مارست مليشيات الإصلاح في مارب خلال السنوات الماضية من زمن العدوان عمليات اختطاف للمسافرين اليمنيين مغادرين كانوا أو عائدين لا تعد ولا تحصى، واعتقلوا الآلاف منهم لم يرعوا لهم حرمة، ولم يصونوا لهم حقا، أما من نجا منهم فلم يسلم من ممارسات تلك المليشيات الإجرامية ولاقى منهم الويل والعذاب والكثير من المضايقات كالابتزاز والحجز التعسفي لأيام وليالٍ في العراء، البعض منهم مع عوائلهم، والمعاملة السيئة لهم ، وكل ذلك بلا أسباب معقولة ولا مبررات منطقية ولا شبهة مقبولة ولا تهمة منسوبة، بل إنهم جعلوا من لقب المسافر وانتمائه القبلي ذرائع لقطع السبل عليهم ومبررا لاعتقالهم وتعذيبهم وانتهاك حقوقهم الإنسانية ورميهم بتهمة (حوثي) متجاهلين انهم مجرد مسافرين إما للعلاج أو للحج قبل وقفه من قبل السلطات السعودية أو للعمرة أو للدراسة أو عائدين إلى أرض الوطن أو حتى للعمل في مارب أو المحافظات الجنوبية، وممن ليس لهم موقف أبدا ضد العدوان، بل ربما يكون موقف الكثير منهم مخالفاً لموقف انصار الله .
لقد مارسوا قطع السبل على المسافرين ذهابا وإيابا وما زال المئات إن لم يكن الآلاف في معتقلاتهم حتى هذه اللحظة، من ضمنهم الكثير من أعضاء وقواعد حزبهم الشيطاني الذين لم يسلموا من بطش تلك المليشيات المارقة وما زال الكثير منهم في المعتقلات.
وبسبب هذه الممارسات الإجرامية من قبل مليشيات حزب الإخوان الشيطاني، اتجه الكثير من المواطنين المجبرين على السفر إلى الخارج أو على العودة الى الوطن وغالبيتهم من الطلاب الدارسين في الخارج، إلى
السفر عبر طريق (تعز – عدن ) عبر وسائل النقل البري أو عبر استئجار سيارات أجرة، كون مليشيات الانتقالي أصبحت أرحم من مليشيات الإصلاح بمارب وجرائم اعتراض المسافرين كانت أقل مقارنة مع الجرائم المركبة في مارب.
ورغم المخاطر الكثيرة والمعاملة السيئة للمسافرين من قبل مليشيات الانتقالي من إهانات واحتجازات، استمر هذا الوضع إلى ما قبل فترة وجيزة، وخلال الأسابيع القليلة الماضية تغير هذا الحال وتنمرت مليشيات الانتقالي في قطع سبل العائدين إلى الوطن بشكل لم يحصل من قبل، وحولت مطار عدن إلى مركز لاعتقال العائدين، وكانت منظمة “سام” للحقوق والحريات قد ندَّدت -أواخر أغسطس الماضي- باستمرار الانتهاكات التي ينفذها ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي في المناطق الخاضعة لسيطرته وعلى رأسها مدينة عدن على خلفية إخفاء ما يسمى “المجلس الانتقالي” الشاب اليمني “فهد الرياشي” (30 عاماً) بعد اعتقاله بطريقة تعسفية في مطار عدن الدولي، منذ نهاية يوليو الماضي، لحظة وصوله عبر خطوط اليمنية إلى مطار عدن قادماً من ألمانيا.
وأكد رئيس المنظمة “توفيق الحميدي” أن مدينة عدن أصبحت غير آمنة بسبب ممارسات قوات الانتقالي وتصاعد المداهمات الليلية للبيوت والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري لعشرات الأشخاص دون سبب قانوني أو رقابة قضائية.
