الثورة / وكالات
أبلغ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ونائبه على باقري، نظرائهما في الدول الأعضاء في الاتفاق النووي، فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين، أن إيران ليست مستعدة للتفاوض على ما تم التفاوض عليه، فالقضية النووية تم الاتفاق حولها بشكل كامل في العام 2015، وأن إيران لا تنوي البقاء في الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات السابقة، وعلى أمريكا، المسؤولة عن إغلاق هذا الطريق، فتحه ليكون سالكاً، من أجل عودتها إلى الاتفاق النووية.
الموانع التي على أمريكا رفعها أمام الاتفاق النووي، هي عودتها إليه بعد انسحابها منه، ووقف انتهاكها للقرار 2231 ورفعها للحظر الذي تفرضه بشكل أحادي على الشعب الإيراني بطريقة يمكن التحقق منها، وقبل كل هذا وذاك تقديم ضمانات للأطراف الأخرى والمجتمع الدولي، بعدم تكرار هذه الانتهاكات في المستقبل.
المراوغة الأمريكية لم تعد ذا جدوى، وعلى واشنطن أن تعترف، أنه كان هناك اتفاق نووي وقعته إلى جانب القوى الخمس الكبرى مع إيران، منذ عام 2015 ، انسحبت منه عام 2018، وانتهكت القرار 2231، وفرضت حضرا شاملا على ايران، وضغطت على الدول الأخرى لفسخ عقودها التجارية معها وعدم التعامل اقتصاديا معها، لذلك عليها اليوم أن تغتنم فرصة المفاوضات التي من المقرر أن تبدأ في 29 من شهر تشرين الثاني نوفمبر الجاري، للعودة إلى الاتفاق، وذلك من خلال رفع الحظر وبشكل كامل، دون تضييع الوقت في تكرار مزاعم خاوية، منها: أن تبدأ ايران باتخاذ الخطوة الأولى للعودة إلى الاتفاق النووي، ، فإيران لم تخرج من الاتفاق لتعود إليه، والذي خرجت منه أمريكا على رؤوس الأشهاد، وكل ما اتخذته ايران من تقليص بعض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، كان ردا على انسحاب أمريكا من الاتفاق وفرضها الحظر على إيران، لذا ليس أمام أمريكا ما تتفاوض عليه في فيينا أواخر هذا الشهر، إلا بعد أن ترفع الحظر الذي تفرضه على ايران بشكل أحادي، وبدفعة وحداة، دون تسويف، عندها ستعود ايران عن كل الإجراءات التي اتخذتها رداً على البلطجة الأمريكية.
وفي إصرار إيراني إضافي على الوقوف في وجه المراوغة الأمريكية، ومنعها من التأثير على سير المفاوضات المرتقبة في فيينا، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، على مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض ، الذي ادعى أن إيران قد انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، بقوله:”هل هو (جيك سوليفان) غير مدرك حقاً أن الولايات المتحدة هي من ترك الاتفاق؟”.. إن: “مسار عودة الولايات المتحدة واضح: الاعتراف بالذنب وإنهاء حملة “الفشل الأقصى” وضمان عدم الاستهزاء بالقانون الدولي مرة أخرى”,
إن الذي يجب أن تعالجه مفاوضات فيينا إيرانياً، ليس الاتفاق النووي، فهو اتفاق واضح المعالم وتم الانتهاء منه وليس فيه أي جوانب غامضة، بل التداعيات الناجمة عن خروج أمريكا من الاتفاق النووي، وعلى رأسها الحظر الأمريكي الظالم ضد إيران، ولا نجاح لمفاوضات فيينا دون إلغاء الحظر تماماً وعودة كافة الأطراف إلى تعهداتها، بالإضافة إلى تقديم ضمانات أساسية حول تنفيذ نتائج المفاوضات، والتأكد من صدقية إجراءات الطرف المقابل.
مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري ، كان واضحا جدا عندما قال :”انه ليست لدينا مفاوضات نووية، بل إن القضية الأساس هي التداعيات الناجمة عن خروج أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها إجراءات حظر غير قانونية على إيران”، وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان التي قال فيها:” بأن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي يجب أن تستأنف من المكان الذي وصلت اليه حتى 20 يونيو”.