سلاح أمريكا يقتل اليمنيين.. المجرم وجد متلبساً في مسرح الجريمة

 

الثورة / عبدالرحمن عبدالله
منذ بداية الحرب على اليمن تدفقت الأسلحة الأمريكية إلى السعودية والإمارات على نحو غير مسبوق في تاريخ حروب المنطقة ، تقاضت أمريكا مليارات الدولارات من الحليفتين «السعودية-الإمارات» قيمة صفقات أسلحة باعتها لهم واستخدمت في قتل الشعب اليمني طيلة ستة أعوام.
لا توجد إحصائية حقيقية بعدد الصفقات التي أبرمتها أمريكا مع السعودية ، ولا توجد كذلك بيانات دقيقة حول كميات السلاح التي حصلت عليها السعودية والإمارات من أمريكا ضمن حربها على الشعب اليمني ، لكن المؤكد أن اكتشاف الأسلحة الأمريكية من الذخائر والصواريخ والقنابل وسط حطام الأسواق المدنية والمنازل والمستشفيات والفنادق كان ثابتًا في جميع أنحاء الحرب المدمرة على اليمن ، والتي تدخل عامها السابع. القاعدة التي تتبعها الإدارات الأمريكية المتعاقبة في الحرب على اليمن هي أن ملايين اليمنيين يستحقون الموت ما دام تجار السلاح في أمريكا وكذلك المواطنون الأمريكيون يستفيدون من هذه المبيعات ، وبعدما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهد بإنهاء صفقات السلاح إلى السعودية ، أعاد الشهر الماضي استئناف المبيعات ، ما يكشف النفاق الأمريكي إزاء أكبر أزمة إنسانية في العالم ، ويكشف التورط الأمريكي في الحرب العدوانية على اليمن أيضا. تقدر قيمة مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية بأكثر من 2 ونصف ترليون دولار أمريكي، وفق بيانات وإحصائيات نشرت على الانترنت، لكن هناك ما لم يشر إليه من المبيعات. قبل تولي بايدن رئاسة أمريكا قالت إدارة ترامب إنها غير نادمة على بيع الأسلحة ، بل وقال ترامب إن ذلك يرفع من مدخلات المواطنين الأمريكيين ، وترامب بذلك يشير بوضوح إلى العقلية الأمريكية التي تعتبر البشرية أرقاما يمكن سحقها إذا كان في مصلحة الأمريكيين وفي سبيل الحصول على الأموال ، أما بايدن فقد تعهد في حملاته الانتخابية بوقف صادرات السلاح لكنه تراجع مؤخرا وأعاد شحنها إلى السعودية والإمارات ، الأمر نفسه فعله أوباما سابقا فقد تراجع باراك أوباما عن تعهدات بهذا الشأن خلال فترة رئاسته وواصل بيع الأسلحة وقتل الشعب اليمني. في 2016 الرئيس وصل ترامب في رحلة إلى الرياض، وأبرم هناك صفقة أسلحة “هائلة” جديدة بمليارات الدولارات مع السعودية ، ظلت مسألة الأسلحة الأمريكية أساسا للعدوان على اليمن ، بدونها لا يمكن للحرب أن تستمر ولم يكن بمقدور السعودية أن تشنها أساسا. وفيما تفرض البحرية الامريكية إلى جانب حلفائها حصارا شاملا على الموانئ البحرية في اليمن ، وتمنع سفن الوقود والأغذية والأدوية والشحن الضرورية من بلوغ الموانئ اليمنية بحجة فرض حصار على السلاح الذي تزعم توجهه إلى اليمن ، تواصل أمريكا شحن الأسلحة والذخائر والقنابل والمتفجرات إلى السعودية بحرا وجوا وبرا ، دون أن يرمش لها جفن. وثقت عدد من المنظمات ألاف الحالات التي ارتكبت فيها مذابح في اليمن وجددت أن المجازر التي راح فيها ألاف المدنيين من الأطفال والنساء كانت بالأسلحة الأمريكية ، ولعل مذبحة الصالة الكبرى التي استخدمت فيها أُمّ القنابل الأمريكية ، كانت الشكل الأوضح للدور الأمريكي في العدوان على اليمن. وقد تمكنت منظمة هيومن رايتس ووتش من خلال استخدام الصور ولقطات الفيديو التي التقطها باحثو منظمة مواطنة وغيرهم لمخلفات الأسلحة، من التعرف على نوعية السلاح المستخدم في الهجوم على صالة العزاء، وهو قنبلة GBU-12 بيفواي الثانية موجهة بالليزر من صنع أمريكي. وأكدت صور أخرى أن رايثيون صنع القنبلة. تؤكد منظمة هيومن رايتس أن القنبلة GBU-12 برأس حربي Mk-82 يزن 227 كجم (500 رطل). ويحتوي الرأس الحربي MK-82 على 87 كجم (190 رطلاً) من التركيبةH6، وهي مادة شديدة الانفجار تستخدم أيضًا في ما يسمى “أم جميع القنابل” التابعة لسلاح الجو الأمريكي. عادة ما تُستخدم سلسلة Mk-80 من القنابل ذات السحب المنخفض والأغراض العامة لإحداث أقصى انفجار وأكبر قدر من الأضرار الانفجارية. في أغسطس 2016، مُنح مقاول الدفاع الأمريكي جنرل داينمكس عقداً بملايين الدولارات لتزويد السعودية والإمارات بأغلفة قنابل Mk-82.. تضمنت الإخطارات الرسمية لعام 2017 إلى الكونغرس بشأن المبيعات المقترحة للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية ما قيمته 298 مليون دولار من أنظمة الأسلحة بيفواي الثانية والثالثة، وأنظمة بيفواي المحسّنة الثانية والثالثة وأنظمة الأسلحة بيفواي الرابعة. بين عامي 2010 و2013م، سلمت الولايات المتحدة لدولة الإمارات 938 قنبلة بيفواي موجهة. قام التحالف الأمريكي بإلقاء قنبلتي GBU-12 وMk-82 الأمريكية الصنع على المدنيين والبنية التحتية المدنية مرارا وتكرارا منذ بدء العدوان على اليمن في مارس 2015. وفي العام 2015 تعرض فج عطان لضربة هائلة تسببت في ضحايا بالآلاف وفي دمار واسع حل بالمدينة صنعاء ، اتضح بأن الضربة التي توهجت وسط النهار استخدم فيها (أم جميع القنابل) الأمريكية MOAB)). أحصت هيومن رايتس والعفو الدولية أكثر من 2 ألف واقعة ارتكبت في اليمن واستطاعت أن تعثر على بقايا أسلحة أمريكية. أمريكا التي تحاول أن تدس رأسها في الرمال في اليمن ، هي في الحقيقة متورطة حتى النخاع في الحرب على اليمن ، وعليها أن تتحمل مسؤولية وأثمان جرائمها وعدوانها.

حملة تغريدات تحت هشتاق #سلاح_أمريكا_يقتل_اليمنيين
انطلقت مساء أمس حملة تغريدات تسلط الضوء على أسلحة أمريكا المستخدمة في العدوان على اليمن، تحت هشتاق: #سلاح_أمريكا_يقتل_اليمنيين.

 

تقرأون في ملف :

السلاح الأمريكي في الحرب على اليمن.. القاتل والمجرم والأداة

قد يعجبك ايضا