها الأزمان.. واحدة من تلك النفائس اللامعة في صدر الهوية اليمنية،وفي واجهة حضور اليمنيين التاريخي والحضاري التليد،تتمثل في ماقلدهم رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله)به،وهو تلك القلادة أوالوسام الدُّري الثمين الخالد،بقوله:”الإيمان يمان والحكمة يمانية”.”.
وعلى ضوء ذلك يمكن النظر بكثير من الإعتبار والإجلال إلى الأدوار التي لعبها شعب الحكمة والإيمان في نصرة الحق وأهله،والتخندق،على الدوام وعبر التاريخ،في الصفوف الأولى لكل المواجهات مع الظالمين والطغاة والمعتدين ومناصبي الله وأوليائه العداء على امتداد الأزمنة والتواريخ..كما كان دائما مثالا حيا مضيئا وفريدا بين الشعوب والأمم،في الإباء وصلابة الوقوف في وجه كل قوة تهدد صفوَه الإيماني وكرامته أو تشكل خطرا ماسا بأي من حقوقه الأساسية ومقدساته وعيشه الكريم الحر على أرضه ، فكان على الدوام ذلك القويَّ وذا البأس الشديد في التصدي للمعتدين والغزاة،جاعلا من أرضه مقبرةً لهم ..وهذا ماصيغت على أساسه تلك المقولةُ التعريفية باليمن الذائعة الصيت (مقبرة الغزاة)..
جمعة رجب التي تستأهل أن نسميها”عيداً”، هي ذكرى مولد روح شعب الإيمان والحكمة وهويته الإيمانية،حين دخل بنوه في ذلك اليوم الفارق الأغر،في دين الله أفواجا،بعد أن خالجت أولى قطرات غيث الهَدي الإلهي الخاتِم لرسالات الله أرواحَهم العطشى لمعين سلسبيله ونوره،برسالة نبوية حملها فتى الإسلام وفدائيُّه الأول علي بن أبي طالب(ع)، فعلت فعلها الجذري المدهش في تحديد مصير ومسار شعب بأكمله..فاتحةً أمام هذا الشعب أبواب مجد فريد تتقاطر حلقاته المضيئة،عبر التواريخ والأزمنة..وتستجيب شواهده ومصاديقه النيرة والمبثوثة في شتى مجالات التألق الإنساني الحضاري ،لكل تعريف منصف حصيف،يرى في اليمنيين شعبا لاشبيه له،إيمانا وحكمة وحضارة وإبداعا في كل حقول الإبداع الإنساني الأصيل،وفوحا نفاذا عطرا عابرا للزمان والمكان..في فضاء القيمة التي تقدسها الفطرة الإنسانية،وقلما وجدت من يجسدها ويضبط خطوَه العملي-في كل الظروف والأحوال- على بوصلتها كما الإنسان اليمني..