كل يوم وكل صباح أتوجَّه إلى مدينة الثورة الرياضية ملتحقاً بمقر عملي بوزارة الشباب والرياضة.. الوزارة التي يستقيم مبناها في محيط مدينة الثورة الرياضية والمزودة بالعديد من الملحقات الإنشائية من ملاعب وصالات ومسبح أولمبي ومبانٍ رياضية متعددة.. وهو أمر بديهي ومن صميم اختصاص الوزارة وصندوق رعاية النشء والشباب والرياضة بموجب قانون إنشاء الوزارة والصندوق اللذين يؤكدان على أهمية تعدد المنشآت الشبابية والرياضية، من إستادات رياضية دولية، وصالات للألعاب الرياضية مغلقة ومفتوحة، ومسابح أولمبية، ومضامير لألعاب القوى وميادين رياضة الفروسية، وبيوت ومراكز الشباب، والملاعب والمدرجات الرياضية، ومقرات الاتحادات والأندية الرياضية، والسعي الجاد إلى إيجاد وسائل الدعم المالي الثابت للوزارة وهيئاتها التابعة لها»الصندوق، الاتحادات والأندية، والمراكز، والمكاتب»، من خلال بناء المشاريع الاستثمارية والتسويق للمنشآت الرياضية والفعاليات الشبابية والرياضية، ليس هذا وحسب، بل من الواجب رفد هذه المنشآت الشبابية والرياضية بالأثاث والمعدات والأجهزة الإدارية والفنية اللازمة لاستمرار العمل الشبابي والرياضي دون توقف أو تهاون، كما يجب أن تكون هناك استمرارية جادة وفعالة في المحافظة على هذه المنشآت ومكوناتها من خلال التأكيد على أهمية وجود جهاز إداري فاعل ومؤهل تكون مهمته الأساسية الترميم والصيانة الدائمة، لتبقى هذه المنشآت صالحة للخدمة التي وجدت من أجلها.
وهذا ما يوجب ويلزم رصد موازنة مالية سنوية، تضاف إلى ميزانية دعم الأنشطة الشبابية والرياضية، مع التأكيد والحرص على الالتزام التام بنصوص قانون إنشاء الصندوق والقرارات بالقوانين المعدلة لبعض نصوص مواد قانون إنشاء الصندوق، ومنها المادة رقم (3) من الفصل الأول التي تنص على أن قانون إنشاء الصندوق يهدف إلى تحقيق الأغراض الآتية: «1- الإسهام في إنشاء المرافق الرياضية والشبابية وصيانتها وتوفير مستلزماتها، 2- دعم رياضة الناشئين، 3- دعم المنتخبات الوطنية الرياضية، 4– دعم اتحاد الطب الرياضي، والمساهمة في علاج إصابات الملاعب، 5- دعم برامج التأهيل والتدريب، 6- دعم الأنشطة الشبابية، 7- منح الحوافز والجوائز التشجيعية للمبرزين في المجالين الشبابي والرياضي، 8- بناء منشآت استثمارية لتحقيق عائدات تخدم الأهداف التي أنشاء من أجلها الصندوق».
نعود إلى مجابرتكم العفوية الخالصة ولاءً لله ثم للوطن والوظيفة العامة وحبا واحتراما للشباب والرياضيين وتقديرا للقيادات المسؤولة الصادقة مع الله ثم الوطن.. قلت لكم في البداية إنني كل يوم وكل صباح أتوجَّه إلى مدينة الثورة الرياضية.. لكن لم أقل لكم ماذا أشاهد أثناء المشي إلى ديوان عام الوزارة، وهو مشهد يشاهده الجميع، لكن لربما لا يقف عنده الجميع متأملاً متحسراً.. إنني أشاهد صحراء متناثرة على جنباتها أطلال من المباني المدمرة بمساحة «مدينة الثورة الرياضية» رياضية صغيرة مقارنة بالمساحات الرياضية «المركبات الرياضية» ببعض الدول العربية.. بداخل هذه المساحة يوجد ملعب فقيد الوطن النجم اليمني العربي الكابتن علي محسن المريسي الملعب، الشاكي الباكي من أثر الإصابات الصاروخية التي تعرض لها من قبل فريق تحالف الشر السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني، وكذلك مقر اتحاد كرة القدم المعاق فنياً وإدارياً ومهنيا، وفندق جول المضروب دولياً، والغارق في محيط الدمار المسبح الأولمبي، والمنجز العملاق مبنى ديوان عام الوزارة، ناقص الأبواب والنوافذ، العطشان للمياه رغم تمركز آبار المياه الجوفية من حوله ومن حوله الملاعب الجافة التي أضماها عطش السنين ولسان حالها يقول «شاموت عطش والماء قبال عيني»، وخلف هذه الوزارة اليتيمة مركز الطب وسكن الأطباء ومعهد التربية البدنية والرياضية المتحول إلى شبه كلية تنقصها البنية التحتية، والصالة الدولية لتنس الطاولة المنتهكة بالصواريخ المحرمة دولياً، وبجانبها مركز رياضة الآباء والأجداد رياضة الأصالة والنخوة والرجولة رياضة الفروسية، والمركز الأولمبي المتحول إلى بيت للشباب، وصالة 22 مايو للمؤتمرات الدولية الألعاب المتعددة، المخلوع رأسها الفولاذي بصواريخ العدوان والشر.. والجديد المشروع الاستثماري المعلن عنه في الظاهر مبنى الصالة الرياضية متعددة الألعاب وفي الباطن والواقع المبنى الاستثماري التجاري متعدد المحلات والمخازن.. ما يحزن ويؤلم هو أن تشاهد إيرادات الصندوق تسلَّم على غير الضيف باستثناء ما يحمي العرض والأرض ويدعم رجال الرجال.. هناك دعم لجوانب بعيدة عن الاتحادات والأندية والأنشطة والفعاليات الشبابية والرياضية لدرجة أوصلت هذه الاتحادات والأندية إلى تجميد نشاطها وإيقاف مهامها وترك منشآتها بدون صيانة أو ترميم.. دعو الراعي يفي بمسؤولياته ووعوده تجاه رعيته.. وكلكم راع ومسؤول عن رعيته.. وسلامتكم.