كما اعترضت مليشيات الانتقالي لرجل الأعمال محمد الواقدي فور وصوله إلى مطار عدن قبل ثلاثة أسابيع وأرادت اعتقاله ولم تفرج عنه إلا بعد تدخل وساطات وقيامه بدفع مبلغ 3 ملايين ريال، وقامت أيضاً مليشيات الانتقالي باعتقال الأستاذ حسن علي العماد آمين عام تنظيم مستقبل العدالة فور وصوله إلى مطار عدن بتهمة انه “حوثي”
كما أقدمت مليشيات الانتقالي على ملاحقة الطالب عبدالملك السنباني بعد خروجه من مطار عدن عائدا من أمريكا وتمكنت من اعتقاله في نقطة تفتيش تابعة لها بلحج وقامت باقتياده إلى جهة مجهولة- ليكشف بعد ذلك عن مقتله ونهب مدخراته وأعلنوا عن هذه العملية الإجرامية في الصحف والمواقع التابعة لهم عن هذه الجريمة البشعة مؤكدين انتصارهم في القضاء على (حوثي يحمل دولارات).
من جانب آخر كشفت مصادر خاصة لوكالة عدن الاخبارية عن اختطاف طلاب يمنيين يدرسون في ماليزيا فور عودتهم إلى مدينة عدن.
وأوضحت المصادر أن مسلحين اختطفوا خمسة من طلاب اليمن الدارسين في ماليزيا أثناء عودتهم إلى مطار عدن، وتم اقتيادهم إلى سجن داخل معسكر بدر الواقع في مديرية خور مكسر، والذي يقوده “عبدالرحمن عسكر الحريري” ويعد هذا المعسكر أحد المعسكرات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.
من جانبهم، أكد ناشطون أن جرائم الاختطاف التي تعرض لها الطلاب والمسافرون في مارب جعلت الكثيرين يغيِّرون وجهتهم إلى عدن خوفاً من انتهاكات سلطات جماعة الإصلاح.
وأشاروا إلى أن واقعة الاختطاف في عدن فاقمت معاناة المسافرين والطلاب، حيث لم يعد هناك ممر آمن لعودة اليمنيين إلى بلدهم.
واعتبر الناشطون أن المجلس الانتقالي الذي يختطف مسلحوه الطلاب، لا يختلف عن جماعة الإصلاح في مارب وشبوة حيث يتعرض الكثيرون سواء كانوا مسافرين أو طلاباً لعمليات اختطاف ممنهجة.
وتُضاف واقعة الاختطاف -حسب الناشطين- إلى قائمة الانتهاكات التي يتعرض لها الطلاب اليمنيون الدارسون في الخارج من قِبل حكومة هادي وسفاراته عبر إيقاف مستحقاتهم المالية التي يترتب عليها حرمانهم من الدراسة وطردهم وأسرهم من أماكن سكنهم بسبب عدم دفع الإيجارات، إضافة إلى اعتقال البعض أثناء وقفة احتجاجية أمام سفارة الشرعية في العاصمة الروسية موسكو ببلاغ من السفير “أحمد الوحيشي”.
إن هذه الجرائم البشعة التي ارتكبتها مليشيات الانتقالي بحق الطلاب العائدين، تعد جرائم حرب بنص القانون الدولي الذي ينص على فتح الممرات الإنسانية بمختلف أنواعها أمام المدنيين، وتعد أيضا مؤشراً خطيراً وتصعيداً غير مسبوق في فرض حصار اللا عودة واللا خروج على إخواننا المغتربين والطلاب وعلى الآلاف من المرضى في الداخل، كما أن الصمت الأممي والعالمي أمام هذه الجرائم، يمثل موافقة على هذه الجرائم، ومن جهة أخرى فإن هذا التصعيد يؤكد أن رفع الحظر عن مطار صنعاء أصبح ضرورة حتمية كون ذلك أصبح الخيار الوحيد الآمن أمام الشعب اليمني في الداخل والخارج.