مواطنون من عدن استقر بهم الحال مؤخراً في المحافظات "المحررة"
العيش في المحافظات المحتلة.. جحيم على الأرض
عدن تحولت إلى أوكار للمجموعات المسلحة المدعومة من العدوان التي تهدد حياة المواطنين وتهدر دماءهم وتنهب ممتلكاتهم كل يوم
يكفينا في المحافظات المحررة نظرات الاحترام للجميع وهو ما يفتقده أبناء المحافظات الشمالية في المحافظات الجنوبية المحتلة للأسف.
مراد الأغبري من أبناء محافظة تعز: رغم أني عشت في عدن أكثر من عشرين عاما إلا أن ذلك لم يشفع لي هناك وتعرضت أسرتي للخطر مرات عديدة
نستعرض من خلال هذه القصص روايات لعدد من أبناء محافظة عدن ممن نزحوا مع أسرهم واستقروا في المحافظات الشمالية المحمية من قوات الجيش واللجان الشعبية والتي يقضون فيها أيامهم تحت راية الوطن وينعمون فيها بالأمن الذي طالما افتقدوه في عدن المحتلة التي تحولت إلى أوكار للمجموعات المسلحة المدعومة من دول العدوان والتي تصفي من لا يقبل بأفكارها وتهدد حياة المواطنين وتهدر دماءهم وتنهب ممتلكاتهم:الثورة / ..
إراقة دماء المواطنين
رغم المهنة القاسية التي يعمل بها إلا انه لم يفلح في المحافظة عليها في محافظة عدن، فالموت الذي يتهدده في كل لحظة من قبل عناصر تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة التابعة للعملاء والمرتزقة وتحالف العدوان أجبره على الرحيل إلى صنعاء، وكما يقول عمار سالم: هذه الجماعات لا تتوقف عن إراقة دماء المواطنين البسطاء، حتى ولو لم تكن لهم علاقة بالصراعات السياسية أو الدينية ..رحلت إلى العاصمة صنعاء منتصف العام الجاري و بدعم من أحد أقاربي حصلت على شقه سكنية متواضعة ووجدت ومعي أسرتي الأمان والعمل في آن واحد واللذان افتقدناهما في عدن .
الفرق بين المدن المحتلة والمحررة
ايمن عبدالقادر من أبناء محافظة عدن أستقر به الحال مؤخرا في محافظة إب بعد أن قضى أيام عمره في محافظة عدن يقول أيمن : منذ احتلال عدن وحتى اليوم الذي قررت الرحيل عنها لم نلمس أي لحظة أمن واستقرار فالتفجيرات الإرهابية تحصد أرواح الأبرياء باستمرار والمجموعات المسلحة تهدد حياة المواطنين وتهدر دماءهم وتنهب ممتلكاتهم، فأدرك أبناء عدن أن الغازي والمحتل لا يأتي إلا بالدمار والخراب وبمجموعاته الإرهابية الإجرامية، لذلك قررت الرحيل إلى محافظة إب ولكن بعد أن عشت أنا وأسرتي في مدينة عدن الألم والمعاناة والخوف والجوع بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار، وبعد وصولي مدينة إب لمست الفرق بين المدينتين حيث تنعم محافظة إب بالأمن والاستقرار الأمر الذي نفتقده في مدينة عدن، كذلك لمسنا فارقا كبيرا في أسعار المواد الغذائية وأهم ما في الأمر رأيت فرحة السعادة ترتسم في أعين أسرتي من جديد خصوصا الأطفال لتحل بديلة عن مشاعر الخوف والقلق التي عاشوها في الماضي ويكفينا هنا نعمة التعايش والألفة فلم نجد إلا نظرات الاحترام من الجميع وهو ما يفتقده أبناء المحافظات الشمالية في عدن للأسف الشديد.
20 عاما لم تشفع له
ومن بين متاهات المعاناة الدائمة اختار مراد الأغبري قدره المليء بالأوجاع بعد أن وجد صفحات أقداره خالية من أي راحة في محافظة عدن ..كان مراد يمتلك بوفيه تدر عليه الكثير من الدخل اليومي ومن خلاله كان يؤمن لقمة العيش الضرورية لوالديه المسنين ولأطفاله الخمسة وزوجته ، مراد تجرع مرارة الخوف والهلع طيلة أيام مكوثه في محافظة عدن منذ بدء العدوان وحتى اليوم الذي قرر الرحيل عنها مؤخرا بحثا عن الأمن والاستقرار ليستقر به المقام حاليا في العاصمة صنعاء ..
يقول مراد : أنا من أبناء محافظة تعز إلا إنني عشت في عدن منذ عشرين عاما وهي معظم أيام عمري ومن خلال عملي اشتريت فيها قطعة أرض وبنيت بها منزلاً صغيراً في الشيخ عثمان ولأنني دفعت كل المال الذي أفنيت عمري في جمعه ببناء هذا المنزل رفضت فكرة الهروب بنفسي وأسرتي ففضلت المغامرة بالبقاء فيها ولو كلفنا ذلك حياتنا غير أن الأشهر الأخيرة فرضت واقعا أمنيا واقتصاديا صعبا ولم أعد أجني أي ربح مادي علاوة على ذلك تزايدت في عدن المجموعات المسلحة التي تصفي من لا يقبل بأفكارها، فيما ظهرت جماعات متعددة تحمل السلاح تهدد وتوعد وتقتل كيفما شاءت وتحديدا من لا ينتمي للمحافظات الجنوبية و رغم أني عشت فيها أكثر من عشرين عاما لم يشفع لي ذلك في شيء.
فوضى تحالف العدوان
يتضح جليا أن دول تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات تعمل على تهيئة بيئة مدمرة صالحة لتكاثر وتوسع ونشاط التنظيمات التي تقوم بأعمال إرهابية كما تعمل على تنفيذ أهداف تكرس المناطقية والعنصرية في أوساط المجتمع اليمني ما تشكله من تهديد للأمن والسلم في اليمن من أجل تحقيق مصالحها وأطماعها في اليمن وهو ما يتم تطبيقه باستمرار منذ سنوات في المحافظات الجنوبية المحتلة.