ابن النيل وتآمر الإخوان
يكتبها اليوم / أحمد يحيى الديلمي
بينما كنا نتأهب وننتظم في صفوف استعداداً لصلاة الجنازة على روح الفقيد المرحوم مجاهد العشماوي، المعروف بابن النيل، تعالت الأصوات واختلفت في تحديد عدد التكبيرات بأسلوب لافت وغير طبيعي خال من المسؤولية ، علق أحدهم ( بعد مضي ألف وأربعمائة سنة ولم نتفق على صفة صلاة الجنازة)، كان التعليق في محله ،اتفق مع توجهات ابن النيل الرجل المسجى في النعش الذي طالما استمعنا إليه وهو ينتقد هذه المظاهر ويوجه أصابع الاتهام للفكر الوهابي وجماعة الإخوان المسلمين وأدوارهما الخبيثة المشبوهة في تعميق الخلافات بين المسلمين بتوظيف المذهبية تارة والمناطقية تارة أخرى وكل الموروثات السقيمة معاول للهدم ضد الدين واستغلال الدين بشكل مقزز لإقصاء الآخر المسلم وأحياناً إهدار دمه عبر اتهامه بالردة والتمرد على الإسلام بشبهات ما أنزل بها من سلطان، لأنها في الغالب لا تمثل أي إنكار معلوم من الدين لكنها اتجاهات منكرة جَبُلت على الكذب والتباكي على الدين من أجل ترجمة النوايا المبيتة .
هذه المواقف التي أفصح عنها الفقيد منذ زمن مبكر لم تكن من باب التبكيت والمكايدة، لكنها عبّرت عن انتماء صادق للعروبة وعكست رؤية الشاعر المقاوم مرهف الإحساس، لذلك سرعان ما ترجمها الإخوان عمليا في الواقع عقب ما سُمّي بثورة الربيع العربي حيث عبّرت جماعة الإخوان المسلمين بمواقفها عن تخاذل واستعداد تام لتقديم أي تنازلات للوصول إلى سدة الحكم وإطالة أمد البقاء فيه، ومن تلك المواقف المخزية:
– فرض وصاية خاصة على ساحات الاعتصام وإظهار العداء والاحتقار والكراهية للآخرين المتواجدين في نفس الساحات .
– الانحراف بالقوى الأخرى نحو شيطنتها ووضعها في خانة المروق السياسي والتنكر للثوابت الأساسية من خلال الموافقة على مشروع الأقلمة والقبول بمشروع الدستور المصاغ في واشنطن وبرلين والرياض وأبو ظبي بهدف إحداث شرخ عميق في التركيبة الاجتماعية عبر إثارة العنصرية والنعرات الطائفية والمذهبية بعد سنوات من التضليل والتأثير على مرتكزات العقل الجمعي في المستويين الوطني والقومي من أجل دفع الأتباع المخدوعين إلى التنكر لثوابت الانتماء الصادق للوطن والقومية واعتماد أفكار بديلة ، لهز الثقة بالهوية الوطنية والدينية والقومية، وهذا ما حدث بالفعل من خلال الجماعات الإرهابية التي تفرعت عن نفس الجماعة وتحولت إلى معول هدم للدين استخدمته أمريكا وبريطانيا والصهاينة .
أخيراً – وهو الأهم – التأييد السافر للعدوان على بلادنا، وتسابُق كبار قادة الإخوان لتبرير العدوان باعتباره فعلاً إلهياً يتم بأمر الخالق سبحانه وتعالى، وهي حقيقة مؤلمة تؤكد زيف هؤلاء الناس الذين لم يترددوا عن تأييد العدوان السافر على البلاد وتسابقوا – بالذات كبار قادة الإخوان – لتبرير العدوان باعتباره فضلاً إلهياً أنعم الله به على اليمنيين لتدميرهم وسحق إرادتهم الذاتية، كما قلنا إن الحقيقة مؤلمة، وكما يقال أن الشيطان يكمل في التفاصيل، والتفاصيل أكبر إيلاماً مما قرأنا وسمعنا وشاهدنا، وإن شاء الله يأتي اليوم المناسب للإفصاح عنها ، مع أنها تتفق مع ما سبق وتؤكد زيف هؤلاء الناس وهي ثغرة انهزامية مذهلة تحاول أن تجعل من كل مواطن يمني شريف هدفاً للأعداء وتلطخ صفحات الوطن ناصعة البياض بعد أن تُعمّم صيغة العار التي قد يصعب علينا الخلاص منها، نسأل الله الفكاك من هذه المظاهر الغاية في السوء وأن يجنب بلادنا كل مكروه.
إن ما يؤكد عظمة اليمنيين – رغم المعاناة والأوضاع الاقتصادية القاسية نتيجة الحصار الجائر- عزيمتهم القوية المتمثلة في الشباب المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبية وتكاتف أبناء الشعب والضربات القوية التي تذهل العالم من قبل القوة الصاروخية والطيران المسيَّر، كلها كفيلة بتفجير ينابيع الفرح بالانتصار قريباً إن شاء الله ..
والله من وراء القصد ..