في عام 2006 شنت إسرائيل عدوانها على شعب لبنان بدافع أمريكي معتقدة بأنها ستتخلص من كابوس حزب لله وتنامي قدراته عسكريا واستخباراتيا حسب الوعود الأمريكية التي خُيّل لها أنها ستحسم المعركة في أيام، خاصة أنها قد أخذت الوعود الأمريكية بأن توفر لها الغطاء على ما سترتكبه من جرائم إنسانية وما ستنتهكه من مواثيق وأعراف وقوانين دولية وتورطت إسرائيل في عدوانها على الشعب اللبناني وأسرفت في قتل الأطفال والنساء والشيوخ ولم تراع أي حرمة لا لمسكن ولا لمستشفى ولا لمدرسة كل شيء كان تحت القصف مراهنين على أن ينتفض الشعب اللبناني ضد حزب لله كما صوَّر لهم ذلك السيناريو أمريكا وعملاؤها في الداخل والخارج وكانت المفاجأة ذلك الصمود والالتفاف الشعبي حول حزب لله من أبناء لبنان الشرفاء وكانت النتيجة هزيمة مدوية لإسرائيل، وما إن شعرت إسرائيل بهزيمتها بعد ثلاثة وثلاثين يوما من العدوان وبالأخص بعد تدمير دباباتها الميركافا وصد زحوفاتها وتحطم معنويات جنودها في مقابل بسالة وشجاعة ودقة ضربات حزب لله للكيان الإسرائيلي. عمدت إسرائيل إلى زيارة البيت الأبيض في أمريكا للبحث عن مخرج من المستنقع اللبناني الذي وضعتها أمريكا فيه، وتحقق لها ذلك رغما عن أمريكا التي كانت تصر على استمرار العدوان لأنها مستفيدة منه كونه يلبي طموحها في نهب أموال الخليج والسعودية تحت ذريعة القضاء على المد الإيراني والتوسع الشيعي وهلم جرا.
الخلاصة والشاهد الذي نريد الوصول إليه هو: هل دويلة الإمارات قادرة على أن تقول لأمريكا لن أكون أداة لأطماعك يا أمريكا في المنطقة؟
ولن أكرر الخطأ الذي وقعت فيه إسرائيل يوم شنت عدوانها على الشعب البناني تلبية لأطماعك يا أمريكا؟
هل ستقدم الإمارات مصالحها ومصالح الدول المستثمرة لديها على الأطماع الأمريكية؟
كل هذه الاستفسارات على الإمارات أن تجعلها نصب عينها.. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى يجب أن يكون للمؤسسات والشركات الاستثمارية في الإمارات موقف من هذه السياسة الهمجية الإماراتية التي تهدم اقتصادها وتدمر الشركات والمؤسسات المستثمرة في بلادها لأجل إرضاء أمريكا ونظامها المتغطرس ومشروعها الانتهازي الرامي إلى السيطرة على مقدرات الشعوب المستضعفة وتقويض نفوذ الدول الكبرى المنافسة لها.
هذه أمريكا قاتلة الشعوب قد أحكمت السيطرة على المجتمع الدولي وأخضعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن لأطماعها مقابل ما تغدق عليهم من أموال تنهبها من بعران الخليج.
فهل يعلم المجتمع الدولي أن سكوته على هذه التصرفات الأمريكية هو وصمة عار في جبينه وستدور الدائرة عليهم فلن يكونوا بعيدين عن أطماع أمريكا.
وعلى الساكت تدور الدائرة.